أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 4 )















المزيد.....

الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 4 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7666 - 2023 / 7 / 8 - 18:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد فشلَ النشاط المعادي للصين في الكثير من الملفات و لم يتبقى لدى أمريكا من النشاط المعادي للصين سوى الملفات التالية :
اولا : قضية تايوان
الزمن يسير لصالح الصين في نهجها لإعادة ضم تايوان للوطن الأم بأسلوب سلمي من خلال مبدأ نظامين في دولة واحدة و سيتحقق هذا الانضمام حين ستكون الحالة المعيشية للمواطن التايواني افضل و تايوان بنظامها الحالي ضمن الدولة الصينية من حالته المعيشية و هي منفصلة عن الصين , أن هذا الأمر يتحقق فعليا على أرض الواقع بشكل تدريجي من خلال الدمج المستمر للاقتصاد التايواني بالاقتصاد الصيني , فالصين هي الان الشريك التجاري الأول لتايوان حيث أن حجم التبادل التجاري بين تايوان و الصين اكثر من مجموع قيم التبادل التجاري لتايوان مع باقي دول العالم , بالإضافة الى أن التأييد الشعبي لحزب الكومنتانغ القومي في تايوان يزداد يوما بعد يوم , و هذا الحزب يؤمن بصين واحدة , لكن يريدها صين ليبرالية , و قد يفوز هذا الحزب في انتخابات الرئاسة في السنة القادمة 2024 و بفوزه سيتحقق تقارب كبير بين تايوان و البر الصيني و يعجل من انضمام تايوان للسيادة الصينية .
ثانيا : العقوبات الاقتصادية
تعمل الإدارة الأمريكية الحالية على تطبيق بعض العقوبات الاقتصادية كمنع أو فرض قيود على تصدير بعض وسائل التصنيع المتطورة ذات العلاقة بالذكاء الصناعي و بتكنولوجيا اشباه الموصلات لإنتاج الرقائق الإلكترونية فائقة التطور الى الصين , لقد اثبتت التجارب السابقة عندما تُفْرضْ عقوبات على الصين من قبل الدول الغربية عندها تكون الحاجة فعلا هي ام الاختراع , فكلما زادت حاجة الصين لمجال تكنولوجي معين زادت معه الجهود و القدرة على التطوير و الابتكار بسرع عالية و يتحقق القول " رب ضارة نافعة " , فأي عقوبة تفرضها امريكا و معها حلفائها على الصين تكون نتائجها عكسية و تخدم التطور العلمي و التكنولوجي في الصين إذ إن مثل هذه العقوبات تحفزها أكثر على تطوير قدراتها الذاتية .
ثالثا : أثارة موضوع حقوق الأنسان و الحريات في الصين
لا شك أن الخطط الاستراتيجية الأمريكية لتفعيل النشاطات المعادية للصين تتضمن استخدام كل الأساليب المتاحة المشروعة و الغير مشروعة وفق مبدأ " الغاية تبرر الوسيلة " .
لأمريكا خبرة عالية و متراكمة في تكييف مواضيع حقوق الأنسان و الحريات الشخصية بطريقة تخدم اهدافها و مصالحها , لكن قدرة امريكا و الغرب عموما في استخدام السلاح الإعلامي في مجال حقوق الأنسان ضد الصين اخذت تتراجع , فكلما تقدمت تجربة الديمقراطية الشعبية في الصين و حققت نجاحات على ارض الواقع لتكون الأسلوب الديمقراطي الأكثر ملائمة للحالة الصينية تتراجع امال امريكا و حلفائها بنجاح اهدافها باستخدام هذا السلاح .
لم يعد الشعب الصيني بحاجة لتقليد اي نموذج من نماذج الديمقراطية الغربية فلقد اصبح لديه ديمقراطيتة الخاصة به , ديمقراطية ذات خصائص صينية يحقق الشعب الصيني من خلالها حكم نفسه بنفسه .
رابعا : محاولات عزل الصين عن روسيا باستخدام سياسة الترغيب و الترهيب
إن اخطر ما يواجه الهيمنة الأمريكية على الدول هي الشراكة الاستراتيجية بين الصين و روسيا , فلدى روسيا الكثير مِن ما تحتاجه الصين , على سبيل المثال لا الحصر : الغاز ، النفط ، تكنولوجيا الفضاء ، التكنولوجية العسكرية في الكثير من فروعها الأساسية , التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية و العسكرية , بالمقابل لدي الصين الكثير مِنْ ما تحتاجه روسيا منها الصناعات الإلكترونية ، الاتصالات الحديثة ، الذكاء الصناعي ، القدرة المالية الهائلة في الاستثمار .
من المؤكد أن الشراكة الشاملة بين الصين و روسيا ستغير مجريات الأحداث في عموم الساحة الدولية للعقود المقبلة , و سيكون العالم بعد هذه الشراكة ليس كالعالم قبلها .
رغم أن الحد من التقارب الاستراتيجي بين روسيا و الصين هو أمر مستحيل إلا أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة لا تترك أي فرصة لإبعادهما عن بعض لكن دون جدوى , فكل محاولات امريكا في عزل روسيا عن الصين تفشل لأن سياسة امريكا هي التي تدفعهما للتقارب و تجعل من مصيرهما مصيرا واحدا مشتركا .
الإدارة الأمريكية الحالية , إدارة الرئيس بايدن تسعى الى هزيمة روسيا و انهيارها لدرجة تفككها الى دويلات متناحرة , قادة الصين ليسوا بساذجين كي يسمحوا بنجاح المخطط الأمريكي في انهاك و إضعاف روسيا اقتصاديا و عسكريا لدرجة الانهيار , لأنهم يعلمون جيدا أن الصين هي العدو الثاني لأمريكا , فبعد تَمكنْ امريكا من العدو الأول ستبدأ مرحلة القضاء على العدو الثاني , لذا فالإدارة الأمريكية تحاول عبثا عزل روسيا عن الصين .
يبدو أن السبب وراء اصرار امريكا في محاولاتها لعزل روسيا عن الصين هو وجود خلل كبير في حساباتها , لكن مع مرور الزمن ستدرك الإدارة الأمريكية ان الصين لن تسمح بخروج روسيا خاسرة من مواجهتها الحالية مع الناتو في اوكرانيا , فهنالك طرق متعددة امام الصين لتقديم الدعم لروسيا , فبسبب وجود العملاق الاقتصادي الصيني انعكست نتائج الحرب الاقتصادية التي تشنها امريكا و معها حلفائها على روسيا لتصبح نتائج هذه الحرب لصالح روسيا و الصين , كان ممكن إن تنجح محاولة امريكا لهزيمة روسيا اقتصاديا لولا وجود الصين التي قلبت موازين القوى الاقتصادية و نقلت النشاط الاقتصادي الروسي من اتجاه الغرب الى الشرق , و بالأخص الى الصين و الهند , لا شك إن هذا الانتقال قد افشل كل المخططات الأميركة في حصار روسيا اقتصاديا بالإضافة الى أنه سيوفر امكانية كبيرة لنهضة اقتصادية جديدة لروسيا .
أما هزيمة روسيا عسكريا فأن سباق للتسلح بين روسيا و الناتو قد بدأ , سباق تسلح لم يحصل مثله من قبل حيث ستكون الصين بكل امكانياتها العلمية و التكنولوجية و الاقتصادية طرفا رئيسيا في هذا السباق دون أن تخل بحيادها في الحرب الروس الأوكرانية .
إن وجود الصين في خندق واحد مع روسيا في سباق التسلح سيقلب موازين القوى العسكرية في عموم الساحة الدولية في المستقبل المنظور .
في هذه المرحلة و بعد أن اصبحت فيها عوامل انهيار الهيمنة الأمريكية واضحة و تحول العالم الى عالم متعدد الأقطاب نهضت اللوبيات الداعمة لكارتيلات الصناعات العسكرية الأمريكية لتعيد عقارب التحولات التاريخية إلى الوراء من خلال تهديد الصين و اجراء مناورات عسكرية حولها , لكن محاولات إعادة عقارب التاريخ للوراء امر صار مستحيلا .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 3 )
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 2 )
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 1 )
- الصين و روسيا تحالف ام شراكة ...؟ ( 2 )
- الصين و روسيا تحالف ام شراكة ...؟ ( 1 )
- حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 2 )
- حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 1 )
- الاعتذار عن جرائم الماضي تبيض لصفحة المستقبل
- الدواعش اليهود
- المبادرة الصينية لبناء الحضارة العالمية
- نو روز عيد الربيع و رأس السنة السومرية
- متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 2 )
- متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 1 )
- الحدود الكويتية العراقية أزمة مستمرة ...!
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 3 )
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 2 )
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 1 )
- النظام الفدرالي في العراق لا يشبه أي نظام في العالم ...! ( 2 ...
- النظام الفدرالي في العراق لا يشبه أي نظام في العالم ...! ( 1 ...
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ ( 3 )


المزيد.....




- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن
- السودان.. الدعم السريع تقصف العاصمة وسط تحذيرات أممية
- مفوض أممي: الرعب في السودان لا حدود له
- سلطات رومانيا ترحل مراسل RT إلى تركيا


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 4 )