هوامش على حواف زمن الثرثرة (3) - شيء حول سلطات الاستبداد

رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)

الحوار المتمدن-العدد: 7658 - 2023 / 6 / 30 - 04:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

شيء حول سلطات الاستبداد


* السلطة قوة مرغوبة بشدة ، ما من أحد لا يسعى اليها وأن يمتلكها ، فكل من يقدر على الحصول عليها ، يتمتع بملذات المزايا التي تقدمها له و تشبع غروره ..
السلطة كانت دائما فوق العدالة .

* عندما تلاحقك سلطة غاشمة و لايمكن الهروب من قبضتها ممكنا، يجب أن تكون مسألة الأستسلام و الخضوع لإرادتها أمرا مرفوضا .. عليك أن تستمر بنضالك و أن تحتفظ بأية وسيلة كانت بأمل التحرر و الخلاص من طغيانهم ..
هم يطاردون هذا الأمل في عقائد الناس ، و بسلبها منهم يستعبدونهم .

* السلطة التي يقودها الظالمون قاسية بطباعها و طقوسها ، لا انسانية و فظيعة ، لكن لحسن الحظ هي ضعيفة أمام بعض القوى الكامنة في الأنسان و منها قوة الأمل بحياة أفضل .. إنه المحرك الذي يمنحه فرصة ولادة ثانية و بداية جديدة دائما .. شيء يرتبط بقوة لا تقهر بغريزة البقاء و الصمود ، واصرار المضي قدما نحو الخلاص . نور ، يمنحه افكارا و انماطا جديدة من سبل التحرر من كل قيود استعباده و اضطهاده ..
الأمل كان دائما الحافزو ركيزة ثورات الشعوب المسلوبة حقوقها .

* ما من إساءة لسلطة ظالمة إلّا و أن تترك أثرا ، و تسبب ندبة لا تمحى ، فتبقى دليلا دامغا لإدانة تلك السلطة يوم الحساب ..
يوم انتزاع السلطة من أيادي بغاة انانيون لا يعدلون في استخدامها .

* نشر الخوف بين الناس و ترهيبهم بفعاليات وحشية من أساليب السلطات المستبدة لتشديد قبضتها و فرض هيمنتها على المجتمع ، لكن الايمان المطلق بحقي الحرية و الحياة الآمنة يمنحان الناس الأمل و الجرأة على تحدي الخوف و مقارعة الظلم و الاستبداد ..
أما فاقدي الامل فيكون جل حراكهم الصراع و التطاحن فيما بينهم بدلا من التضامن و الوفاق ..

* هل من الجيد فرض النظام في المجتمع باستخدام القسوة و العنف ؟
لا ، فالثقة بين المواطن و السلطة هي الالية التي تحافظ على الاستقرار و استتباب الامن و الالتزام بالنظام و توسيع فرص التقدم و النماء ..
هذه الثقة لا يمكن بنائها في اجواء الخداع و الوعود الكاذبة و التلويح بالهراوات ..

* عندما تتعامل السلطة بلغة الديماموغيا مع مواطنيها يكفي أن تنفضح كذبة من أكاذيبها ليبدأ همس و تساؤلات الشارع عنها .. عن ادائها و مصداقية وعودها و اخلاص تعاملها مع الشعب و عن مدى الثقة ببرامجها ، تقبلها أو رفضها ..
همس يتحول لتساؤلات و مراجعة حسابات و احتمالات .. همس يتحول لهمسات ثم هتافات و حراك عام رافض لأداء السلطة التي يستحيل عليها حتى لو استعانت بكامل قواتها ، قمع فكرة رفض المجتمع لها ..

* في هذا العالم العديد من السلطات و انظمة الحكم تفتعل الازمات ، يكسونها بلبس الوطنية او القومية أو المذهبية الدينية كزينة اعلامية يتجملون بها من أجل مكاسب تشبع غرورهم النرجسي او لمنافع شخصية فردية أو فئوية و حزبية ضيقة ، تجتمع ضمن اطار جشع امتلاك السلطة و الاحتفاظ بها الى الابد ..لايهمهم أن تتسبب أزماتهم المسرحية و سيناريوهاتها في تأجيج نيران صراعات عنيفة و ما يرافقها من موت و دمار تدفع الشعوب ضريبتها من دماء ابنائها و قوتها و نمائها .

* الحكام في أنظمة الاستبداد و التخلف في حذر دائم من العقول النيرة التي تملك رؤى حضارية للاصلاح و التطوير .. هؤلاء الحكام يستعينون دائما بدمى و عقول ببغائية في مواقع محددة و ضمن اطار مرصود ..

* الطاعة العمياء تقود السلطة للإستبداد ..
الطاعة العمياء تلحق الاذى بالعقل و بحرية التفكير و تشوه الحقائق .. تحول المرء الى دمية تتحرك بإرادة مستبد .

#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل