أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وائل باهر شعبو - برجزة الثقافة














المزيد.....

برجزة الثقافة


وائل باهر شعبو

الحوار المتمدن-العدد: 7646 - 2023 / 6 / 18 - 20:27
المحور: كتابات ساخرة
    


لا بد من إعادة ذلك مراراً وتكراراً
الثقافة هي الأداة التي بها يتطور الإنسان ويتحرر من أي شرط غير إنساني يخضع له من خلال تنوير العقل بوعيه وبلاوعيه وتحفيزه ضد كل ما يضر بالحياة والإنسان
والمعرفة والعلم والفن بكل أشكالها وتشكيلاتها هي أدوات الثقافة لتطور وتحرر الإنسان
وهذا هو الهدف المقدس للإنسان "العدالة التي تحمل ضمنها معنى الحرية"
لكن الثقافة كما كل شيء عندما يقع بإيدي البرجوازيين الكبار منهم والصغار فإنهم يحرفونه عن هدفه الإنساني الأخلاقي النبيل وهو العدالة -الحرية يتحول إلى أداة سيطرة وتضليل
والثقافة على يد البرجوازيين -الذين هم للأسف برؤوس أموالهم يتحكمون بالبنية التحتية - تتحول إلى تسلية وتفاهة أوبرستيج "زينة معنوية هدفها الاستعراض" وهي ليست كذلك بالمطلق
لذلك نرى العالم بكل بساطة بهذا الشكل التافه والسطحي والاستعراضي
فمن يدفع يقرر
فليس الآن وظيفة الثقافة الأصلية هي المواجهة مع الفقر والظلم بل التسطيح والاستغباء والاستحمار والتجهيل " والإعلام هو الحامل الإساسي لهذه الآليات"
ما نجده سواء في الدول الغنية أو الفقيرة هو أن الثقافة خضعت لرؤية الرأسمال المسيطر للحياة
وهي بكل بساطة عمل كالآلات واستمتاع كالحيوانات مهما كان حجم العمل مهما كان حجم الاستمتاع الجسدي أو المعنوي
والفرق بين العامل الذي يعمل في أمريكا والذي يعمل في بنغلادش هو فرق بالشكل وليس بالجوهر
فكلاهما غايته فقط جمع النقود لصرفها
أي الاستهلاكية
وليس الفرق المادي بينهما أو بين ما يملكان إلا كما قلت شكلي له علاقة بحجم الرأسمال الذي يشتغل عنده العامل أو الموظف
وما يسمونه الثقافة الاستهلاكية هو ضدثقافة
فاللعب بالكلمات لا يجدي لتغير معنى كلمة
فالاستهلاك هو مجرد حالة حيوانية لشخص ولد ليعمل ليستمتع فتتلخص حياته ضمن هذه الدائرة
أما الثقافة فهي لشخص ولد ليعرف ليغير
ومن المفروض أن من يهتم بالثقافة غايته ليست مجرد نقل الأخبار أو الفهلوية على الشعب المسكين
لكن القتال والكفاح ضد الظلم وعبوديته وكذبه لصالح العدالة وحريتها وصدقها
إن من يلاحظ ماذا ينشر من منتجات تفترض أنها ثقافية في كل أصقاع الأرض
لا يرى أبداً إلا نادراً ما يمكن أن يكون مفيد لقضية الإنسان في التحرر
وإن رأينا شيئاً مفيداً لقضيتنا الإنسانية فإنه لا يعدو أن يكون لمهرجانات واحتفالات البرجوازية الصغيرة
التي حولت آلام الناس إلى موضوع تسلية بل حتى إلى ترفيه للتصفيق واستحضار التعاطف "البرستيجي" الزائف للبرجوازية الصغيرة
لقد قال سعيد بنكراد :لم يولد الإنسان حرا ، لقد ولد لكي يتحرر
وهذا هدف الثقافة الأسمى
أي ليس أن نتلهى بما نقرأ ونكتب وننسى ظلمنا وظلم من حولنا
وليس أن نستعرض فهلوياتنا الفنية والأدبية
بل أن نحرر أنفسنا مما يفرضه علينا
أسيادنا الذين يستأجروننا.
تفكيييير



#وائل_باهر_شعبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد الثقافة وما بعد الإنسان
- أيها المثقف : طوبز زين تاخد زين!
- أن تكون حثالة
- وأين عضلات العقل؟ وأين أنوثته؟
- الحجاب التافه كعنف رمزي ضد الرجل والمرأة
- حذاء زيلنسكي ورؤوس المعارضة السورية
- سقطت سورية وبقي الأسد ...تكبييييير
- فيلم رعب إباحي
- لو يصبح العقل قضيتنا الأولى
- القمل الثوري المنفزر والبدودولار
- شمع أسود
- هل يعمل المسلم لإسلامه إم لمصلحته المادية؟
- شاعر شرير
- بفضل الله ينتصر الشيطان دائما ...تفكيييير
- بورخيس وسيوران يزوران سورية
- قصائد من زجاج مخمور
- أحن إلى قبر أمي
- قبر من قناني الخمور قبر من زجاجات العطور
- الضحايا السوريون
- الدخيل المنشق


المزيد.....




- الشعر في أفغانستان.. ما تريده طالبان
- أكثر من 300 لوحة.. ليس معرضا بل شهادة على فنانين من غزة رحلو ...
- RT العربية توقع اتفاقات تعاون مع وكالتي -بترا- و-عمون- في ال ...
- جامع دجينغاربير.. تحفة تمبكتو ذات السبعة قرون
- حملة ترامب تطالب بوقف عرض فيلم -ذي أبرنتيس- وتتهم صانعيه بال ...
- ذكريات يسرا في مهرجان كان السينمائي
- فنانو مسرح ماريوبول يتلقون دورات تدريبية في موسكو
- محاكمة ترامب.. -الجلسة سرية- في قضية شراء صمت الممثلة الإباح ...
- دائرة الثقافة والإعلام الحزبي تعقد ندوة سياسية في ذكرى النكب ...
- كراسنويارسك الروسية تستضيف مهرجان -البطل- الدولي لأفلام الأط ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وائل باهر شعبو - برجزة الثقافة