أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - في الطريق إلى مراجعاتي!














المزيد.....

في الطريق إلى مراجعاتي!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 7264 - 2022 / 5 / 30 - 01:33
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


أنا الآن في طور مراجعاتي الكتابية رغم مرور نصف قرن، أي ثلثي عُمري، على بدء كتاباتي الورقية ثم الالكترونية.
قاريء اليوم غيرُ قاريء الأمس، ومن كان يقرأ كتابا صعبا يصبح المقالُ ثقيلاً عليه، ومن كان يبتهج بالمقالِ؛ يسقط على الأرض من الإعياءِ إذا وصل للسطر الثالث، ومن كان يعشق الكلمة؛ سرقـتــه الصورة واختطفه الفيديو، ومن كانت الهموم الوطنية والقومية والفكرية شُغلـَه الشاغلَ؛ أضحىَ أسيرَ أخبار الفنانين والكوميديين، ويتابع بشغف الأفراحَ والجنازات، ومن كان الدينُ يساهم في استقامة سلوكياته؛ اعتقلته ألــْسنَةُ رجالٍ تاجروا بتعاليم السماء فلوثوها، وقزّموها، وبعثروها، ثم تحاوروا حول ماضيها، وتناقشوا في المجهول، وأقسموا بصحة ما لم تره أعينهم حتى لو مضتْ عليه مئات السنين.
وتكاتفتْ السلطة السياسية في العالم الإسلامي مع الهوس الديني؛ فنتج عن ذلك هراء وخزعبلات ومعارك لسانية تتخلها شتائم وتكفيرات ومزايدات وسباب، وغاب العقل، وأصبح الإفطار والغداء والعشاء مَحشواً بالدين.
وسرق المزايدون الجُدُد حسابَ السماء لأميي الأرض مع صَبْغِه بالقداسة المفتعلة والمزيفة.
مظهرك هو دينك، وشيوخ المنابر يتحكمون في مأكلك ومشربك وحيض المرأة وذهابك إلى الغائط، وهجمتْ ملايين من الفتاوى المريضة والفجّة والمتخلفة فأبعدتنا عن العصر إلى الخُسر، ومن الخُسر إلى الحُصر، ومن الحُصر إلى العُسر.

أحاول فيما بقي لي من عُمْر أن أراجع نفسي بناء على المتابع الجديد المُكلبش في مجهوليات عنعنية أضيفتْ إليها خزعبلات في كل عقد؛ فإذا بُعِثَ نبيٌ من مرقده؛ فلن يتعرف على عُشْر العُشْر من التعاليم التي جاء بها.
خمسون عاما من عُمري نشرتُ خلالها آلاف المقالات، وعشرين كتابا ؛ لكنني أخشى أنْ ينصرف قرائي الأعزاء إلى عالمِهم الجديد، والسهل، والسريع، والتصويري المُلون!

القاريء الحديث يبحث عمّا يقرّبه من الدين الذي ينقل مباهج الدنيا للخوف من حساب الآخرة؛ وفـْـق أقوال وخُطب المنبريين، ويبحث عمّا يبعده عن السلطة السياسية والتنفيذية والأمنية في عالــَـمٍ يتحاور حول جنته وجحيمه 1400 مليون نسمة، مقيّدة ألسنة وعقول وقلوب أكثر مؤمنيه برجال هبطوا من كوكب مجهول، وأرنبوا المؤمنين بالخشية من سادية أرحم الراحمين، ومن سادية سيد القصر في عشرات الدول التي يتبع أكثر سكانها خاتمة الرسالات السماوية، فالسماءُ والقصرُ لهم بالمرصاد، ورجل الدين يُخفي يونيفورم الأمن، والشرطي لا تــَـبين الجبة والقفطان، فهي في صدره.

ما يحزنني في الكتابة العصرية أنها من طهارتها وغضبها وتمردها تجذب كل صور الشتائم ويتكالب عليها الذباب الحقيقي و.. الالكتروني.

والأكثر حُزنا أنَّ أنصافَ الأميين وجدوا أحاديثَ الدين ودعم السلطة تُسهّل الطريق إلى سطوة الجهل، الوطني والديني، حتى أن ثلثي عالمنا الثالث يستطيع أيّ حمار أنْ يدخله من أوسع الأبواب؛ فتستقبله الجماهير، فاتحاً كأنه فارس مغوار، حاملا معه النــظرية الجديدة باسم السماء والقصر.

في مراجعاتي الجديدة أفكر كثيرا في الصورة والفيديو، لكن مع وجود ملايين الهزليات، والتيكتوكيات، والسرقات المقتطّعة من الأفلام، تنزوي الأعمالُ الفكرية والجديدة والمفيدة في ركنٍ قـَـصيٍّ، حتى يأتيها مُشاهــِـد يحترم العقل والوطن والثقافة، وحتى الترفيه المُثمر.

لم أقرر بعد نوعية مراجعاتي، لكن الفكرة تختمر على مهل.
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 29 مايو 2022



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات نافارونية!
- النضوج عشر سنوات في كل عام!
- لا تُحاكموا سيدة المترو!
- المرض أقوى من الموت!
- قبل أنْ تغادر الدنيا!
- لماذا لم تردّ على اتصالي؟
- لهذا لا أردّ إلا قليلا!
- السلفي فضيحة!
- هل تجوز التهنئة؟
- من أقوال طائر الشمال
- لماذا تعتبر المرأة المسلمة نفسها حيوانا؟
- لا فائدة في العلوم والثقافة والآداب والإنترنيت!
- العدالة لروح جوليو رجيني!
- لا تُصدّقوهم إذا قالوا: الله أكبر!
- من قال بأنَّ أمَه ماتت فقد كذبَ!
- الحُكم بالسجن على رجل شجاع!
- دراكيولا يبني مُجَمّعًا للسجون؛ ويُغنّي له!
- لماذا التيارات الدينية الإسلامية تكره اللهَ؟
- لماذا لا تُقنع مُضيفيك بالإسلام؟
- لماذا المؤمنُ يحتقر الملحدَ؟


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - في الطريق إلى مراجعاتي!