أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 1 )














المزيد.....

حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 1 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7663 - 2023 / 7 / 5 - 02:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لكل فترة , كان هنالك سعر لبرميل النفط الخام يعتبر مثاليا بالنسبة للاقتصاد الأمريكي , فأقل من هذا السعر لم يكن مقبولا من قبل امريكا لأنه يؤثر على انتعاش الاقتصاد الأمريكي , إذ قد يضعف أو يوقف تدفق الاستثمارات الجديدة في قطاع الصناعات الاستخراجية للنفط في أمريكا أو في دول اخرى من العالم بسبب انخفاض أو انعدام الأرباح المتوقعة من هذه الاستثمارات و خصوصا في مجال استخراج النفط من البحار او استخراج النفط الغير تقليدي من الصخور الزيتية أو الرمال الزيتية , و إذا كان سعر برميل النفط اعلى من السعر المثالي فسوف يؤثر ايضا على نمو و انتعاش الاقتصاد الأمريكي لأنه قد يرفع من نسب التضخم و يقود الاقتصاد الغربي بشكل عام و الاقتصاد الأمريكي بشكل خاص نحو قدر ما من الركود الاقتصادي .
كانت امريكا بحكم هيمنتها على الدول الرئيسية المصدرة للنفط و خصوصا على السعودية تستطيع جعل سعر برميل النفط الخام في السوق العالمية قريب من السعر المثالي الذي تريده .
خلال العقود الماضية , هنالك امثلة عديدة لتدخل الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام الضغط السياسي بكل اشكاله لجعل سعر برميل النفط قريب من السعر المثالي أو لا يبتعد عن هذا السعر هبوطا أو صعودا بأكثر من ما تسمح به امريكا و من الأمثلة البارزة لهذا التدخل :
في زمن حكم الرئيس الأمريكي ريغن كان جورج بوش الأب نائبا له , في تلك الفترة هبطت اسعار النفط دون العشرة دولارات للبرميل مما تسبب بشلل كامل في استثمارات الصناعات الاستخراجية للنفط الخام حيث توقف تدفق الاستثمارات في هذا القطاع مما شكل ضررا كبيرا على المصالح الأمريكية , فأرسل الرئيس الأمريكي نائبه جورج بوش الأب الى السعودية و ابلغها غضب امريكا بسبب ذلك الانخفاض و أعلم حكام السعودية إن اي سعر لبرميل النفط الخام دون ١٨ دولار في الأسواق العامية يشكل تهديدا للمصالح الأمريكية و إن أي ارتفاع عن هذا السعر يتجاوز الحد الذي نسمح به يتعارض ايضا و المصالح الاستراتيجية الأمريكية , حافظوا على سعر لبرميل النفط حول هذا السعر , و في اليوم التالي و على أثر تلك الأوامر قامت السعودية على الفور بتخفيض معروضها من النفط في السوق العالمي و تبعتها دول خليجية اخرى بتخفيض ما تعرضه من النفط في سوق النفط الخام , ادى هذا الانخفاض في كميات النفط المعروضة للبيع الى ارتفاع سعر برميل النفط الخام ليكون قريب جدا من السعر المثالي الذي حددته أمريكا و هو 18 دولار للبرميل .
حصل في الفترات السابقة خلاف و اختلاف في توجهات كل من السعودية التي تتعرض لضغط امريكي شديد و روسيا , حيث كان الرئيس الروسي بوتين يخطط لضرب الصناعة الاستخراجية للنفط الغير تقليدي " النفط الصخري و نفط الرمال الزيتية " في امريكا حيث تحرك الرئيس بوتين في خطوة جريئة و هي المطالبة بحصة اكبر في سوق النفط العالمية على حساب حصة السعودية و وضع السعودية امام خيارين صعبين , فإما التراجع عن موقفها و خفض حصتها لصالح روسيا و في هذه الخطوة ستحصل روسيا على مردود مالي كبير أو عدم الاستجابة للطلب الروسي بتخفيض انتاجها و في هذه الحالة ستزداد كمية النفط المعروضة في السوق بسبب الزيادة في كمية النفط الروسي المعروضة في السوق و ستنخفض اسعار النفط عالميا بشكل كبير مما سيشكل تهديدا حقيقيا لمستقبل انتاج النفط الغير تقليدي في امريكا و ستواجه السعودية مزيدا من الغضب الأمريكي .
الإدارات الأمريكية المتعاقبة استخدمت امكانياتها للضغط على الدول المصدرة للنفط كي تبقي سعر برميل النفط الخام يراوح حول السعر المثالي , و لكل فترة كان هنالك سعر مثالي تحدده المصالح الأمريكية و هذا السعر يتغير تحت تأثير عوامل اقتصادية و سياسية عديدة .
مع ضعف الهيمنة الأمريكية على الدول المصدرة للنفط و خصوصا على بعض دول الخليج العربية و ظهور مجموعة اوبك بلس و اتخاذ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سياسة نفطية تراعي مصالح الدول المصدرة للنفط و ليس المصالح الأمريكية بدأت امريكا تفقد قدرتها على جعل سعر برميل النفط الخام يراوح حول السعر المثالي الذي تحدده , فأصدر الكونغرس الأمريكي قانون تحت اسم " نوبك " أي " لا لأوبك " , و حسب هذا القانون الأمريكي تستطيع الإدارة الأمريكية فرض عقوبات قاسية على الدول المصدرة للنفط في اوبك و من هذه العقوبات تجميد اصولها المالية و حرمانها من استخدام نظام سوفت للتحويلات المالية و غيرها من العقوبات إذ لم تخضع هذه الدول للإرادة الأمريكية و تحديد سعر النفط في السوق العالمية بما يناسب المصلحة الغربية عموما و الأمريكية بشكل خاص , إلا أن الوضع الدولي الذي بدأ يتشكل بصعود العملاق الاقتصادي الصيني و ظهور اقطاب اقتصادية جديدة في العالم لم يسمح لأمريكا بتنفيذ تهديدها باستخدام قانون " نوبك " , إذ إن تطبيق أمريكا لمثل هذا القانون القاسي على الدول المصدرة للنفط الأعضاء في اوبك سيحطم علاقات امريكا بهذه الدول و سيضعف امريكا في الساحة الدولية من الناحيتين الاقتصادية و السياسية و سيصب ذلك في مصلحة أعداء امريكا التقليديين روسيا و الصين .

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتذار عن جرائم الماضي تبيض لصفحة المستقبل
- الدواعش اليهود
- المبادرة الصينية لبناء الحضارة العالمية
- نو روز عيد الربيع و رأس السنة السومرية
- متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 2 )
- متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 1 )
- الحدود الكويتية العراقية أزمة مستمرة ...!
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 3 )
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 2 )
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 1 )
- النظام الفدرالي في العراق لا يشبه أي نظام في العالم ...! ( 2 ...
- النظام الفدرالي في العراق لا يشبه أي نظام في العالم ...! ( 1 ...
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ ( 3 )
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ ( 2 )
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ (1)
- هل الديمقراطية الشعبية هي الحل ( 2 ) ...؟
- هل الديمقراطية الشعبية هي الحل ( 1 ) ...؟
- المتاهة التي دخل فيها العراق .... !
- كارتيلات الصناعة العسكرية الأمريكية و دورها في صنع السياسة ...
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 4 )


المزيد.....




- الحوثي: ديون إسرائيل بلغت مستوى غير مسبوق بفعل صمود غزة وجبه ...
- اليابان: التحقيقات تكشف مصير المروحيتين العسكريتين المفقودتي ...
- هل يمكن أن يجعلنا العيش مع الغرباء أكثر سعادة؟
- تحقيق لبي بي سي يُظهر ارتكاب إسرائيل لجريمة حرب محتملة بقتل ...
- قدّاس الخميس العظيم ومراسم -غسل الأرجل- في كنيسة القيامة بال ...
- ماكرون: لا استبعد إرسال قوات إلى كييف إذا تجاوزت روسيا الحدو ...
- ماليزيا تطالب -أسترازينيكا- بتوضيح الآثار الجانبية للقاح كور ...
- لم دمّر الروس والسوريون والليبيون والعراقيون وغيرهم بلدانهم؟ ...
- قلق في تل أبيب من توقف مصر عن تصدير الغاز الإسرائيلي إلى أور ...
- هنية عقب مكالمة مع رئيس وزراء قطر: اتفقنا على استكمال المباح ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 1 )