أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وائل باهر شعبو - بورخيس وسيوران يزوران سورية















المزيد.....

بورخيس وسيوران يزوران سورية


وائل باهر شعبو

الحوار المتمدن-العدد: 7595 - 2023 / 4 / 28 - 14:23
المحور: الادب والفن
    


كُمون فيك

لأن أصابعك فتتني
تجرأت واسترقت لمسة من فَراشَها
ليكف قليلاً حفيف لحمي بجلدي
وكان من الممكن لو أني لم أكن مثل نبات العليق
حلواً حامضاً وجارحاً
أن تكوني صديقتي
وكان من الممكن لو أني لست معجباً بعقدي النفسية
وأبيحها كالحرام
أن تكوني إنسانتي
وكان لأصابعك أن تكون نعاسي
وكان من الممكن أن تجمعنا صدفة حقيقية
لولا ماخور التفكير الذي أستنبته في رأسي
كان من الممكن
أن نقود دراجتينا إلى بحيرة ألمانيّة
ونسكر هناك بفوحان الحرية
ونسبح عراة بكل خطايانا
ولكان أيضاً
لو أني لست في رِجس الصحراء وُلدت
حيث أبكي وأضحك رملاً خريفياً
أن تكوني بكل رقتي
حبيبتي.


الجدان الألمانيان

Für Elli und Erich
الجدود كالأشجار
هما شجرتان عتيقتان دافئتان
يمكن أن تكونا سنديانتين أو صفصافتين أو كليهما
أو غيمتين
نبتتا على جذعين
لديهما جذور مرجانية عميقة
يفردان ظلالا من الكشمير
ويمكن أن يكونا جدين حتى للأبوين
عندما جاءت أديل من أرض مجازر البترودولار إلى أرض المفكرين والشعراء
جاءت بلا جذور ولا أغصان
ولكن في أرض الألمان وجدت هدية
حيث ظللتها بالكشمير
شجرتان عميقتان.


البيت الأزرق بجانب سيارة الفولفو البيضاء

في هذه المنطقة من ألمانيا الرائعة
أمر بجانب البيت رقم 57
هماك تقف سيارة فولفو بيضاء بجانب مدخل قديم أزرق
فوق هذا المدخل نبتت جديلة من ورق العنب
هناك تسكن فنانة وبروفيسور
في الحديقة النائمة تخلق هيلغا من المعدن
الأحلام البراقة
بينما في مكتبه يكسي هانس الآلات بجلدها وألوانها
وهويتها
هناك استمعت إلى بيانو شبق
هناك أكلت أزهار الكوسى المقلية
هناك كنت شبحاً أصيلاً
كل مرة عندما ألتقي بالبيت الأزرق أحييه بعيناي
البيت الأزرق بالضفيرة
الخضراء.

غرابة الغباء

الحمد للحياة على نعمة الرياضيات
بها استطعنا خلق العلم وترويض الفيزياء والكيمياء والهندسة والطب
الرياضيات نعمة فخمة
لدرجة أننا نستطيع أن نقيس بها مقدار الغباء وغرابته
الحمد للحياة على نعمة الرياضيات
نفهم بها كيف تحول الحيوان إلى إنسان
وكيف يتحول الإنسان إلى حيوان
الرياضيات نعمة
مثل الحرية
التي تجعلنا نفهم
كيف يمكن للبلاهة أن تصبح معجزة مقدسة
وكيف يمكن للحب أن يصبح مدنساً
الرياضيات نعمة
كالمنطق
ترتب وتنظم حياتنا
ولا يستطيع من لا يؤمن بالرياضيات أن يؤمن بالواقع والحقيقة
لكن فقط
بغرابة الغباء
وقداسته .


الهراء المتفجر

الكتاب المفخخ
الذي أنزلته الصحراء إلى السماء
هدية للأرض
وهداية للاعقي أدبار الجن
كتاب الإعجاز البلاهي
والعلمي البليغ
كتاب
إن لم تقرأه لن تخسر شيئاً
إلا تخلفك
وكراهيتك
وبلاهتك
لكن اقرأه
لتربح نفسك
وإنسانيتك
وإيمانك
بعقلك.


عندما ألعب الجَمالَ
الحقيقة لا تحتمل جمالاَ يثقل عليها

أيها الجمال
الذي يمقتنا
لأننا نحبه أقل من أنفسنا
أيها الجمال
الذي تُجردنا
من شهية غرائزنا
لتلبسنا شهية محنتنا
ونحن نلعب معك كالثعالب
أيها الجمال
لا تنتقم منا
لأنّا
ننساك عندما معويات الحروب الشرسة تهلل وتكبر
أيها الجمال
كفاك ترفاً ببشاعاتنا
بالمقهورين من الأطفال والنساء والشيوخ الذين لا يعرفوك
أو حتى الذين يعرفوك
أيها الجمال
الذي يتفنن
الديكة العنينون المختبئون خلف إصبعك بسذاجتك
وأنت تدخن السيجار تتأمل جماليات الفقر والذل
تتمطى بكسل بأحضان المثقفين البرجوازيين والمتبرجزين
المتفهلوين بمجاز الرياء الوضاء
الجبناء المشهورون
الذين يحتلمون بك
وهم يلاعبون صغار القرود وأمهاتهم الحبالى
لعبة جنازات الفزاعات
خوفاً من قول ماهو جميلاً حقاً
الحقيقة.

أضيء نافذتي عليكِ

في الليل
تتعتم غرفتي
فأضيء نافذتي عليك
لأقرأ كتاباً
أو لأستطيع أن أنام
في النهار
تعود غرفتي ظلماء
بمصابيحها
بمكتبتها
بسريرها
وبزريعتها
أغلق نافذتي عليك
لأستيقظ
من هَمّ البقاء.

سبحانك

كما القوّادون يسبّحون بحمدك
كذلك العاهرات
وكما تسبح الأحجار والأشجار والحيوانات بحكمتك
كذلك المرضى العضال
الأطفال المشردون والمغتصبون يسبحون برحمتك
وكذلك مغتصبيهم ومشرِديهم
سبحانك
الرجال المذّلون يسبحون بنعمتك
والشيوخ المهانون
والمعاقون
سبحانك
الآباء العاجزون أمام نسائهم وأطفالهم
كذلك الأمهات المقهورات يسبحون برقتك
وكل المظلومون والمقهورون والبؤساء
سبحانك
سبحانك ما أعظم شانك
إنك شهير
على كل شيء قدير
.تفكيييير

حلمت ببورخيس

يجهل بورخيس أني أعرفه
لكنه عرفني عندما رآني جالساً في حديقة تشرين في دمشق
أكرع وحيداً في الليل زجاجة نبيذ
وأنا أقرأ كتابه "سبع ليال
لم يكن أعمى
جلس بجانبي أخذ الكتاب وقرأ شيئاً منه بالعربية
لم يعجبه وقع شعره بالعربية
قال لي لا تُحِّجر الماء
لتطحن شعري
ثم أعطاني الكتاب وقال
ولا تعتقد أن العالم مصنوع من المكتبة كما اعتقدت أنا
ربت على كتفي بعدما نهض وقال
لا تقرأ بورخيس ثانية بالبدوية
واقرأ سيوران
لكن بالفرنسية
رفع قبعته بوقار
واختفى.

سيوران

تخيلت أني حلمت بسيوران
كنت عند جسر الرئيس مع الجموع الغفيرة أنتظر الباص
عندما لمحته يقف إلى سياج نهر بردى يقرأ متمتماً بصوت خَشوع للجثث المنسابة معه
كان يقرأ، يبتسم ،يمزق ثم يرمي الأوراق في النهر
قلت له مرحبا سيد سيوران
التفت نحوي باحتقار
ثم نظر بنفس الاحتقار إلى الجموع التي تنتظر الباصات
وعاد ونظر إلي وقال ساخراً أنا لا أتكلم العربية
je ne parle pas l arabe
وعاد إلى ما يفعله
كنت أريد أن أرتمي إليه و أحضنه وأنشج على كتفه
لكني لم أتجرأ وبدأت أنشج بدون وعي أمامه وهو يحاول أن يتجاهلني
إلا أنه التفت بتململ إلي وقد عيل صبره و أشار ألي أن أتقدم وأقترب منه
ربت على كتفي كأنه بورخيس
ثم تسلق بصعوبة حافة السياج وصرخ في النهر
Totes les eaux sont couleur de noyade
كل المياه لونها الغرق
ثم رمى بنفسه هناك
وبدأ يسبح بين الجثث
رأيته يسبح بعزم
كأنه يريد أن يسبق الجثث.

سورية

خرجت منك وأريد اخراجك مني كأني مغتصَبة تريد أن تستأصل مع جنينها رحمها
لا أريد منك أي سلالة
ولا أريد منك أي ربيع للآخرة العاهرة
سورية
المسكينة التي
لم تُغتصب كائنة من أبيها و اخوتها وجيرانها وأقربائها بالحلال كما اغتُصبتِ
سورية
لماذا التاريخ رماك بهاويته؟
تنبشين فيها
بحثاً عن ربكِ
هل أراد التاريخ أن يخدع نفسه وزمانه
فأبدع وحشية الكذب بالثورة البتروغازية
سورية
لا أشتاق لكنافتك
ولا لفولك وحُمَصك
لا لعرقك
ولا لهوائك و ماءك
ما أشتاق إليه هو أن تكون نسائك نساءً لا عورات أو حلويات
ورجالك رجال يستطيعون أن يفكروا بشيء غير الفَرج ""
أشتاق أن لا يخجل الحب فيك من نفسه
ولا يختبئ من سمرة حلاوته
أشتاق للحرية ألا َّتُقبحها وتقَحِبها مآذنك
أشتاق أن يسمى الباحثون علماء
وليس حراذين القمع والإرهاب والديكتاتورية
مجتروا سجع الكهان وبعر الصحراء
أشتاق أن أمشي فيك لست خائفاً من نفسي
كما يخاف المؤمن من أن تغويه نسمة عطرة
أشتاق
قبل أن أموت أن أرجع للأصدقاء والأقرباء
من دون أن أتوقع في كل لحظة
أن تقصلني عن حريتي
ديكتاتورية الأرض
أو السماء.



#وائل_باهر_شعبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصائد من زجاج مخمور
- أحن إلى قبر أمي
- قبر من قناني الخمور قبر من زجاجات العطور
- الضحايا السوريون
- الدخيل المنشق
- افتراسفوبيا
- سورية
- افتساد
- ملاعب كأس العالم الفارهة للاجئين المسلمين
- بروباغاندا ديمقراطية
- الذين يوجعهم الفهم
- ومن منجزات الحركة التصحيحية المنحطة العورة السورية السافلة
- المسلم الناقص والمسلم الكامل الحقيقي
- زياد الرحباني صلاة الآلهة عليه
- زبائن التواصل الاجتماعي الإرهابيين
- إيران ومسح إسرائيل من الوجود
- إرهاب التواصل الاجتماعي
- الحمد الله على نعمة ديكتاتورية الجهل
- كلنا شارلي إيبدو أو رهافة الإرهاب
- القرآن كعادة للجهل والإرهاب والديكتاتورية


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وائل باهر شعبو - بورخيس وسيوران يزوران سورية