أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - حول -حرب الجنرالات- في السودان















المزيد.....

حول -حرب الجنرالات- في السودان


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7653 - 2023 / 6 / 25 - 14:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اندلعت في السودان يوم السبت المصادف 15 – 4 – 2023 ، معارك عنيفة بين ما يسمى بقوات الدعم السريع بقيادة الجنرال ( محمد حمدان دقلو ) الملقب بـ ـ حميدتي ـ و الجيش السوداني بقيادة الجنرال عبدالفتاح البرهان ، مما تسبب، وحتى كتابة هذه الأسطر، بقتل أكثر من ألفي شخص عدى عن آلاف الجرحى ونزوح حوالي ثلاثة ملايين شخص داخل السودان وخارجه ، ووفقا لتقديرات منظمة الأمم المتحدة فأن 25 مليون شخص بحاجة للمساعدة في بلد يبلغ عدد سكانه 45 مليون نسمة ويعد من أكثر دول العالم فقرا. هذه المعارك لم تأتي على سبيل الصدفةً ، بل كانت متوقعة منذ زمن كونها الرصاصة الأخيرة بيد قوى الثورة المضادة صوب قلب الحراك الجماهيري الواسع المطالب بحكومة مدنية وابعاد العسكر عن السلطة .
لم تتوقف هذه القوى، و منذ الإطاحة بحكم البشير في نيسان / ابريل 2019 ، عن محاولة الالتفاف على هذا الحراك المدني واخماده بشتى الطرق، بدأ من التفاوض وإصدار وثائق التفاهمات بقصد المماطلة، كما حصل مع قوى الحرية والتغيير، مرورا بمجزرة الخرطوم ضد المتظاهرين في 3/حزيران / يونيو 2019 من قبل ميليشيات الجنجويد ( قوات الدعم السريع ) أمام مبنى القيادة العسكرية في الخرطوم، وصولا الى الانقلاب الأخير ضد السلطة المدنية من قبل قائد الجيش عبدالفتاح البرهان في أكتوبر / تشرين الأول 2021 .
كان البرهان ، خلال احدى مراحل حرب الإبادة في دارفور، قائدا للقوات البرية في السودان حين كانت ميليشيات الجنجويد بقيادة حميدتي وبالتنسيق مع قيادة الجيش ترتكب تلك المجازر، وكان الرجلان في صدر المسؤولية حين ساهمت قواتهم في حرب اليمن الى جانب القوات السعودية والاماراتية ضمن ما يسمى بـ "التحالف العربي " منذ عام 2015 ، ثم تقاسما فيما بعد السلطة السيادية بعد الانقلاب على البشير كرئيس لمجلس السيادة ونائب للرئيس ،وبعد أن خاضت قواتهما كل تلك المعارك وتقاسما النفوذ معا، وبعد محاولاتهما العديدة لإجهاض هذا الحراك بكل السبل، لم تبق لديهم وسيلة لأخمداه والقضاء عليه سوى اعلان الحرب فيما بينهما ووضع الجماهير في السودان أمام خيارين ، فأما حكمه بالقوة أو حرقه بالنيران!
هكذا نشهد ما آل اليه السيرالتنازلي لما كا يُعرف بـ " الربيع العربي " على يد قوى الثورة المضادة ، كما حصل في كل من تونس، مصر، اليمن، ليبيا، سوريا، الجزائر،البحرين،العراق و كوردستان العراق ،الأردن،المغرب، عمان،لبنان،السعودية ،ها هو الدور يأتي على السودان الذي يتميز عن بقية تلك البلدان بتأثير أوضاعه على دول جوار السودان حيث هشاشة نظمها السياسية والاقتصادية والأجتماعية.
التدخلات الإقليمية والدولية في السودان لم تأت الآن، بل ومنذ استقلاله عام 1956 ، فحكم العسكر في ظل أيديولوجيا الإسلام السياسي كان السمة الأبرز لحكومات وحكام هذا البلد منذ ذلك الحين. يتميز السودان بتنوعه العرقي الكبير وهشاشة مؤسساته وثرواته الاقتصادية الهائلة، يتمتع كذلك بموقع جيو سياسي مهمم ، فبالإضافة الى موقعه الستراتيجي على البحر الأحمر مما يجعله عرضةً لأطماع الدول الإقليمية والقوى الدولية ، يُشكل بيئة خصبة لتحقيق مصالح جيوسياسية لاطراف خارجية ومنها السيطرة على منطقة القرن الأفريقي بموانئه وسواحله وهو ما يضمن لها السيطرة على طرق الملاحة الدولية .احدى الوسائل التي تلجأ اليها بعض من هذه الأطراف هي الدفع بهذه الحرب باتجاه دعم تحالف الأخوان المسلمين المتمثل بجنرالات الجيش السابقين ومنهم ( أنس عمر ) وعدد من القادة الإسلاميين المتطرفين ومنهم الإسلامي المخضرم ( محمد الجزولي ) وذلك أملا في إعادة الحياة الى التنظيمات الإسلامية الإرهابية على شاكلة " داعش وطالبان " وغيرهما ونقلهم من ساحات أخرى الى الساحة السودانية حيث تُفتح الأبواب للتدخلات العسكرية للقوى الدولية بحجة القضاء على الأرهاب . جدير بالذكرهناك أنباء تتحدث عن قيام ( حميدتي ) مؤخرا باعتقال آلاف الإسلاميين ومنهم هذين الشخصين وذلك لإظهار وجه آخر له ولقواته التي تُعيث في الأرض فسادا!!.
ونظرا لهذا الموقع الستراتيجي المهم أصبح السودان بقعة للتوتر محرومة من الأمن والاستقرار منذ استقلاله عن بريطانيا حيث سُفكت فيه الدماء ونُهبت ثرواته وتحولت حياة السودانيين الى جحيم لا يطاق، فهناك الجوع والفقر والتهميش الممنهج والمستمر. واليوم يعاني أكثر من سبعة ملايين من الأطفال وستة عشر مليون مواطن من أصل خمس وأربعين مليونا من الجوع في بلد يزهر بكل هذه الخيرات والقادر على تأمين الغذاء ليس لسكانه فحسب، بل وانما لعشرات الدول المحيطة به . " سلة الغذاء العربي "هكذا كانت تسمى السودان نظرا لوفرة الأراضي الزراعية ووجود ثروات طبيعية هائلة ، فالذهب ،على سبيل المثال، الذي يقدر انتاجه السنوي بحوالي 90 طنا ( عام 2019 ) ما يعادل خمسة مليارات من الدولارات يتم نهبها من قبل عناصر السلطة الحاكمة ولا يصل الا لقليل منها الى خزينة الدولة .
لذا، وبالعودة الى كل هذه الحقائق المذكورة سابقا، لايمكن تقزيم هذا الوضع واختصاره في نطاق صراع بين جنرالين والتعامل معه كانقلاب ضمن سلسلة الانقلابات التي رافقت هذا البلد منذ استقلاله ، بل بالعكس هو صراع إقليمي ودولي في محيط " عربي / افريقي / دولي " مليء بصراعات النفوذ والمصالح الاقتصداية والسياسية وسط أطماع هذه الدول في ثروات هذا البلد الهائلة.
نحن هنا لسنا بصدد الحديث عن مآلات هذه الحرب ونتائجها في حالة انتصار أية جهة من هاتين الجهتين أو إيقاف الحرب بينهما والعودة الى التفاوض ، الا أن الأكيد هو ان الخاسر الأكبر هي الجماهير في السودان التي ذاقت الأمرين معا على يد هذه الزمر. ولا يخفى علينا بان احدى عوامل وصول السودان الى هذه الأوضاع المأساوية يعود الى الكثيرمن نقاط الضعف التي رافقت هذا الحراك الجماهيري وابرزها الافتقار الى نهج ثوري اشتراكي وقيادة ثورية ثابتة على المباديء ترسم خطاً فاصلاً بين قوى الثورة وقوى الثورة المضادة من دون اية مساومة. ومع كل ذلك فأن إرادة الجماهير وتدخلها المباشر هما الأمل المنشود والوحيد من أجل إيقاف هذه المذابح بشكل نهائي و اعادة مسار هذا الحراك الى طريقه الثوري بغية تأمين حياة أفضل لهذه الجماهير .
19 / 6 / 2023



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اذا كان هناك - مستوى هابط - أصلا، فأنتم آخر من يحق له الحديث ...
- كي لا تتحول (خليجي 25) الى عملية تدجين للوعي !
- من خلع الحجاب الى خلع النظام، غضب عارم يعبرعن 43 عاماً من ال ...
- (اذا كانت هناك معركة بين اليمين واليمين، سأختار معركتي – لين ...
- حول محاولة اغتيال الكاتب سلمان رشدي
- وقفة مع الحرب في أوكرانيا
- الفقر والحرمان والمآسي للناس ،والثروة والمال للقطاع الخاص
- ويسألونك عن داعش !
- يوم لك وأربع سنوات عليك !
- حضيضٌ لا قاع له !
- فلسطين، قضية إنسانية بامتياز ولا تقبل المزايدة
- ماذا لو كان العالم بلا رجال دين ؟ قراءة لزيارة البابا الى ال ...
- دلالات ظهور ابنة صدام
- اقليم كوردستان العراق، شرعنة الظلم من خلال المحاكم !
- 2020 عام استثنائي، سيذكره التأريخ !
- خندق الانتفاضة هو الضمانة الأساسية لصون الحريات
- أي مجلس، يدافع عن أية حقوق، لأي انسان؟ حول مجلس حقوق الانسان ...
- فاجعة المنصور ، وافلاس خطاب الكراهية !
- عندما تعلو قامة الفن!
- قراءة لـ قمة الأردن الثلاثية !


المزيد.....




- مسافران يدخلان في عراك عنيف على متن طائرة ركاب أمريكية.. شاه ...
- الدفاعات الروسية تسقط 21 صاروخا و16 مسيرة أوكرانية غربي البل ...
- سقوط قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي لأحياء رفح ومناطق أخرى بقطاع ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على مشروع -سري- لتقديم ضمانات أمنية ل ...
- تغطية مستمرة| قصف عنيف على رفح والمحادثات بين حماس وإسرائيل ...
- نماذج من -التزييف العميق- والتضليل قبيل الانتخابات الأوروبية ...
- انضمام ليبيا لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل (فيديو)
- لأول مرة منذ 20 عاما.. عاصفة مغناطيسية قوية تضرب الأرض
- مصادر إسرائيلية تؤكد عدم وجود السنوار في رفح وتكشف مكانه الم ...
- مالي: حوار وطني تغيبت عنه المعارضة يوصي ببقاء الحكام العسكري ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - حول -حرب الجنرالات- في السودان