أورخان ميسر .. شاعر حياة

صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 7666 - 2023 / 7 / 8 - 18:19
المحور: الادب والفن
    

أعتقد أن الكثير من الأدباء والشعراء لم يسمعوا به ولم يقرؤوا له.
أورخان ميسر شاعر سوري ولد في إسطنبول سنة 1914 وتوفي في حلب 1965, لكنه عاش في تركيا وسوريا ولبنان وشيكاغو.
خريج الجامعة الأمريكية في بيروت / قسم الفيزياء وحاصل على شهادة الماجستير في اختصاصه.
من أوائل شعراء قصيدة النثر العربية وشاعر سوريالي بامتياز, كتب نصوصا مغايرة عن مجايليه بمعزل عن الأدوات التقليدية في النظم (الشعر العمودي) الذي وصفه بالكلام المنظوم المقفّى والمسمّى شعراً ليس في الواقع العملي إلا كلاماً جميلاً.
مجموعته الشعرية الوحيدة عنوانها (سريال) 1948, استهلها بمقدمة نظرية نقدية عن السوريالية بـ (عشر صفحات) وما يرسمه العقل الباطن من صور, إذ كان متأثرا بفرويد وأدنريه بروتون.
وقد كتب أدونيس مقدمة باذخة لطبعة اتحاد الكتاب العرب / دمشق سنة 1979 واصفا إياه بشاعر (حياة) أكثر منه شاعر (أدب)
كان أورخان ميسورا ماديا بعد أن ورث أملاكا كبيرة عن أبيه (شكيب بك الميسر) وزير الأشغال والمواصلات آنذاك, وعُيّن أورخان مديراً للعلاقات العامة في وزارة الإعلام السورية.
هذا الشاعر الطليعي كان مثقفا طليعيا, يجيد التركية والانكليزية فضلا عن العربية, وكتب في شتى حقول الفكر والثقافة وترك خلفه أربعة كتب لها بصمتها المميزة وهي تأليفا 1- مع قوافل الفكر 2- شوقي وعصره .. وترجمة 3- التنمية القومية 4- الرقص في أمريكا.
أخترت لكم بضع مقطوعات قصيرة من شعره ...

كلانا مصلوبان أنا والمسيح / هو مصلوب على خشب / وأنا مصلوب على الكحول
أما الفرق أنه مات بعد الصلب / وفيما أنا حييت يعد الصلب
شبعت من الكروم أنفاسي / فما زالت تنفث الأحلام التي كانت تراود جذور الكرمة
منذ أن وجدت.
...
مضغت حياتك حتى اللون والاطار / ثم بدأت تمضغ ظلك
ظلك الذي فاض عن الاطار وتكور / خيمة مهلهلة نصبها وهمك
في مسالك قدميك / حتى بدت لك الخيمة اشراقة كون جديد.
...
ظفري أطلقته ليحز في نيزك / قلبي قطرته ليرتمي من عين
وإذ بالظفر والقلب / توأمان يرعيان في عيني إله.
...
ليس الصدى كالصوت / وليست الذكرى وقعا
غير أن بعض السمع يحيل الصدى صوتا والذكرى وقعا.
............................
ملاحظة / وافر شكري وامتناني لصديقي الشاعر محمد جابر الذي زودني بمجموعة أورخان ميسر (سريال) الورقية, مع محبتي.

#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل