أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - الأمّة ذات الرداء الأزرق!














المزيد.....

الأمّة ذات الرداء الأزرق!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 7653 - 2023 / 6 / 25 - 04:47
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كان يوما مظلما غاب القمرُ عن سمائه، واكتظتْ السجون والمعتقلات بأبناء الشعب، وتفنن السجّانون في كل صنوف التعذيب، وخرج اللصوص في جُنح الليل يختطفون اللقمة من أفواه الكائنات البشرية، لكن الإعلاميين والعسكر والدُعاة كانوا مشغولين بزلزال كاد يطبق السماء على الأرض.

لم يكونوا مشغولين بتضخم نسبة الفقر المدقع، ولا بالأمهات اللائي يبحثن في صناديق القمامة عن بقايا طعام الأثرياء التي لم تتعفن بعد، ولا بعمليات اغتصاب في زنزانات قذرة، ولا بنهب دولة تحت سمع وبصر الملائكة والشياطين، ولا باحتقار القوانين والدستور التي قدسّها الشعب، ولا بالأحكام الظالمة التي تهتز منها قاعات المحاكم، ولا بالتعجيل في المشروع الوطني لكي تستقيم الإدارة المجتمعية.. لكنهم كانوا يتناقشون، ويتحاورون، ويفجّرون شاشات العرض التلفزيونية بزلزال جسدي أنثوي أوقف حركة الكون عن مسيرها، وأزاح الاهتمامات والعلومَ والفنونَ جانباً.

لم يكن الذين خاضوا في تنهدات ذات الرداء الأزرق أكثر من تجمع لـُعاب يسيل لنهدين يهتزان من الأسفل إلى الأعلى، وخصرين يتحركان يمينا ويسارا، ومؤخرة بضّة وناعمة وملساء جعلت رجال الأمة يتمنى كل منهم أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع، فترقص كل واحدة لبعلها بعد أن تصفعه السلطة السياسية والدينية على قفاه من الضحى إلى المساء، فيهرب من عذاب القصر إلى عذاب الجنس قبل عذاب القبر(الذي أنا غير مؤمن به).

أمة تقف أمام تحديات ثقافية وعلمية وحضارية، فيدير أفرادُها أعينَهم نحو الحلال والحرام في اهتزاز جسد امرأة عبّرتْ عن سعادتها في عرس صديقتها؛ فأقامتْ الدنيا التي لم تقعد حتى الآن.

كل ما حولنا يشي بالجنس، قولا وفعلا ولغة وفناً ودينا، حتى تكاد تعجز عن العثور على مكان لا يثير الشهوة، ومع ذلك فالأمة تواجه التحديات بالخوض في تلك الفرحة الخاصة التي جعلتها كاميرا مهبول ومحروم عامة؛ حتى أن كبار الإعلاميين والمثقفين ونشطاء مواقع التكاسل الاجتماعي داسوا بأقدامهم على هموم العائلة والعمل والعلم، وتوجهوا نحو الحلال والحرام في دقيقتين زرقاوتين أسقطتا الأمة على المؤخرة الناعمة البضّة للسيدة الأشهر في التاريخ الحديث.

تنافس الإعلاميون واليوتيوبيون والعاطلون والشهوانيون دينياً في عرض عبقريتهم لشرح الحلال والحرام، فأهمية الموضوع أنه لا يثير سيد القصر في أي بلد في العالم الثالث الذي ينام ذكوره بين الخوف من الزنزانة وترقب اطفاء الشهوة يوم القيامة في أجساد حور عين تتجدد كلما أفرغ الرجل فيهن سائلــَه قبل أنْ يسأل أو يُسئَل.

أمة تتحدى؛ فضحك عليها نهدان وأرداف ومؤخرة، ولون مثل الأزرق الكبير الممتد من الاسكندرية إلى مرسليا قبل أن يزداد لمعانا في مالطا وكورسيكا!

إذا أردتَ البكاء على وطنٍ فشاهد وجهَه المحتقن وهو يتأمل امرأة ترقص، وبعد أن تهدأ أعضاؤه التناسلية؛ يحدّثك من فوق المنبر عن غضب الله!

الإعلام سقط في فراغ بين الأرداف، وظن كل إعلامي أن امرأة ستطرق باب مسكنه لترقص له؛ ولأول مرة منذ سنوات تتراجع كل الاهتمامات الأخرى؛ فالهجمة الزرقاء أجمل وأشرس وأشهى من الدنيا و.. ما فيها!

طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 25 يونيو 2023



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوهام الترشح أمام السيسي!
- قال: لماذا لا تكتب؟ قلت له... !
- فاجعة قطع الصلة بين القاريء والكاتب!
- البشرة السمراء سوداء!
- المصريون يطردون اللهَ من الأرض إلى السماء!
- علــّـموا أطفالـَـكم الشجاعة قبل الإيمان!
- هل هناك فائدة في الكتابة؟
- العودة المستحيلة!
- هل سقطنا فعلا أم نحن في طريق الهاوية؟
- صحفي إسرائيلي في مكة، رؤية مخالفة!
- الدستور غير المكتوب!
- لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!
- خجل أنا من إنسانيتي!
- أنا أعرف متى سأموت!
- في الطريق إلى مراجعاتي!
- ذكريات نافارونية!
- النضوج عشر سنوات في كل عام!
- لا تُحاكموا سيدة المترو!
- المرض أقوى من الموت!
- قبل أنْ تغادر الدنيا!


المزيد.....




- مصر.. حركة من السيسي وعباس كامل في القمة العربية تثير تفاعلا ...
- تفاعل على تقدّم محمد بن سلمان والسيسي للقادة العرب بالممر ال ...
- -ربما يستعد لوظيفة جديدة-.. ضابط استخبارات أمريكي يسخر من حف ...
- قراء -لوفيغارو- يقدرون عاليا التزام روسيا والصين بحل الأزمة ...
- الجزائر.. تحرك جديد من القضاء في قضية الرجل العائد من الموت ...
- الكشف عن موعد إطلاق سيارة كروس روسية جديدة
- -خطوة نحو العيش إلى الأبد-.. علماء صينيون ينجحون في إعادة دم ...
- الجيش الروسي يستخدم روبوتات -العقرب- لتدمير مخابئ القوات الأ ...
- خبيرة تغذية توضح لماذا لا يمكن تجنب تناول السكر بشكل كامل
- الخارجية الصينية: بكين ستواصل الترويج للحل السياسي للأزمة ال ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - الأمّة ذات الرداء الأزرق!