أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - ذكريات نافارونية!














المزيد.....

ذكريات نافارونية!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 7238 - 2022 / 5 / 4 - 03:06
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


انتهيت لتوي من مشاهدة فيلم (مدافع نافارون)، وكانت المرة الأولى التي شاهدته فيها منذ ستين عاما، وعمري تجاوز الخامسة عشر. وبين الأولى والأخيرة ستة عقود مرّت عيناي على الفيلم عدة مرات، وفي كل مشاهدة يحدد نضوجي وقتها مدىَ قُربي وبُعدي عن الفيلم، سياسيا وسينمائيا ولغويا؛ حتى أنني زرت مع ابني ناصر جزيرة كريتا تسع مرات، ومع ابني مجدي مرة واحدة.
كل الأشياء تحددها مساحة خبراتنا في الحياة وتجاربنا وذكرياتنا، وننضج فنبتعد أو نقترب، وأحيانا تزداد رؤيتنا وضوحا، وأحايين أخرى نضحك على سذاجتنا وعباطتنا، أو نكتشف ملامح خفية من حياتنا عن طريق الفن السابع.
السينما في حياتنا لها قوة تأثير كبيرة فتتسلل إلى مسارب النفس، وتستدعي من الماضي دور العرض، وصحبة الأصدقاء، وأماكن أصبحت لاحقا جزءًا من حياتنا، حتى الموسيقى والنغم واختفاء الأبطال الوهميين مع العُمر ثم القبر.
هناك أفلام تلتصق بعاشق السينما فلا تبرحه حتى اللحد، وهناك أصوات وروائح ومَشاهد قادرة على أن تأتي لك بأعز الناس وأقربهم كأنها عفريت من الجن أو مصباح علاء الدين.
السينما أيضا تخدير إعلامي لا يشفيك منه غير النضوج المبكر، وجذور الثقافة لئلا تقع في مصيدة المودة الاستعمارية.
كل الذين هاجروا لعبت ذكريات السينما دورا كبيرا في التحفيز للخروج من الصندوق إلى العالم الرحب، والتعجيل في البحث عن وطن جديد لم تولد على أرضه، لكنك عرفته في خيالك.
الحب والسياسة والمغامرات والفنون والتسامح، وأيضا عكس كل هذه الأشياء ترسمها في نفسك السينما وتظل معك ما حييت حتى لو ضم ترابُ الأرض أبطالــَـها سنين عددا.
فيلم "مدافع نافارون" تمصّر منذ ستين عاما في سينما ستراند بالاسكندرية تحت اسم "نضال الأبطال"، تماما كما تمصّر فيلم "جامع الفراشات" لترانس ستامب وسامنثا إيجار فحمل اسم "شقة المحروم".
تبدأ في ريعان شبابك بالاعجاب؛ وتعلــّـمُك الكهولةُ النقدَ، ثم ترفع الشيخوخة كل صور الدهشة؛ لكن الفيلم يعيش وأنت تموت، وتستمر الحياة، وتأتي أجيال تصفق، وتهلل، وترقص، وتحلم على أفلام مات أبطالها ومُشاهدوها.
كنت عضوا في نادي السينما( قبل خمسين عاما من هجرتي لأوروبا)، وتابعتُ بعض محاضرات مصطفى درويش وهو يشرح لنا خبايا بعض الأفلام، خاصة من أوروبا الشرقية.
بعد مئات الأفلام طوال عُمرك؛ عليك أن تُحصي خسائرَك ومكاسبـَـك، وغالبا لن تستطيع؛ فالأفلام تدلف إلى مكان مجهول في عُمق النفس، ثم تختفي ولا تخرج قبل أن يستدعيها حدث أو فكرة أو رائحة أو نغم أو حوار .
مئة فكرة راودتني خلال مشاهدتي الفيلم اليوم، الحرب العالمية الثانية، الاستعمار، النازية، المقاومة اليونانية، عُمر المختار الذي لعب شخصيته أنتوني كوين وإيرين باباس، جريجوري بيك بفيلمه الذي لا أنساه( أطفال من البرازيل)!
كلنا تأثرنا بالسينما في جوانبها السلبية والايجابية.
السينما حياة حتى لو قامت على الأوهام.
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 3 مايو 2022



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النضوج عشر سنوات في كل عام!
- لا تُحاكموا سيدة المترو!
- المرض أقوى من الموت!
- قبل أنْ تغادر الدنيا!
- لماذا لم تردّ على اتصالي؟
- لهذا لا أردّ إلا قليلا!
- السلفي فضيحة!
- هل تجوز التهنئة؟
- من أقوال طائر الشمال
- لماذا تعتبر المرأة المسلمة نفسها حيوانا؟
- لا فائدة في العلوم والثقافة والآداب والإنترنيت!
- العدالة لروح جوليو رجيني!
- لا تُصدّقوهم إذا قالوا: الله أكبر!
- من قال بأنَّ أمَه ماتت فقد كذبَ!
- الحُكم بالسجن على رجل شجاع!
- دراكيولا يبني مُجَمّعًا للسجون؛ ويُغنّي له!
- لماذا التيارات الدينية الإسلامية تكره اللهَ؟
- لماذا لا تُقنع مُضيفيك بالإسلام؟
- لماذا المؤمنُ يحتقر الملحدَ؟
- تكبير.. أحرق اللهُ رسامَ الكاريكاتير!


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - ذكريات نافارونية!