أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - آدم وغفران والتاريخ














المزيد.....

آدم وغفران والتاريخ


ثامر الحجامي
كاتب

(Thamer Alhechami)


الحوار المتمدن-العدد: 7651 - 2023 / 6 / 23 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قصة حب موغلة في التاريخ، تتشابك فيها الأيدي تارة وأخرى تفترق، وتلتقي عيون العاشقين لسنين يتبادلون همس الشفاه ونجوى الحب والغرام، ثم ما يلبث أن يكون الفراق بينهم لعقود..

أحيانا يكتفي أحدهم بأن ينظر الى خليله ليرى كيف أصبحت أحواله، وأحيانا أخرى تسود بينهم مشاكسات العشاق، وتارة حقد الأحبة، ثم ما يلبثان أن يلتقيان لتعود حكاية العشق مرة أخرى.

هي ليست حكاية آدم وحواء التي حدثت في السماء، وإنما مسلسل عشق بين آدم وغفران يحدث أمامنا طوال عقود، وأحداث تتجدد بين الأجيال وهم يشاهدون آدم متيما بوصال غفران، التي تهواه لأيام وتخاصمه لسنين، فتبتعد عنه ثم ما تلبث أن تعود، تحاول أن تخالف الحقيقة التاريخية، وترسم مسارا لها والذي ما يلبث أن يقودها نحو آدم، لكنها تعاند نفسها ويغلبها التكبر، عن مد يدها الى شريكها الأزلي.

مرات كثيرة وسنين طوال، كانت غفران التي لا تملك ثقة بحب آدم، تحاول أن توجد كيانها الخاص بها لوحدها، علها تتفوق على آدم وتثبت أنها أكبر من ذلك الحب، فتدور بين البلدان، تلتقط صورة هنا وتبتسم هناك، تجمع حولها من تظن أنهم سيرفعون من شأنها، تمشي بشموخ فوق السجاد الأحمر لتصافح الأبالسة، الذين همهم إفتراسها وجعلها غنيمة لهم، ثم ما تلبث أن تصاب بالصدمة والإحباط، من هول ما رأت من مكر وخداع وفتن كادت أن تحرقها..

أما أدم فيقف منتصبا مواجها مصاعب الحياة، وهول الأحداث التي مرت عليه، وكادت أن تمحيه من الوجود، وفراق غفران التي تكابر بالإبتعاد عنه، لكنه ينفض غبار السنين الثقال، ويستعيد تاريخه ليقف شامخا متألقا، الجميع يحاول التقرب ومصاحبته، فقد صار نجما ساطعا وإسما لامعا، ورغم ذلك ما زالت غفران تملك قلبه، كونها قرينه التاريخي، وهو بإنتظار ذلك اليوم الذي تأتي فيه فاتحة ذراعيها إليه..

العراق ومصر هما تاريخ هذه الأرض، بلدي الشمس التي أشرقت على العالم، وموطني الحضارة عبر التاريخ، فزقورة بابل تشهد للعراق، ومصر تشهد لها الإهرامات، هما الجناحان اللذان يطير بهما الشرق، وهما مدارس الحضارة والمعارف والعلوم والكتابة، وهما بلاد الأنهار التي تروي الأرض فتجعلها خضراء، وفيهما مهبط آدم ومدفن نوح وإنطلاقة إبراهيم، وهناك أرض يوسف.. في العراق المملكة التي حكمت الجهات الأربع، وفي مصر إمبراطورية أخناتون العظيم.

شهدت العلاقة بين العراق ومصر مراحل متفاوتة، فأحيانا تشهد تواصلا وإرتباطا وثيقا، وأحيانا أخرى تمر في مراحل جفاء وبرود يصل الى الخصومة، بحسب أهواء السلطات الحاكمة ورغباتها، دون النظر الى مصالح شعبي البلدين، الذين تجمعهما أواصر تاريخية كبيرة، ولطالما كان النظام السياسي في العراق يميل نحو الشرق، فإن النظام السياسي في مصر يميل نحو الغرب، إلا في أزمنة متفاوتة، ومتى كانت العلاقة متينة بين البلدين، كانت المنطقة تشهد إستقرارا كبيرا، وأغلب الأحداث المهمة والإنجازات الكبيرة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، عندما كان هذين البلدين يتوافقان على أهداف محددة.

بعد الزيارات المتعاقبة لثلاث حكومات عراقية، بدأت تتضح بوادرعودة العلاقة بين آدم وغفران، وأن علاقة الحب الأزلي بدأت تشتعل شرارتها مرة أخرى، وبدآ يمسكان بأيدي بعضهما من جديد، فقدر هذين البلدين أن يتحالفا معا، فهما يملكان كل المقاومات الإقتصادية والبشرية والجغرافية، التي تجعلهما يمثلان مرتكزا مهما في الشرق الأوسط والعالم، وإذا ما دامت هذه العلاقة وتطورت سيكون تأثيرها كبير على الأوضاع السياسية والإقتصادية في المنطقة برمتها.



#ثامر_الحجامي (هاشتاغ)       Thamer_Alhechami#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث سنوات خضر
- علي كافل اليتامى
- عرس خليجي بنكهة عراقية
- الجمهورية الخامسة
- الخميس الأبيض
- المشهد العراقي بعين الإنصاف
- نحن واليابان والله المستعان
- صيني بس بالإسم
- سيدة المقابر
- العراق.. عيد ومبادرات
- مشكلتنا الأكبر.. الكتلة الأكبر!
- إنبوب النفط العراقي الى الأردن.. ضرورة أم خيانة؟
- بإنتظار الجلسة الأولى
- أغلبية حقيقية وأخرى مزيفة
- نتائج الانتخابات وخيارات المرحلة القادمة
- تركنا الدراسة وإنشغلنا بالسياسة
- الإنتخابات الفتنة
- قمة بغداد وإستعادة الثقة
- الدولة التي أرادها الحسين
- الأولمبياد العراقي والمرشحون للفوز


المزيد.....




- -مستوطنون إسرائيليون- يخربون موقعا أمنيا في الضفة الغربية وي ...
- -عثر على المشتبه به ميتًا-.. مقتل رجلي إطفاء في إطلاق نار بو ...
- بكين تستضيف أول مباراة كرة قدم بين الروبوتات في الصين
- بعد إيران.. هل تستطيع أميركا تنفيذ السيناريو نفسه في كوريا ا ...
- ردّا على شروطها لاستئناف المفاوضات ترامب -لن يقدم- شيئا لإير ...
- حموضة المحيطات تتجاوز الحدود الآمنة والخبراء يحذرون
- مستشار خامنئي: إسرائيل بعثت رسائل تهديد لمسؤولين إيرانيين
- تايمز: جواسيس إسرائيليون داخل إيران منذ سنوات وربما لا يزالو ...
- أكسيوس: أوجه حملة ضغط ترامب لتأييد نتنياهو
- هآرتس: أهل الضفة الغربية يذبحون بهدوء


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - آدم وغفران والتاريخ