أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - هل حققت امريكا اهدافها من الحرب في اوكرانيا ...؟ (1)















المزيد.....

هل حققت امريكا اهدافها من الحرب في اوكرانيا ...؟ (1)


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7673 - 2023 / 7 / 15 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل التطرق الى الأهداف الأمريكية المتحققة من الحرب في اوكرانيا و الأهداف الأمريكية التي لازالت قيد التنفيذ لابد من الإشارة الى أن روسيا لم تختار الدخول في هذه الحرب و انما كان عليها أن تختار خيار من خيارين .
الخيار الأول : السماح لأوكرانيا باستعادة السيطرة على الأجزاء التي كان الأوكرانيون من الأصول الروسية يسيطرون عليها في اقليم الدونباس و كذلك استعادة جزيرة القرم و طرد السكان الأصليين لهذه المناطق من اراضيهم التاريخية حيث كان الدعم العسكري الأمريكي و من بعض دول حلف الناتو و بالأخص بريطانيا مستمر لتحقيق هذا الهدف مستمرا منذ سنة 2014 أي قبل ثمانية سنوات من بد ء الحرب الروسية الأوكرانية .
الخيار الثاني : الدخول في هذه الحرب لمنع القوات الأوكرانية من تهجير السكان من القومية الروسية من اراضيهم في شرق اوكرانيا و جزيرة القرم .
كان من المستحيل على روسيا قبول الخيار الأول الذي يودي الى تهجير اكثر من سبعة ملايين روسي من اراضيهم التاريخية التي تم استقطاعها في زمن الاتحاد السوفيتي السابق من روسيا و ضمها الى اوكرانيا مما جعل هذه الأراضي بسكانها أوكرانية , في الفترة السوفيتية السابقة لم يكن هنالك فرق مهم إن كانت هذه الأراضي ضمن روسيا أو ضمن اوكرانيا فكلاهما جزء من دولة واحدة هي الاتحاد السوفيتي .
لذا كانت روسيا امام خيار واحد هو الدخول في حرب مع اوكرانيا لحماية السكان الروس في هذه المناطق من بطش النازيين الجدد و هذا ما تريده امريكا و ما خططت له مع بعض من حلفائها في الناتو .
من المؤسف أن غالبية مواطني الدول الغربية واقعين في شباك ماكنة الإعلام الغربي ، هذه الماكنة العملاقة التي نجحت في تغيب الرأي العام الغربي و جعلت الإنسان في هذه البلدان إنسانا ذي بُعدْ واحد , بُعدْ واحد شكلته مصالح الكارتيلات الأمريكية الكبرى و خصوصا كارتيلات الصناعات العسكرية .
من اجل تغييب الأنسان الغربي و ابعاده عن معرفة الأسباب الحقيقية وراء الحرب في اوكرانيا قامت الأنظمة الغربية بحجب المواقع الإعلامية المخالفة لنهجها و هذا يشير بوضوح الى زيف حرية الرأي التي يدعون لها و إن حرية الرأي في البلدان الغربية حرية شكلية لا جوهر لها .
لقد تم تغييب حقائق كثيرة عن مواطني الدول الغربية منها المخططات الأمريكية لإجبار روسيا على الدخول في حرب مع اوكرانيا , جعل صورة الحرب في اوكرانيا كأنها عدوان و غزو روسي لأوكرانيا , الحرب هي حرب الرئيس الروسي بوتين و ليست حرب دفاعية تهم شعوب كافة جمهوريات الاتحاد الروسي .
كان من الممكن لروسيا و اوكرانيا تجنب ويلات هذه الحرب لو تم تطبيق اتفاقية مينسك التي وقعتها اوكرانيا و روسيا و جمهورية دونيتسك الشعبية و جمهورية لوهانسك الشعبية في 5 ايلول 2014 في مينسك عاصمة بيلاروسيا تحت رعاية منظمة الأمن و التعاون في أوربا , فتم خرق هذه الاتفاق من قبل النازيين الجدد في اوكرانيا , اتخذ تْ كافة الأطراف حزمة جديدة من الإجراءات التي تم التوقيع عليها من قبل نفس الأطراف الأربعة و مصادقة منظمة الأمن و التعاون في أوربا في 12 شباط 2015 في مينسك ايضا و سميت باتفاقية مينسك الثانية , لكن تم خرقها بنفس الطريقة التي تم خرق اتفاقية مينسك الأولى من قبل النازيين الجدد في اوكرانيا .
بعدها , في اجتماع نورمندي الذي ضم دبلوماسيين من روسيا و اوكرانيا و فرنسا و المانيا تم اقرار اتفاقيات مينسك الأولى و الثانية كأساس لحل النزاع في شرق اوكرانيا .
لا شك أن يد المخابرات الأمريكية و البريطانية ليست بعيدة عن ما جرى في كل الخروقات الرامية لإفشال أي اتفاق يقود الى اعطاء حق تقرير المصير لشعب اقليم الدونباس الذي كانت امامه ثلاثة خيارات فإما البقاء كإقليم فدرالي ضمن الدولة الأوكرانية أو الانفصال و تأسيس دولة جديدة مستقلة أو العودة للوطن الأم روسيا , و لأن قادة البيت الأبيض الأمريكي يدركون أن خيار شعب الدونباس سيكون العودة للوطن الأم روسيا لذلك قاوموا بشتى الطرق المشروعة و الغير مشروعة اجراء أي استفتاء لإعطاء شعب الدونباس الحق في تقرير مصيره , و الدفع باتجاه التصعيد ثم الحرب , فالأمر لم يعد سرا حين صرحت المستشارة الألمانية السابقة السيدة ميركل حين قالت أن اتفاقيات مينسك الأولى و الثانية و كذلك التفاهمات التي تم التوقيع عليها في نورمندي لم تكن الغاية حل القضية سلميا و انما لكسب مزيد من الوقت لغرض تسليح اوكرانيا و تهيئتها لدخول الحرب مع روسيا .
استمرت امريكا و بمساعدة من بريطانيا في مسعاها لجر روسيا الى الحرب في اوكرانيا , و في النهاية نجحت امريكا في هذا المسعى الخطير و دخلت روسيا في هذه الحرب التي لا يُعرفْ الى اين تسير و لا متى ستطلق امريكا صافرة نهاية هذا الشوط من المواجهة بين الناتو و روسيا .
لقد لخص بابا الفاتيكان اسباب النزاع بين روسيا و اوكرانيا بقوله : اسباب النزاع بين روسيا و اوكرانيا هو غضب موسكو الذي سهله استفزاز الناتو على ابواب روسيا .
لقد اصبحت نتائج الحرب في اوكرانيا مفترق طرق بين عالمين , عالم احادي القطبية فيه امريكا هي القطب الأوحد و عالم متعدد الأقطاب .
من المؤكد إن انتصار روسيا في هذه الحرب المحدودة في أوكرانيا سيؤدي الى اعتراف الغرب بأن مرحلة القطب الأمريكي الأوحد قد انتهت .

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العملية السياسية في العراق و تعقيداتها
- التيار الصدري و مستقبل العملية السياسية في العراق
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 4 )
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 3 )
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 2 )
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 1 )
- الصين و روسيا تحالف ام شراكة ...؟ ( 2 )
- الصين و روسيا تحالف ام شراكة ...؟ ( 1 )
- حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 2 )
- حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 1 )
- الاعتذار عن جرائم الماضي تبيض لصفحة المستقبل
- الدواعش اليهود
- المبادرة الصينية لبناء الحضارة العالمية
- نو روز عيد الربيع و رأس السنة السومرية
- متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 2 )
- متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 1 )
- الحدود الكويتية العراقية أزمة مستمرة ...!
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 3 )
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 2 )
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 1 )


المزيد.....




- هيفاء وهبي توجه تحية لفريقها الإبداعي في عيد العمال
- مصدران لـCNN يكشفان تفاصيل قرار مغادرة مايك والتز المحتملة ل ...
- إريك ترامب يعلن من دبي عن مشروع عقاري بقيمة مليار دولار.. هل ...
- الجزائر تلاحق إسرائيل بـ -العدل الدولية-
- قضية دمنهور: الحكم بالمؤبد على المتهم بهتك عرض -سبايدر مان- ...
- الخدمة العالمية في بي بي سي تطلق بثاً إذاعياً طارئاً لتغطية ...
- هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه ...
- -القاتل الصامت في منتصف العمر-.. كيف تهدد الساعة البيولوجية ...
- الأسطول الروسي والتقاليد الهندية
- المنفي يمهل مفوضية الانتخابات 30 يوما


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - هل حققت امريكا اهدافها من الحرب في اوكرانيا ...؟ (1)