أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الحدود الكويتية العراقية أزمة مستمرة ...!















المزيد.....

الحدود الكويتية العراقية أزمة مستمرة ...!


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7644 - 2023 / 6 / 16 - 02:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة على يد المحتل البريطاني في عشرينيات القرن الماضي و ليومنا هذا كانت دائما قضية الحدود العراقية الكويتية محور مشاكل و أزمات عانى منها الشعب العراقي كثيرا .
في هذه الأيام تبرز في الأفق ازمة جديدة حول هذه الحدود , لكنها متعلقة هذه المرة بالحدود البحرية بين العراق و الكويت .
للوقوف على اصل المشكلة لابد من تناول سريع للجذور التاريخية لها , و كالتالي :
اولا : رسم المنتصرون في الحرب العالمية الأولى بريطانيا و فرنسا حدود دول منطقة الشرق الأوسط و اتفقت هاتان الدولتان الاستعماريتان سنة 1923 على صيغة لتقاسم المستعمرات و النفوذ و تم تثبيت ذلك الاتفاق في مرتسمات " خرائط " تضمنت خرائط دول الشرق الأوسط و منها خريطة العراق , و تم ايداع تلك المرتسمات لدى عصبة الأمم كوثائق معترف بها دوليا ضمن شرعية دولية صنعتها بريطانيا و فرنسا .
ثانيا : لم تتضمن خريطة العراق في مرتسمات ١٩٢٣ أي حدود بين العراق و الكويت مما يعني أن الكويت لم تكن دولة و انما جزء من دولة العراق في حين كانت حدود العراق في تلك المرتسمات مع كل دول الجوار إيران و تركيا و سوريا و الأردن و السعودية واضحة و بمقياس رسم دقيق , و أقرت كل تلك الدول و من ضمنها العراق الحدود بينهم و لم يكن هنالك أي اعتراض منهم عليها .
ثالثا : بقت حدود العراق المثبتة في مرتسمات 1923 دون تغير سوى منطقة الحياد بين العراق و السعودية التي تم تقسيمها بموجب اتفاق بينهما و كذلك شط العرب الذي تنازل صدام حسين لإيران عن جزء منه باتفاقية وقعها مع شاه إيران في الجزائر سنة 1975 حيث اصبح شط العرب نهرا مشتركا بين العراق و إيران بعد أن كانت السيادة على شط العرب كاملة للعراق فقط .
رابعا : اول إشارة الى وجود حدود بين الكويت و العراق كانت ضمن رسائل متبادلة بين نوري السعيد و حاكم الكويت الشيخ صباح السالم الصباح في ٢١ تموز و ١٠ اب ١٩٣٢ , لكن العراق لم يعترف بكون تلك الرسائل وثائق رسمية يعتمد عليها في ترسيم الحدود و انما اعتبرها مجرد افكار لمقترحات , في حين ظلت الكويت متمسكة بتلك الرسائل و تعتبرها اعتراف رسمي من قبل العراق بدولة الكويت ضمن حدود مشار اليها في هاتين الرسالتين , أما عصبة الأمم فقد ظلت تستند على مرتسمات 1923 دون تغيير , أي لم يكن هنالك دولة اسمها الكويت في وثائقها .
خامسا : طالب العراق في العهد الجمهوري في زمن الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم باستعادة الكويت باعتبارها جزء من العراق و اعتبرها قضاء تابع لمحافظة البصرة .
سادسا : حصل الكويت على اول اعتراف رسمي من الدولة العراقية في ٤ تشزين اول ١٩٦٣ كدولة مستقلة بالحدود المشار إليها في الرسائل المتبادلة سنة 1932 بين نوري السعيد و صباح السالم الصباح , كثمن قدمه قادة الانقلاب البعثي ١٩٦٣ لشيخ الكويت على مساعدته لهم في إسقاط حكم عبد الكريم قاسم الوطني و أشرف على هذه الصفقة كل من بريطانيا و أمريكا لكونهما الراعي و الداعم لذلك الانقلاب , فقد وصل البعث الى السلطة بقطار أمريكي بريطاني و كان جزء من ثمن تذكرة ذلك القطار الاعتراف بالكويت دولة مستقلة ضمن الحدود التي حددها نوري السعيد .
سابعا : اقدم نظام صدام حسين على احتلال الكويت وضمها الى العراق كمحافظة عراقية جديدة , لقد اختار صدام حسين الزمن الخطأ في احتلاله للكويت , زمن كان بداية لصعود امريكا كقطب أوحد مهيمن على العالم , أدخل صدام حسين الجيش العراقي في معركة غير متكافئة مع قوات من دول عديدة تقودها امريكا منها قوات من دول الخليج العربية و سوريا و مصر .
بعد إنهاء احتلال نظام صدام حسين للكويت تم من جديد ترسيم الحدود بين العراق و الكويت حيث تم منح الكويت اراضي عراقية جديدة و بحسب ما ترغب به الكويت , لقد اجرى هذا الترسيم لجنة تابعة للأمم المتحدة و تمت المصادقة على تلك الحدود الجديدة من قبل مجلس الأمن الدولي , أما العراق فقد سجل اعتراضه على ذلك القرار لكن صدام حسين تراجع و بَدَلَ موقفه و اعترف بالحدود الجديدة التي رسمتها لجنة الأمم المتحدة بموجب قرار من المجلس الوطني العراقي و قرار صدر عن مجلس قيادة الثورة في ١٠ تشرين ثاني ١٩٩٤ , و ارسلَ ذلك الاعتراف الى الأمم المتحدة برسالة موقعة من قبله .
ثامنا : الحدود التي اعترف بها نظام صدام حسين هي الحدود النهائية المعترف بها دوليا و ما جري بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ٢٠٠٣ هو وضع دعامات حدودية وفق تلك الحدود , و كل ما يشاع من أن العراق بعد 2003 قد اعطى ارض اضافية للكويت هو غير صحيح و الدليل هو أن الخرائط المحفوظة لدى الأمم المتحدة التي تبين الحدود بين العراق و الكويت لم تتغير و ظلت كما هي منذ ان صادق عليها صدام حسين سنة 1994 .
تاسعا : الحدود بين العراق و الكويت التي رسمتها اللجنة التابعة للأمم المتحدة و التي أقرها مجلس الأمن الدولي لم تتضمن الحدود البحرية بل تضمنت فقط الحدود البرية .
عاشرا : لازال الكويت يطالب العراق بترسيم الحدود البحرية بين البلدين , و العراق لم يوافق لحد الان على ترسيم الحدود البحرية , موقف العراق في هذه المرحلة ضعيف و موقف الكويت قوي و مدعوم من قبل كل الأطراف الدولية فلو اطلعنا على البيان الختامي للقمة الصينية الخليجية لوجدنا فقرة تطالب فيها الصين العراق بترسيم الحدود البحرية مع الكويت بالاعتماد على الحدود البرية المعترف بها دوليا , هذا يعني أنه ليس امريكا و الدول الغربية مع الكويت بل حتى موقف الصين صار منحاز لها .
السؤال : ماذا يستطيع العراق فعله في هذه الظروف ...؟
مجلس النواب العراقي و ليس الحكومة العراقية هو من يجب أن يتحرك من خلال إصدار قرار يعترف بالكويت كدولة مستقلة ذات سيادة دون الاعتراف بالحدود التي رسمتها اللجنة التابعة للأمم المتحدة و مبررات القرارر :
اولا : نظام صدام حسين كان مجبرا على الموافقة كون العراق كان تحت طائلة البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة .
ثانيا : المجلس الوطني العراقي في زمن النظام السابق لا يمثل الشعب العراقي و قراراته ليست لها اهمية .
ثالثا : يستطيع مجلس النواب الحالي الغاء قرار المجلس الوطني السابق و يطالب بحل قضية الحدود مع الكويت بأسلوب سلمي بعيدا عن ضغوطات الدول الأجنبية .
أما موقف الحكومة العراقية فيجب أن يكون غامضا , غير موافقة على قرار مجلس النواب و غير رافضة له إذ ليس لديها صلاحية رفض قرارات مجلس النواب العراقي , و بذلك يتم ترحيل المشكلة الى المستقبل ...!



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 3 )
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 2 )
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 1 )
- النظام الفدرالي في العراق لا يشبه أي نظام في العالم ...! ( 2 ...
- النظام الفدرالي في العراق لا يشبه أي نظام في العالم ...! ( 1 ...
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ ( 3 )
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ ( 2 )
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ (1)
- هل الديمقراطية الشعبية هي الحل ( 2 ) ...؟
- هل الديمقراطية الشعبية هي الحل ( 1 ) ...؟
- المتاهة التي دخل فيها العراق .... !
- كارتيلات الصناعة العسكرية الأمريكية و دورها في صنع السياسة ...
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 4 )
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 3 )
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 2 )
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 1 )
- منظمة شنغهاي في طريقها لأن تكون اتحادا أسيويا ( 2 )
- منظمة شنغهاي في طريقها لأن تكون اتحادا أسيويا ( 1 )
- ما مصير هيئة الأمم المتحدة في عالم متعدد الأقطاب ... ؟ ( 2 ...
- ما مصير هيئة الأمم المتحدة في عالم متعدد الأقطاب ... ؟ ( 1 )


المزيد.....




- الحرس الثوري الإيراني: ردنا سيكون أوسع نطاقا في حال كررت إسر ...
- زاخاروفا تشبه نظام كييف بتنظيم -القاعدة- بعد تصريحات وزير خا ...
- إعلامية مصرية شهيرة تعلن حصولها على حكم قضائي ضد الإعلامي ني ...
- السفير الروسي في سيئول: روسيا وكوريا الجنوبية يمكنهما تحسين ...
- بلينكن يحذر نتنياهو من خسارة فرصة التطبيع مع السعودية
- مصر.. الهيئة الوطنية للإعلام تكشف تفاصيل سقوط أحد موظفيها من ...
- حرب غزة تنسف شعارات الغرب
- زاخاروفا: استنتاجات خبراء العقوبات ضد بيونغ يانغ مبنية على م ...
- صدى احتجاجات الطلاب يتردد في فلسطين
- القوات الإسرائيلية تفجر مباني جامعة الأزهر في منطقة المغراقة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الحدود الكويتية العراقية أزمة مستمرة ...!