أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - تركيا الاوردوغانية تبحث لها عن مكان في الكتل الاقتصادية الصاعدة ( 1 )















المزيد.....

تركيا الاوردوغانية تبحث لها عن مكان في الكتل الاقتصادية الصاعدة ( 1 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7676 - 2023 / 7 / 18 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل ايام ظهر الرئيس التركي اوردوغان على وسائل الأعلام و هو يستقبل الرئيس الأوكراني زيلينسكي بحفاوة و ترحيب فوق العادة و وصفه بالصديق و صرح أن اوكرانيا تستحق أن تكون عضو في حلف الناتو لكن لم يعلن عن الوقت المناسب لانضمام اوكرانيا لهذا الحلف تصريح عمليا لا قيمة له , و سلمه خمسة من الأسرى الأوكرانيين و هم من قادة كتبة اوزوف الأوكرانية المتهمة بكونها العمود الفقري للنازية الجديدة في اوكرانيا , هؤلاء الاسرى الخمسة هم بقايا مجموعة اسرى أعادتهم روسيا الى اوكرانيا ضمن صفقة تبادل اسرى عبر تركيا و قد كان الاتفاق ينص على قيام تركيا بتسليم هؤلاء الاسرى الخمسة بعد انتهاء الحرب لكن اوردوغان لم يلتزم بتعهده و سلمهم لأوكرانيا و الحرب لم تنتهي بعد , روسيا لم تخسر شيء من تسليم هؤلاء الخمسة اسرى مَنْ خسر هو مصداقية أوردوغان .
بالنسبة للكثير من المتابعين للشأن التركي وجدوا في تصريحات الرئيس التركي و موقفه الجديد تغيير جذري في سياسته تجاه روسيا حتى راح البعض يصف الأمر بالخيانة لروسيا و للرئيس الروسي بوتين تحديدا , فهل حقا حصل انقلاب في موقف الرئيس اوردوغان ...؟
لا شك أن هذا الموقف الجديد الذي اعلنه الرئيس اوردوغان يحمل رسالة جديدة فيها شيء من التهديد للقيادة الروسية هو انه مستعد للانتقال الى الضفة الغربية من الصراع الدائر بين روسيا و الناتو على الأرض الأوكرانية و التخلي عن موقف الحياد الذي سلكه منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية إن لم يحصل على شيء ما دون أن يعلن ما هو هذا الشيء , لكن من المؤكد أن الرئيس بوتين قد فهم الرسالة .
تضمن الموقف التركي الجديد رسالة للغرب ايضا لكنها كانت واضحة مفادها خدماتي لكم جاهزة و طريق انضمام السويد لحلف الناتو سيكون سالك مقابل ثمن هو : تمرير صفقة طائرات F16 الأمريكية بقيمة حوالي العشرين مليار دولار , إعادة تركيا لبرنامج تصنيع F35 , دعم مالي لتركيا من خلال صندوق النقد الدولي و البنك الدولي بالإضافة الى اهم جزء من هذا الثمن و هو فتح باب الاتحاد الأوربي امام تركيا ليتم قبولها عضوا فيه .
من اجل توضيح الموقف التركي و تعقيداته لابد من الإشارة الى الأمور التالية :
اولا : نصف قرن مضى و تركيا تنتظر عند بوابة الكتلة الاقتصادية الأوربية دون أن يُسمَحْ لها بالدخول كعضو في هذه الكتلة التي تبلور شكلها و صار اتحاد اوربي و في المستقبل قد يتحول هذا الاتحاد الى دولة كونفدرالية ثم الى دولة فدرالية عندها قد يصبح اسمها " الولايات المتحدة الأوربية " .
ثانيا : بسبب حالة اليأس و عدم حصول تركيا على عضوية الاتحاد الأوربي اتجهت تركيا الاوردوغانية نحو الشرق باتجاه الصين و هذا كان اول سبب في تقوية علاقة تركيا بالصين و روسيا باعتبارهما دولتين مؤسستين لمنظمة شنغهاي للتعاون .
ثالثا : حصلت تركيا في سنة 2012 على صفة شريك في الحوار في منظمة شنغهاي للتعاون لكن منذ ذلك التاريخ توقف مستوى علاقة تركيا بهذه المنظمة عند هذا الحد و لم يكن لها امل في التدرج في العلاقة مع هذه المنظمة لحين حصولها على العضوية الكاملة فيها رغم أن الرئيس اوردوغان قد اعلم قادة هذه المنظمة بشكل رسمي استعداد تركيا لسحب طلبها بالانضمام للاتحاد الأوربي اذا تم قبولها و منحها العضوية الكاملة في منظمة شنغهاي , لم ينفع هذا التعهد التركي لأنه غير كافي حيث كان المطلوب منها الخروج من حلف شمال الأطلسي " الناتو " ايضا , لقد كان هذا الشرط بالنسبة الى تركيا قاسيا , فتركيا ترى أن لها مصلحة كبيرة في بقائها في الناتو .
لذا فموقف اوردوغان الجديد ليس بخيانة للرئيس بوتين أو لروسيا و انما هو نتيجة اصطدام مصلحة تركيا في بقائها في الناتو بمصلحة تركيا في الانضمام لمنظمة شنغهاي مما دفعه للتوجه مرة اخرى صوب الغرب عسى أن يفتح الغرب لتركيا باب الدخول الى الاتحاد الأوربي .
لقد وجد أوردوغان قضية انضمام السويد لحلف الناتو ورقة يمكن استخدامها للضغط على الدول الغربية لتسهيل انضمام تركيا للاتحاد الأوربي فقرر أن يلعب بها , رغم علمه بأن هذه الورقة ليست كافية لإزالة العوائق امام انضمام تركيا للاتحاد الأوربي , فبكل وضوح و صراحة قال :
انضمام السويد للناتو مقابل انضمام تركيا لأوربا .
بعض دول الاتحاد الأوربي اعتبرت ربط هذين الموضعين امر غير مقبول , و قد صرح المستشار الألماني شولتس " أنه لا توجد علاقة بي انضمام تركيا للاتحاد الأوربي و انضمام السويد لحلف الناتو فلهاذين الموضوعين اسباب و معايير مختلفة .
لقد اعطى الرئيس التركي موافقته على انضمام السويد لحلف الناتو , لكن موافقة تركيا النهائية لهذا الانضمام تتطلب تصديق البرلمان التركي عليها .
قد ينظر البرلمان التركي في قضية انضمام السويد للناتو بعد انتهاء عطلته الفصلية في بداية شهر ايلول القادم , أي هنالك مهلة بحدود الشهرين للاتحاد الأوربي لغرض تغيير موقفه من قضية انضمام تركيا له و بدء مباحثات جدية لاتخاذ خطوات سريعة تسهل هذا الانضمام و هذه الخطوات تشمل تعديل الإجراءات الجمركية للتجارة البينية بين دول الاتحاد و تركيا و كذلك الغاء التأشيرة لدخول المواطنين الأتراك الى دول الاتحاد الأوربي , و إن لم يتخذ الاتحاد إجراءات مقنعة للرئيس اوردوغان و لأن الكتلة النيابية التي ينتمي اليها الرئيس اوردوغان تمتلك اغلبية الأصوات في البرلمان التركي فلا شك أن البرلمان التركي سيرفص المصادقة على انضمام السويد للناتو أو تأجيل هذه المصادقة لفترة زمنية مفتوحة .

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حققت امريكا اهدافها من الحرب في اوكرانيا ...؟ (2)
- هل حققت امريكا اهدافها من الحرب في اوكرانيا ...؟ (1)
- العملية السياسية في العراق و تعقيداتها
- التيار الصدري و مستقبل العملية السياسية في العراق
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 4 )
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 3 )
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 2 )
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 1 )
- الصين و روسيا تحالف ام شراكة ...؟ ( 2 )
- الصين و روسيا تحالف ام شراكة ...؟ ( 1 )
- حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 2 )
- حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 1 )
- الاعتذار عن جرائم الماضي تبيض لصفحة المستقبل
- الدواعش اليهود
- المبادرة الصينية لبناء الحضارة العالمية
- نو روز عيد الربيع و رأس السنة السومرية
- متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 2 )
- متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 1 )
- الحدود الكويتية العراقية أزمة مستمرة ...!
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 3 )


المزيد.....




- الأردن.. ميلاد ولي العهد الأمير حسين وكم بلغ عمره يثير تفاعل ...
- -صفقة معادن-.. ترامب يرعى اتفاق سلام بين رواندا والكونغو الد ...
- الولايات المتحدة: المحكمة العليا تحد من صلاحيات القضاة في تع ...
- فجوة -صارخة- في توزيع الملاجئ في القدس
- احتجاجات في إسرائيل للمطالبة بصفقة تبادل ووقف حرب غزة
- الاحتلال يواصل اقتحام مدن الضفة ويدمر منازل بجنين
- هل انتهى حلم إيران النووي بضربة واحدة؟
- ماذا أرادت إسرائيل من الغارات على جنوب لبنان؟
- في حال التطبيع مع سوريا.. ساعر يتحدث عن -شرط الجولان-
- بينها الكركم.. أفضل 5 أطعمة لتخفيف آلام التهاب المفاصل


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - تركيا الاوردوغانية تبحث لها عن مكان في الكتل الاقتصادية الصاعدة ( 1 )