أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ ( 2 )















المزيد.....

الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ ( 2 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7636 - 2023 / 6 / 8 - 22:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من النتائج الكبيرة التي تحققت بفعل التعاون و الشراكة السعودية الصينية هي انعقاد القمم الصينية الثلاثة في العربية السعودية , القمة الصينية السعودية و القمة الصينية الخليجية و القمة الصينية العربية .
أن اهم دلالات انعقاد هذه القمم في السعودية هي أن العربية السعودية قد أصبح لها دور قيادي في علاقة الدول العربية و بالأخص دول الخليج العربية بالأقطاب الاقتصادية الصاعدة و اهم هذه العلاقات هي الشراكة و التعاون بين العملاق الاقتصادي الصيني و الدول العربية .
هذه القمم العربية الصينية الثلاثة هي واحدة من بين أمثلة عديدة التي تؤكد أن عصر هيمنة القطب الأوحد الأمريكي قد بدأ بالزوال ليحل محله عصر جديد , عصر اللاهيمنة , عصر التعددية القطبية , و إن انعقادها في العربية السعودية يعطي دلالة واضحة أخرى من إن السعودية تسعى لتشكيل قطب اقتصادي عربي تكون هي مركزه و اطراف هذا القطب العربي الأساسية هي الإمارات العربية و مصر و ستتشكل اطراف اخرى لهذا القطب العربي على مراحل و بشكل تدريجي .
كي تنجح السعودية في أن يكون لها موقع متميز في العالم الجديد , عالم التعددية القطبية لابد لها من تثبيت استقلالية قراراتها الاستراتيجية و كي تتحقق هذه الاستقلالية تجد نفسها ملزمة لإقامة علاقات متوازنة مع جميع الأقطاب الفاعلة على الساحة الدولية حاليا و اهم الأقطاب هي روسيا و امريكا و الصين و الاتحاد الأوربي و قد حققت السعودية فعلا حالة التوازن في علاقتها مع هذه الأقطاب , ففي الوقت الذي تُنَمي السعودية و تطور الشراكة و التعاون مع الصين فهي تعمل ايضا على ادامة علاقتها بأمريكا بالإضافة الى علاقتها مع روسيا في التنسيق الخاص بتسويق النفط عبر منظمة اوبك بلس .
منذ فترة , السعودية تنافس ايران في جعل علاقتها بالصين اعمق و اوسع نطاقا فكل المؤشرات تؤكد أن هذه العلاقة تتطور الان بوتيرة اسرع من تطور علاقة إيران بالصين , إلا أن ايران قد نجحت بالانضمام الى منظمة شنغهاي للتعاون قبلها و قد يعود السبب وراء ذلك الى الظرف الاقتصادي الصعب التي تمر به ايران نتيجة العقوبات الأمريكية المفروضة عليها و التعقيدات المرافقة للملف النووي الإيراني مما دفعها للقبول السريع بشروط الانضمام الى هذه المنظمة حيث وقعت الحكومة الإيرانية على 49 وثيقة شروط و التزامات أقرها مجلس الشورى الإيراني و وافق عليها المرشد الأعلى في ايران و بذلك اصبحت ايران مستوفية لشروط الانضمام لمنظمة شنغهاي بموجب المعايير الخاصة بقبول اعضاء جدد لهذه المنظمة .
في البيان الختامي للقمة الصينية الخليجية اقرت الصين بأن الجزر المتنازع عليها بين دولة الأمارات و ايران , طنب الكبرى و طنب الصغرى و ابو موسى , هي جزر اماراتية , و هذا يدل على اهتمام الصين بدول الخليج العربية اكثر من اهتمامها بإيران و ورد ايضا في هذا البيان الختامي فقرة تدعو فيها الصين العراق للإسراع بترسيم الحدود البحرية بين العراق و الكويت و هذه الحدود البحرية تستند على الحدود البرية بين العراق و الكويت التي فرضتها امريكا على العراق بعد اندحار الجيش العراقي و انسحابه من الكويت , هذه الفقرة في البيان الختامي تدل ايضا و بوضوح على الاهتمام الصيني الكبير بدول الخليج العربية و قد يجوز وصفه بالانحياز الصيني للكويت على حساب المصالح العراقية .
إن استراتيجية الصين و روسيا في علاقتهما مع دول الخليج العربية أساسها إقامة أركان للتعاون في كل المجالات مع هذه الدول و بالأخص مع السعودية و الإمارات لأنهما لا يخشيان و لا يتوقعان انحياز إيران الى الجانب الأمريكي كرد فعل للسلوك الصيني و الروسي إذ إن مثل هذا الانحياز هو أمر غير ممكن و غير واقعي و غير معقول , و بذلك ستكسب الصين و روسيا دول الخليج العربية و لا تخسر إيران , أما أمريكا فستخسر هيمنتها على دول الخليج العربية و لا تربح إيران ...!
إن مصالح دول مجلس التعاون الخليجي هي التي تتحكم بسياساتها و هذا يتوافق تماما مع توجهات النظام الصيني و الروسي البراغماتي بعكس النظام الإيراني الذي تحكمه أيديولوجيا ثورية اسلاموية , لذا ستقترب دول مجلس التعاون الخليجي ( باستثناء قطر ) من الصين و روسيا و ستبتعد عن امريكا كلما كثفت امريكا من نهجها المتمثل بفرض أيديولوجيتها و نموذجها في اللبرالية على الدول الأخرى .
في مرحلة الحرب الباردة كانت دول الخليج العربية و منها السعودية يدورون في فلك الغرب الذي تقوده أمريكا بسبب وجود خطر و تهديد خارجي عليها , هذا التهديد كان تحت عنوان " الخطر الشيوعي " الذي اعتبرته دول الخليج العربية تهديدا وجوديا لكياناتها دفعها بقوة نحو المعسكر الغربي ليوفر لها الحماية من هذا الخطر .
بعد انهيار و تفكك الاتحاد السوفيتي صارت معظم دول العالم تدور في فلك القطب الأوحد الأمريكي و كان للنظام الأسلاموي في ايران دور اضافي و مهم في توثيق العلاقة بين دول الخليج العربية و أمريكا , فكلما تصاعدت خطابات تصدير الثورة الأسلاموية من ابواق ايران الإعلامية كلما زاد التصاق هذه الدول بأمريكا حيث خدمت تلك الخطابات الأهداف الأمريكية في بسط نفوذها و ابتزاز دول الخليج العربية اقتصاديا مقابل الحماية الأمريكية من الخطر الإيراني .
اما الآن , فكل المعادلات الدولية اخذت تتغير و سياسة السعودية اخذت تتغير أيضا و سيكون للمصالحة السعودية الإيرانية أثرا كبيرا في أضعاف النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط بعد أن كان شبح الخطر الإيراني هو المغذي لهذا النفوذ .

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ (1)
- هل الديمقراطية الشعبية هي الحل ( 2 ) ...؟
- هل الديمقراطية الشعبية هي الحل ( 1 ) ...؟
- المتاهة التي دخل فيها العراق .... !
- كارتيلات الصناعة العسكرية الأمريكية و دورها في صنع السياسة ...
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 4 )
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 3 )
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 2 )
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 1 )
- منظمة شنغهاي في طريقها لأن تكون اتحادا أسيويا ( 2 )
- منظمة شنغهاي في طريقها لأن تكون اتحادا أسيويا ( 1 )
- ما مصير هيئة الأمم المتحدة في عالم متعدد الأقطاب ... ؟ ( 2 ...
- ما مصير هيئة الأمم المتحدة في عالم متعدد الأقطاب ... ؟ ( 1 )
- بعد القطيعة أين سيكون موقع سوريا ... ؟ ( 2 )
- بعد القطيعة أين سيكون موقع سوريا ... ؟ ( 1 )
- التنمية العالمية وفق المنظور الصيني
- صفات العالم الجديد حين يكون متعدد الأقطاب ( 3 )
- صفات العالم الجديد حين يكون متعدد الأقطاب ( 2 )
- صفات العالم الجديد حين يكون متعدد الأقطاب ( 1 )
- هل حقا أن الصين تعمل على القضاء على النظام العالمي السائ ...


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ ( 2 )