أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي مهدي الاعرجي - هستيريا سياسية ومفهوم الدولة














المزيد.....

هستيريا سياسية ومفهوم الدولة


علي مهدي الاعرجي
انسان

(Ali Mahdi Alaraaji)


الحوار المتمدن-العدد: 7652 - 2023 / 6 / 24 - 14:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لنتفق ان الدولة هي منظومة او هيئة او مؤسسة تعمل الى ادارة وتنظيم الواقع السياسي للمجتمع بحدودها الثلاثة الأرض الماء و السماء .لكن اليوم احاول ان اطرح فكرة فلسفية عن مفهوم الدولة لربما تأخذنا الى موقف صادم محمل بالغرابة و يعطي انطباع مرعب يختلف عن الانطباع أو الصورة التي يطرحها بيلتشيلي او اسمان او ليبر او ادوجي و توماس ويلسن .الدولة هي ليست مجموعة من الافراد والارض او الاقليم و حدود مرسمة , بل هي نظام يستبيح جميع حقوقك ضمن خطوط و مصنفات مشرعة من قبل طبقة حاكمة أتيح لها بمقدور الجميع ان تتسلط وتهيمن على مقدرات الأفراد .إن فكرة الدولة غير رحيمة فهي الجهة التي تشرع وتحتكر العنف تحت عنوان تنظيمي واداري لحياة الشعوب فهي بالمطلق لا تفقه في مفهوم الرحمة وهنا يتبلور الجانب المظلم من مفهوم الدولة حيث تضع حدود وسقف الحريات والتعامل والتبادل التجاري وتتدخل حتى في تكوين الاسرة .كما أسلفت هذا يأتي تحت امر وتفويض المجتمع وجميعها تقف على مرتكزات تسمى القانون والدستور. بصورة مختلفة ان الشعوب تمنح مجموعة من الافراد الحق في قتلهم وسلب أموالهم و التحكم في أمور حياتهم اليومية .نعم هي فلسفة سلبية لجانب تنظيمي أوجده العقل الجمعي تحت عنوان واشارة العالم الحديث. لكن لو ذهبنا لحظة واحدة لمعرفة الجانب التعسفي لوجدنا مفهوم الدولة مخيف في مصنفاتها العامة المدنية أو الديمقراطية او الديكتاتورية الخ من حيث فرض الأفكار على المجتمعات من قبل الحكام وهذا النهج تعسفي وان كان تحت مسمى الحريات , مثلا ما تمارسه الدولة من دعم لفكرة الشذوذ و المثلية يمكن أن يصنف تحت عنوان التعسف القهري ضد المجتمع حيث تلزم الجميع باحترام ما يخالف العرف و العقل البشري تحت عنوان الحريات كذلك تحول نهج الدولة الى ديني وتتمحور الدولة بطابع وصياغة دينية مذهبية تفرضها على الجميع بشروطها المستبدة كما شهدناه من الزامية الحجاب في بعض الدول المسلمة وعدمه كما في فرنسا او الزامية المعتقد او الزامية التجنيد العسكري وغيرها .هنا يمكن ان ندرك ان هذا المسمى قادر على تغيير جميع خطوط طبيعتك البشرية لمجرد أن يتفق مجموعة من الافراد على فكرة لتطبيقها على الجميع .وهذا وجه حقيقي الى الديكتاتورية و التعسف . ان تملي علي وعلى ملايين من البشر مزاجك الخاص و علينا ان نستمع الى افرازاتك المرضية هو بحد ذاته فكر متطرف سواء يميني ام يساري ام معتدل وهذا جميعه يحصل في اطار الدولة .هنا يجب ان نشير الى ان الخوف اليوم من الدولة المتغيرة او المتجددة وليس من الدولة الكهولة و هنا اشير الى الحقبة الزمنية التي يتسنم بها رجال الدولة إدارة الحكم .هناك بعض الدول الديمقراطية إلا أنها تعاني من كهولة في النظام الحاكم حيث يجثم على صدور الشعب حاكم منتخب لدورات ثلاثية و رباعية يرسم في حكمه سياسة ثابته لا تختلف عن الحاكم الديكتاتور الذي يلتصق في الحكم لسنوات لذلك تتحول الدولة الديمقراطية الى دولة ديكتاتورية بموافقة الأغلبية .التشبث بالحكم لأكثر من دورتين يعتبر نظام ديكتاتوري بموافقة الأغلبية .هنا خرج مفهوم الدولة من العتمة الى مفهوم الإرهاب الاختياري نعم الإرهاب النسبي الذي يمارس من قبل الأغلبية على الأقلية فيتحول كابوس الدولة الى كابوس الإرهاب ويظهر هذا في الدول المتعددة القوميات حيث هناك نهج اغلبية أي نصف زائد واحد تحدد مصير الأقلية ! وتفرض عليهم قوانين و فكر ومعتقد بالجمع. هذه أيضا واحدة من مسالك الاضطهاد الجمعي الذي يتفرد به فكر الدولة. انا لا اقصد ان اسيء الى مفهوم الدولة لكن ارغب ان اشير الى ان الدولة يمكن ان تقاس بأكثر من مفهوم. الا أنها أفضل محدد تنظيمي أوجده الإنسان حتى هذه الساعة.



#علي_مهدي_الاعرجي (هاشتاغ)       Ali_Mahdi_Alaraaji#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكره الله
- التحليل السياسي بين الرقص و التطبيل
- هستيريا الديمقراطية التوافقية
- تجارة التحليل السياسي وتلون الحديث الإعلامي
- تصدعات فكرية لمجتمعات ما بعد الحروب
- الله,انا ,الوهم,و الوجود
- الأنظمة السياسية تنتج معارضة شبيهتها
- ثرثرة سياسية
- غباء شعب
- مبادرة الشرق للانسداد السياسي في العراق
- كيف تصنع صنم مقدس
- التُّرَّهَةُ في الشك وافكار انسانية
- غويران الحسكة وحرير العراق اغرد خارج السرب
- ايران ما بعد سليماني والمد الافقي في العراق وشمال افريقيا
- التكوير و القيامة بين النص و العلم الجزء الثاني
- التكوير و القيامة بين النص و العلم الجزء الاول
- فكرة عن المشهد العراقي ولا يوجد عراق جديد
- خربشات, ديمقراطية العراق و الجهاز الهضمي مخرجات اجتماعية
- حديث عن المارثون الشعبي للتملق قبل الانتخابات
- خربشة عن غرابة طبقات المجتمع العراقي والصراع السياسي


المزيد.....




- الجهاد الاسلامي: العدوان الاسرائيلي اعتداء صريح على الشعب ال ...
- الجهاد الاسلامي: توسيع -إسرائيل- احتلالها للأراضي السورية يث ...
- ما رسائل الشرع من زيارته الجامع الأموي وكيف تغيرت شخصيته؟
- الجولاني من داخل المسجد الأموي في دمشق: الأسد ترك سوريا مزرع ...
- رئيس أكبر فصيل معارض بسوريا: سقوط بشار الأسد انتصار للأمة ال ...
- محبوبة الملايين.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على عرب ونايل ...
- -هذا النصر تاريخ جديد للمنطقة-.. شاهد كلمة الجولاني من الجام ...
- من الجامع الأموي.. الجولاني يوجه كلمة عن -النصر- (فيديو)
- مآذنه صدحت بسقوط بشّار الأسد.. ماذا نعرف عن تاريخ الجامع الأ ...
- -حي الله بالشيخ-.. شاهد ترحيب السوريين بالجولاني عند الجامع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي مهدي الاعرجي - هستيريا سياسية ومفهوم الدولة