أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - قال: لماذا لا تكتب؟ قلت له... !














المزيد.....

قال: لماذا لا تكتب؟ قلت له... !


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 7606 - 2023 / 5 / 9 - 16:11
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


قال: أراك قاومت بصلابة نصف قرن؛ ولم يتملكك اليأس، فهل ستُشْهِر هزيمتَك أخيرًا؟
قلت: عالم التفاهة أقوىَ مني، ونظرة احتقار من ديكتاتور تعادل عصائبَ قلمٍ تهتدي بعصائبٍ، وبصقةٌ طاغيةٍ أشدّ قوةً وبأساً من ثورة صامتة كتمتها دموعُ وصرخات ملايين المظلومين!

قال: لماذا إذَنْ لا تعتزل الكتابة نهائياً وقد تخطيتَ من عُمرك السادسة والسبعين؟
قلت: الكاتبُ الذي يعتزل قبل الموتِ أو العجْز الجسدي كالثائر الذي يُكمِل نضالـَه على شاطيء البحر أو.. في كازينو للقمار!

قال: ولكن تأثير لـَسَعاتِك، وغضبِك، وتحليلاتك الفكرية والسياسية والدينية لم تعُدْ تُحرّك طفلاً من تختتهِ في مدرسة بفصل دراسيٍ للبلداء!
قلت: الدين ومهووسوه، والأمن ومخبروه، والإعلام وقرَدَتُهُ، والتُهم الجاهزة ومستشارو القضاء، ووشاة الأصدقاء والأحباب والمعارف، وعيون النِتّ يجعلون الوطن العربي الواحد ذا الرسالة الخالدة في قبضة اليونيفورم والقصر والمعبد!

قال: أنت تعرف أنَّ آيةً واحدةً، وحكاية ماضوية، وخطبة جوفاء، وموعظةً غيرَ جبلية، وتهديد ذراع أرضية مقطوعة بهراوة سماوية مجهولة تجعلنا جميعا من البحر إلى النهر نرتعش حتى لو كنا في أحضان زوجاتنا!
السلام مع غضبك أخطر علينا من الغضب على من يحكموننا!
لقد تحوّل أعظم اختراع بشري منذ بدء الخليقة إلى ساحة صراع وتهديد ووعيد وأدعية الكترونية لو رآنا كل الأنبياء دفعة واحدة لسقطوا على ظهورهم، ورفضوا رسالات السماء.
قلت: لقد اختفتْ الهموم الوطنية والثقافية وحلتْ محلها حكايات مقدسة تحميها قبضةٌ أمنية تجعل المعبد داخل ثكنة عسكرية، أو الصلاةَ غيرَ مقبولة من الله إنْ لم يكن عليها ختم الحاكم وأنيابه!

قال: لماذا لا تلجأ لرغبة قارئيك؛ أي الصورة والفيديوتيوب والفيلم القصير والحديث المباشر؛ فقد تكتشف أن متابعيك هناك، كُسالىَ في القراءة؛ لكنهم نشطاء في التدفئة مع حزب الكنبة، أي تأتيهم كلماتك عبر الشاشة الصغيرة أو الآيفون وهم يلتهمون الطعام ويرتدون ملابس البيت، ويتم تزغيطهم(!) بتوك شو كما نفعل مع البطّ؟
قلت: ماذا لو تغيرت توجهات الشاشاتيين فأصبحت التفاهات والسخافات والحوارات الجوفاء ولقاءات المعتوهين من ضيوف الفضائيات ومقارنة المجهول من الأديان وعبقرية العباطة الطائفية مستقبل الأمة؟

قال: هذا قدرك؛ فإما أنْ تستمر في زمنك ولو بمتابع واحد، أو بالصورة والفيديوتيوب بعدة متابعين، ولكن سيظل عالم التفاهة والسطحية والغباء الجمعي هو الأقوى والأدهى والأجذب في عالمِك العربي الذي مازلت مؤمنا به.
ثم ختم حديثه قائلا: أنصحك أن لا تقترب من حاكم أو زعيم عربي أو ميليشياوي ديني وعليك بعدم الاشارة الضمنية أو الصريحة للسجون والمعتقلات والتعذيب والمهانة والفساد وسرقة الحاكم ما في جيبك ومكانك كصفر في وطنك وأوهامك أن لك شبراً واحداً تملكه في وطنك، حتى لو اشتريته بعرق جهدك!
ثم ودّعني قائلا: لا تصدّق من يتحدث باسم السماء في كل عقائد وأديان ومذاهب الدنيا، لكن معركتك معهم خاسرة فهم المال والسلطة والجماجم المفرغة من المفيدة، والمفرخة لأسباب السقوط.
قلت: كلامك يستحق التقدير في عالمنا العربي، لكنني لو جهرت به في مجتمع متحضر فسيرجمونني بالبيض والطماطم ويعيدونني إليك وإلى الأمة العربية الواحدة، التي أحبها رغم أنفي حتى لو لم يبق لي فيها صديق أو متابع واحد أو .. خيال متابع!
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 9 مايو 2023



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاجعة قطع الصلة بين القاريء والكاتب!
- البشرة السمراء سوداء!
- المصريون يطردون اللهَ من الأرض إلى السماء!
- علــّـموا أطفالـَـكم الشجاعة قبل الإيمان!
- هل هناك فائدة في الكتابة؟
- العودة المستحيلة!
- هل سقطنا فعلا أم نحن في طريق الهاوية؟
- صحفي إسرائيلي في مكة، رؤية مخالفة!
- الدستور غير المكتوب!
- لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!
- خجل أنا من إنسانيتي!
- أنا أعرف متى سأموت!
- في الطريق إلى مراجعاتي!
- ذكريات نافارونية!
- النضوج عشر سنوات في كل عام!
- لا تُحاكموا سيدة المترو!
- المرض أقوى من الموت!
- قبل أنْ تغادر الدنيا!
- لماذا لم تردّ على اتصالي؟
- لهذا لا أردّ إلا قليلا!


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - قال: لماذا لا تكتب؟ قلت له... !