أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم إبراهيم - مذكرات ( أبو خليل ) على مقاعد سيارات (الإيفا) و(الزيل)














المزيد.....

مذكرات ( أبو خليل ) على مقاعد سيارات (الإيفا) و(الزيل)


عبدالكريم إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7677 - 2023 / 7 / 19 - 00:25
المحور: الادب والفن
    


الخشونة ديدن العسكرية من أجل خلق جيل قادر على تحمل الاعباء في اعتى الظروف، وهناك مقولة دائما ما رددها العرفاء في معسكرات التدريب، وهم يقدمون أول درس للعسكريين الجدد في حياتهم " العسكرية مصنع الرجال". فقد كانت اغلب اليات الحقبة الزمنية السابقة تمتاز بالمتانة والقوة دون النظر إلى الجوانب الرفاهية كما هي اليوم. حيث ان اغلب السيارات العسكرية كان مصدرها المعسكر الاشتراكي الذي أبى على نفسه أن يركز على المضمون دون الشكل والبهرجة، وخير من يحتمل شقاوة وتدهور (أبو خليل ) – هو اللقب الذي يطلقه العراقيون على الجندي فيما مضى، ولا يُعرف بماذا ينادى الجندي اليوم؟- هما : (الايفا) و(الزيل) تلك السيارتين اللتان كانتا زهرة الاليات العسكرية.
تحتاج سيارة (الإيفا) و(الزيل) إلى مهارة في القيادة وقدرة على تحمل (الطسات) التي تهز المضاجع ،لذا وظف عدد من الجنود أنفسهم لهذه المهمة، وانسجموا مع تلك السيارتين وهم ينخرطون في صنف السياقة العسكرية المتعارف عنه أن اغلب من دخلوا في هذا الصنف هم من الذين يتصفون بالتهور والمراوغة والقيام بحركات بهلوانية، لاسيما عندما يجدون فرصة دخول المدينة على أمل الحصول على إعجاب فتيات المدينة، وجلب الأنظار اليهم. الناس يقابلون هذا التصرف بأنه نوع من التدهور، وعدم الشعور بالمسؤولية لذا يتحاشون هؤلاء المتهورين للمحافظة على حياتهم من خطر الدهس ،وهناك مقولة تحذيرية يعرفها الكثير من العراقيين تقول " ابتعد عن الزيل ميل؛ لان صاحبه أبو خليل ".
يمكن تميز سواق تلك السيارتين عن أقرانهم الجنود؛ بأنهم يضعون البيرة على أم الرأس، وهي نوع من العلامة على الاعتداد بالنفس، وان أغلبهم غير عابئ بالطريق، وما يواجهم من مشكلات. وقد تكون نوعاً من البطولة الوهمية التي يراد لها أن تعشش في مخيلة بعض الجنود، وأن يعيشوا لحظة المرح في وقت الحروب التي أكلت زهرة شبابهم. أنه نوع من الاحتجاج السوريالي على جدوى الحروب في زمن تكميم الافواه والسوق الى الموت المجاني و" واحنه مشينه للحرب".
تغير الوضع اليوم، واصبحت الرفاهية والتكنولوجيا هما من تؤطران السيارات العسكرية، واستبدلت سياراتي (الإيفا) و(الزيل) بـ(الهمر) و(الدايو)، وأضاع الجندي لقبه (أبو خليل) الذي ورثه من اقرانه السابقين في زحمة التطور ، واصبحت (الإيفا) و(الزيل) حبيسة متاحف الذكريات المؤلمة بعد أن دون بعض الجنود اسماءهم على مقاعدها الخشنة ، ورحلة بطلها (أبو خليل) يعرفها من عاش تلك الفترة الزمنية.



#عبدالكريم_إبراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمدية أم بُكلة ورشاقة نعيمة عاكف وجاذبية نيوتن
- أول مسلسل عراقي يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية
- الطرب الاصيل بين منديل أم كلثوم ومسبحة داخل حسن
- صينية كَيمر عرب على خدود ليلى عليوي
- فدعوس المطيرجي ومذنب هالي
- فدعوس المطريجي ومذهب هالي
- الدين والعشيرة والدولة ... التجاذب والتنافر
- دولة (الماستركارد) و نظرية ( الخطيّة)
- فريد شوقي وصورة الأب المثالي في الأفلام الاجتماعية
- قحطان العطار .. صوفية الاعتزال المبكر
- قلم الباركر وتسريحة (الفس بريسلي)
- محاولة القفز على جمالية السينما
- كيف انتصرت الأغنية الشعبية لحقوق المرأة؟
- مسلسل (فدعة)مشكلة اللهجة وبطء الحركة
- صالح الكويتي .. الإبداع اللحني و التجديد الموسيقي
- (الطنطل) من إبداعات ذاكرة الأجداد الخصبة
- حيرة ... غربة عراقية وأجواء تركية ونهاية هندية
- جيمس دين وناظم الغزالي وعبدالحليم حافظ


المزيد.....




- أنقذتهم الصلاة .. كيف صمد المسلون السود في ليل أميركا المظلم ...
- جواد غلوم: الشاعر وأعباؤه
- -الجونة السينمائي- يحتفي بـ 50 سنة يسرا ومئوية يوسف شاهين.. ...
- ?دابة الأرض حين تتكلم اللغة بما تنطق الارض… قراءة في رواية ...
- برمجيات بفلسفة إنسانية.. كيف تمردت -بيز كامب- على ثقافة وادي ...
- خاطرة.. معجزة القدر
- مهرجان الجونة يحتضن الفيلم الوثائقي -ويبقى الأمل- الذي يجسد ...
- في روايته الفائزة بكتارا.. الرقيمي يحكي عن الحرب التي تئد ال ...
- في سويسرا متعددة اللغات... التعليم ثنائي اللغة ليس القاعدة  ...
- كيت بلانشيت تتذكر انطلاقتها من مصر في فيلم -كابوريا- من بطول ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم إبراهيم - مذكرات ( أبو خليل ) على مقاعد سيارات (الإيفا) و(الزيل)