أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - متى نستعيد أمل خضير














المزيد.....

متى نستعيد أمل خضير


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7661 - 2023 / 7 / 3 - 22:13
المحور: الادب والفن
    


لو تسنى لسليمة مراد أن تستمع إلى آخر أغانيها بصوت أمل خضير، فأي دموع ستسفح على الأغاني عندما ترفض أن تموت؟
لقد غنت أمل “يا يمة ثاري هواي” آخر ما لحّن عميد الغناء العراقي عباس جميل لسليمة مراد قبل أشهر من رحيلها، ودخلت أمل مع الأغنية التاريخ الموسيقي العراقي.
لم تكن تلك الأغنية وحدها فاصلة في تجربة أمل خضير التي تعيش اليوم الجحود والخيبة الاجتماعية وهي في هذا العمر، لكن عزاءها أنها وضعت الماسة الأثمن في قلادة الغناء العراقي. ولم تغب عن الذاكرة.
لماذا أعود إلى أمل خضير اليوم؟ لأن ببساطة، ومع عشرات التغطيات والحوارات التلفزيونية المستمرة معها، تغيب الأسئلة الحقيقية.
لست معنيا هنا بالجحود الاجتماعي بقدر اهتمامي بالنقد الفني الغائب بشكل كلي عن تجربة لامعة في الغناء العراقي، فما ينشر ويعرض على الشاشات، سطحي إلى حد الجهل ومكرر أكثر من الملل نفسه. بينما هناك ما يفيض ولعٌ ينتظره التاريخ وهو يترقب الدراسات النقدية العميقة لتجربة هذه الفنانة التي أرخت بصوتها لعقود من العشق والبوح.
عندما كانت الأغنية العراقية تندفع بغير إرادتها نحو الرداءة، كنت أحاول استعادة ذلك المجد بالتحريض الصحفي لجيل من المطربين كي لا يتركوا أغاني الناس عرضة للاختطاف والتشويه، فاتصلت بأمل خضير في بداية تسعينات القرن الماضي علني أحرضها على الجديد، قالت ستكون أول من يعرف بأغنيتي الجديدة، بينما دفعتني المغالاة الصحافية كي أسألها “هل ستكون بقيمة أغنية من الشباك مثلا؟”.
ضحكت أمل على الطرف الآخر من الهاتف، بوجع “المغنون وحدهم من يضحك بوجع” وردت “كيف لي يا كرم أن أعيد التاريخ الذي تحلم به”.
تلك الأغنية التي كتبها داود الغنّام وصاغ لحنها الموسيقار الراحل محمد جوادي أموري، واحدة من حزمة أغاني توج بها صوت أمل خضير، وصنع حكاية غنائية يجتمع عليها العشاق عندما تترقب الحبيبة من خلف الشباك عيون القادم إليها.
كان ذلك آخر حوار لي مع أمل، وبعد أكثر من ثلاثين عاما أجد أغانيها تربت على ذاكرتي كلما استفزني الحنين للبلاد القريبة البعيدة، من دون أن أقرأ ما يجعل من تلك الأغاني بمثابة درس نقدي لمن يحتفي بالتعبيرية الموسيقية.
لماذا يزداد النقد الموسيقي تراجعا، بينما أمل خضير قدمت ما يجعلها درسا مثاليا وهي تختصر الموسيقى العراقية المعاصرة على مدى قرن كامل!
لماذا؟ لأنها تعبّر بأغانيها عن خلاصة تجربة جيل الخمسينات وما قبله ومن ثم أجيال الستينات والسبعينات وحتى جيل الثمانينات من الملحنين العراقيين.
أغاني زكية جورج وسليمة مراد وبدرية أنور وألحان الموسيقار صالح الكويتي، بقيت حية بصوت أمل، كما هي ألحان عميد الغناء العراقي عباس جميل وأحمد الخليل ويحيى حمدي ورضا علي ومحمد نوشي ومحمد عبدالمحسن، ومن ثم محسن فرحان ومحمد جواد أموري حتى ذياب خليل وعلي سرحان وسرور ماجد.
ذلك يعني أن أغاني أمل تغطي حقبة مئة عام في الغناء العراقي، وهي في ذلك تركت الكثير مما هو مرغوب فيه للنقد الموسيقي، مع ذلك بقي متأخرا أكثر مما ألحق ضررا بالذائقة السمعية.
أداء أمل أذهل ملحني أغانيها بدرجة جعلت الموسيقار الشهيد محمد عبدالمحسن، وهو يستمع إلى أغنية “سلّم” بصوت أمل، يعترف بأنها أفضل منه في أدائها! فماذا عن “أحاول أنسى حبك” ثم “فدوة” ليحيى حمدي و”أتوبه من المحبة” لعباس جميل و”على الميعاد” لرضا علي و”هب الهوى” لمحمد نوشي.
بينما تجربة أموري مع صوت أمل ستبقى تحرض الرؤى والتحليلات النقدية، فهي تعبر بشكل باهر عن طبيعة الأغنية العراقية.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أسعد من ذوي الياقات الزرقاء
- ساعة تسديد الحساب الوطني
- رومانسية اقتصادية بين واشنطن ولندن
- إيكاروس بغداد بمذاق تمر مر
- بايدن أم ترامب: ذعر الخفافيش العمياء
- فائق حسن وصدام حسين
- عمار الحكيم زعيم العروض الصوتية الزائفة
- عودة إلى سوينتون والصائغ
- ومتى كانت كرة القدم عادلة؟
- ما ينتظر الحكومات…
- مرة أخرى، الإعلام الغربي أطلق النار على قدميه!
- تويتر مشتاق لدورسي
- سعادة السوداني بغياب الدرس الصحفي عن عرّاف وقرداحي
- الموت حائر أمام أغاني عبدالكريم عبدالقادر
- رئيسي يربت على كتف الأسد “انتصرنا”!
- العالم يمتلك ما يكفي من الشجاعة للابتعاد عن واشنطن
- جوانا تقربنا من الوعد الزائف
- أنا أصدّق ماسك، ومتى كذب!
- التكرلي فضّل وينترسون على بالدوين
- وزيرة تهوي إلى الحضيض


المزيد.....




- توجه سعودي لتأسيس لوبي فاعل يعزز مكانة المملكة عالمياً
- -دعنا لا نقف إلى جانب العار-.. 235 فنانا ومؤثرا فرنسيا يطالب ...
- مصر.. وفاة المخرج والناقد الفني محمد لبيب
- حساب خامنئي يغرّد باللغة العبرية عن -نهاية إسرائيل-
- كافكا الآخر في مئويته.. كيف تشكلت سمعته من معطف الحرب البارد ...
- مقهى الصعاليك.. ملتقى رجال الفكر والأدب في القدس
- صدور المجلد الخامس والأخير من موسوعة -بوشكين- في روسيا
- عازف بيانو فرنسي مندهش من- تديّن- الشعب الروسي (فيديو)
- “ملكة المسرح”.. مهرجان ميريام فارس في ببجي موبايل 2024 PUBG ...
- قبيلة تدمن الأفلام الإباحية بسبب ماسك (فيديو)


المزيد.....

- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - متى نستعيد أمل خضير