أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 2 )














المزيد.....

ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 2 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7642 - 2023 / 6 / 14 - 16:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دخول العالم الى مرحلة الحرب الباردة الثانية هي من اهم ارتدادات الحرب في اوكرانيا , للحرب الباردة الثانية جوانب عديدة لا يمكن حصرها أو احصائها لكن اهمها :
اولا : إن قيام إدارة بايدن بسحب روسيا الى المواجهة مع حلف الناتو في الساحة الأوكرانية كان أمرا مخطط له ، و كان السبب وراء الانسحاب الأمريكي المتعجل و غير المنظم من أفغانستان هو للتفرغ لمواجهة روسيا في الساحة الأوكرانية , فلو أن المواجهة بين الناتو و روسيا في أوكرانيا قد حدثت مع وجود القوات الأمريكية و معها قوات الناتو في أفغانستان لكان ممكنا لروسيا جعل أفغانستان مقبرة كبيرة للجيش الأمريكي و لحلفائه و ذلك من خلال دعم حركة طالبان بكل ما تحتاجه من اسلحة فتاكة تضع القوات الأمريكية و الحليفة لها في دائرة الموت و تعيد ذكرى ما فعله الاتحاد السوفيتي بدعمه للقوات الفيتنامية التي جعلت هروب امريكا من فيتنام اكبر هزيمة لها في مرحلة الحرب الباردة الأولى , و لأن العالم قد دخل مرحلة الحرب الباردة الثانية فإن روسيا ستقدم المساعدات العسكرية و متطلبات اخرى لأي فصيل مسلح يقاوم الوجود العسكري الأمريكي و حلفائه الغربيين في القارات اسيا و افريقيا و امريكا الجنوبية , ستكون عودة ساخنة لأجواء تشبه اجواء زمن الحرب الباردة الأولى و ستكون لروسيا وسائلها لتحقيق غاياتها .
ثانيا : سوف لن تتجرأ امريكا و لا حتى تفكر في احتلال أي دولة في العالم كالذي فعلته في العراق و افغانستان فالدعم الروسي للمقاومين للاحتلال الأمريكي جاهز و سيكون فعال في الحاق هزيمة مذلة بأمريكا و سيجعل من البلد المحتل مستنقع يغرق فيه جنودها و جنود الدول الغربية التي قد تشترك معها .
ثالثا : بعد أن فرض الغرب عقوباته الاقتصادية على روسيا و بعد أن تم تفجير خطوط الغاز الروسي للسيل الشمالي اصبح اعتماد الدول الأوربية على نفط و غاز دول الخليج العربية كبير جدا لذا فأن أي مواجهة عسكرية بين امريكا و أيران سيصبح أمرا كارثيا عليها إذ من البديهي أن أي هجوم امريكي أو اسرائيلي على ايران سيتسبب في جعل مضيق هرمز منطقة حرب , انه أمر كارثي ليس فقط على اوربا بل على العديد من دول العالم فسعر برميل النفط سيحلق الى مستويات عالية لم يسبق لها مثيل و قد يصل السعر الى مئات الدولارات للبرميل الواحد , و ستتجه الأنظار الى روسيا مرة اخرى لشراء نفظها و غازها بالسعر و الشروط التي تحددها روسيا .
لا شك أن الهجوم على ايران هو عملية انتحار اقتصادي للغرب , لذا فالإدارة الأمريكية الحالية سوف لن تقبل بتصعيد المواجهة مع إيران حول ملفها النووي و ستبدي هذه الإدارة مرونة كبيرة و ستقدم تنازلات لصالح إيران تضع إسرائيل في موقف محرج فمن جهة لا يمكن لإسرائيل السكوت على اتفاق أمريكي إيراني جديد يصب في مصلحة إيران , يرفع عنها العقوبات و يرفع الحجز عن اموالها المجمدة , و من جهة أخرى لا تستطيع إسرائيل تحدي إرادة كل الدول الغربية و تكون السبب في خنق الاقتصاد الغربي , لذا فأن هجوم إسرائيلي على إيران مستبعد ايضا إن لم يكن مستحيلا .
إيران تتصرف حاليا ببرنامجها النووي بحرية و دون خوف من أي رد عسكري أمريكي أو إسرائيلي فخيار غلق مضيق هرمز بيدها و من الصعب فتحه من جديد إلا من خلال اتفاق إيراني غربي , من المؤكد انه سيكون اتفاق بشروط ايرانية قاسية جدا على امريكا .
رابعا : استمرار الحرب في أوكرانيا و تصاعد المواجهة بين الغرب و روسيا قد تشجع إيران على زيادة مستوى دعمها العسكري لمليشيات مسلحة معادية للنفوذ الأمريكي في العراق و سوريا و قد يصبح الوجود العسكري الأمريكي في هاتين الدولتين امرا شديد الصعوبة , و مستقبلا سَتُشَكِل هذه التغيرات الجيوسياسية خطورة حقيقية على أمن إسرائيل و على المصالح الأمريكية في عموم الشرق الأوسط .
خامسا : لا شك أن الوجود الروسي طويل الأمد في أوكرانيا سوف لن يعرضها لحرب عصابات تستنزف إمكانياتها العسكرية كما حصل في افغانستان لأن الأوكرانيين ليسوا افغان بالإضافة الى ان روسيا سوف لن تحتل أي مدينة ليس غالبية سكانها من القومية الروسية داعمة لها و ستكتفي بالاستهداف عن بعد للمنشئات الأوكرانية العسكرية و خطوط السكك الحديد و المطارات و الاتصالات و خزانات الوقود و غيرها من الأهداف التي تضعف قدرة الحكومة الأوكرانية على الصمود يدفعها للاستسلام أو الانهيار .
سادسا : حتى إسرائيل ، الحليف الأقرب لأمريكا ، اخذت تعترض على نهج أمريكا الجديد المتمثل بتقسيم العالم الى كتلتين من الدول ، كتلة سائرة وفق النهج الأمريكي و اعتماد النموذج الغربي في الحياة و الاقتصاد و السياسة و كتلة من دول تسميها امريكا بالأنظمة الاستبدادية و على رأسها روسيا و الصين و كأن كل مَنْ ليس مع امريكا هو استبدادي .
إن اسرائيل لا يهمها إلا مصالحها و تعزيز امنها و هي مستعدة للتعاون مع أي نظام مهما كانت طبيعته إذا كانت نتيجة ذلك خدمة لمصالحها و تعزيز لنفوذها وهذا يتعارض مع نهج الرئيس بايدن الذي يعمل على تأطير نشاطه السياسي بشعارات عن الديمقراطية و حقوق الأنسان .

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 1 )
- النظام الفدرالي في العراق لا يشبه أي نظام في العالم ...! ( 2 ...
- النظام الفدرالي في العراق لا يشبه أي نظام في العالم ...! ( 1 ...
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ ( 3 )
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ ( 2 )
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ (1)
- هل الديمقراطية الشعبية هي الحل ( 2 ) ...؟
- هل الديمقراطية الشعبية هي الحل ( 1 ) ...؟
- المتاهة التي دخل فيها العراق .... !
- كارتيلات الصناعة العسكرية الأمريكية و دورها في صنع السياسة ...
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 4 )
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 3 )
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 2 )
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 1 )
- منظمة شنغهاي في طريقها لأن تكون اتحادا أسيويا ( 2 )
- منظمة شنغهاي في طريقها لأن تكون اتحادا أسيويا ( 1 )
- ما مصير هيئة الأمم المتحدة في عالم متعدد الأقطاب ... ؟ ( 2 ...
- ما مصير هيئة الأمم المتحدة في عالم متعدد الأقطاب ... ؟ ( 1 )
- بعد القطيعة أين سيكون موقع سوريا ... ؟ ( 2 )
- بعد القطيعة أين سيكون موقع سوريا ... ؟ ( 1 )


المزيد.....




- استجاب لنداء بالقرب من مكان تواجده.. شاهد كيف أنقذ ضابط شخصً ...
- رأي.. إردام أوزان يكتب: المعركة الخفية.. ملء فراغ السلطة في ...
- زاخاروفا تنشر رسائل روزفلت عن النصر في الحرب العالمية الثاني ...
- إيران تندد باستمرار العقوبات الأمريكية -غير القانونية- وتشكك ...
- تعرض سفينة تحمل ناشطين ومساعدات إلى غزة لهجوم قبالة مالطا
- ما رسائل حكومة لبنان لحزب الله وحماس؟
- أمين عام -الناتو- يقترح على الحلفاء زيادة الإنفاق الدفاعي لض ...
- السفارة الروسية لدى إيران تفتتح حديقة تذكارية تكريما لضحايا ...
- مصر.. القبض على -رورو البلد- بتهمة نشر الفسق والفجور
- الجيش الروسي يدمر معقلا للقوات الأوكرانية في مقاطعة سومي (في ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 2 )