أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - الرؤية الكونية للوجود














المزيد.....

الرؤية الكونية للوجود


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7635 - 2023 / 6 / 7 - 14:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ألرؤية آلكونية للوجود:

ألرؤية الكونيّة أو رؤية العالم مصطلح فلسفي.. أوّل ما بدأ في الفلسفة الألمانية Weltanschauung ليدلّ على مفهوم أساسي مستخدم في هذه الفلسفة والايبستمولوجيا و تشير إلى طريقة «الإحساس و فهم العالم بأكمله» wide world perception.

و بالتالي يمثل الإطار الذي يقوم من خلاله كل فرد برؤية لتفسير العالم المحيط والتفاعل معه و مع مكوناته قد ترتقي لتكون نظرية معرفية كونية لتفسير الوجود وبناء الحضارة الكونية اللائقة.


بالرغم من أن (ديلتاى) Dilthey قد صاغ مصطلح Weltanschuung الذي يعنى «رؤية العالم» World View إلاّ أنّ الفضل في ترشيح وتوضيح ذلك المصطلح أو التصور و نشره و تقديم تصورات أخرى مماثلة يرجع لعلماء الاجتماع والانثروبولوجيا أمثال ماكس فيبر Maxwe و لقد نجم عن التوسع في استخدام مفهوم «رؤية العالم أن ظهرت مصطلحات أخرى تتداخل معانيها مع ذلك المفهوم أو تستخدم نفس المعنى، و من هذه المصطلحات» نظرة أو رؤية. Vision و صورة Image و توجيه معرفيّ Cognitiveorientation، و رؤية معرفية Cognitiveview و منظور رؤية العالم World view Perspective، و مبادئ متضمّنة Implicit premises، وافتراضات أساسية Basic Assumptions و روح الثقافة Ethos و خرائط معرفية Cogntivie Maps ونحو ذلك. و نقد الدراسة التحليلية التي قام بها (ماكس فيبر) لرؤى العالم عند أصحاب المذهب البروتستانتي دراسة رائدة في العلوم الاجتماعية.

يرى فيبر أن رؤى العالم كان لها تأثير عميق في تأسيس مبادئ أصحاب المذهب البروتستانتي في أوروبا في القرنين السادس عشر والسابع عشر. و رؤى العالم لدى أصحاب المذهب البروتستانتي و التابعين للمبادئ الكلفينية Calvinism تفسر الأمور الدنيوية من خلال مضمون ديني، و هي تفسر الكون أو الالم ككل طبقاً للأطر والمبادئ التالية:

١. أن الكون قد خلقه إله متسام متعال.

٢. أن الكون له معنى فقط من خلال علاقته بإرادة الله.

٣. النظرة للإنسان على أنه أداة أو وسيلة تتأسّس بها إرادة الله على الأرض.

٤. الناس لديهم قابلية لارتكاب المعاصي طالما هم منغمسون في الملذات الحسية الدنيوية.

٥. الإيمان بالقضاء والقدر واعتبار الخلاص منحة وعطاء من الله.

كما يرى فيبر أن سعي الفرد نحو الخلاص يعتمد بشكل أساسي على رؤيته للكون أو صورة العالم التي لديه، فالخلاص يكون له معنى فقط عندما يعبر عن صورة متعلقة و متسقة عن العالم " وعندما يمثل " وقفة في مواجهة العالم".

ويرجع الفضل لروبرت ردفيلد Ropert Redfield في بلورة تصور أو مفهوم «رؤية العالم» و تحديد معناه وخصائصه، وهو يضع الإطار النظري العام لمكونات أو عناصر رؤى العالم و هي:

١. الذات self وهي تعتبر محور رؤى العالم التي من خلالها يمكن ملاحظة العالم أو الكون.

غير الذات و يشمل هذا العنصر سائر البشر أو الآخرين من الناس غير البشر، و يشمل ذلك الطبيعة و الله.

٢.المكان

٣.الزمان.

يعتبر (كليفورد جيرنر) Clifford Geer. من علماء الأنثروبولوجيا الرمزية الذين أسهموا إسهاماً كبيراً سواء من خلال دراساتها أو من خلال تلاميذهم في تأصيل وتدعيم تصور «رؤية العالم».

يميز جيرتز بين تصور «رؤية العالم» و مفهوم «روح الثقافة Ethos» فالمفهوم الأول يرتبط بالجوانب العرفية والوجودية، بينما المفهوم الثاني –روح الثقافة- يرتبط بالمكونات الأخلاقية والتقيمية و الجمالية.

و اهتم جيرتز بدراسة التغيرات التاريخية التي إلا بالله تطرأ على رؤى العالم في المجتمعات الإنسانية واختص بالدراسة مجتمعين إسلاميين تعرضت رؤى العالم فيها لنوع من التغير. وذهب جيرتز إلى أن رؤى العالم التقليدية في كل من أندونيسيا والمغرب قد تحولت وتغيرت نتيجة للاحتكاك الثقافي والاتصال بالحضارة الغربية، و تقدم العالم أو رؤى العالم القائمة على التفسير العلمي، لقد تغيرت رؤى كالعالم في هذين المجتمعين و تحولت من الاعتقاد والإيمان بالوحي والإلهام والممارسات غير الواعية للمعتقدات والشعائر الدينية إلى الاتجاه نحو الاختيار والفحص والتقييم الفكري النقدي لتلك المعتقدات والممارسات، والنظر في أهميتها في حياة الناس.

كما أجريت دراسات عدة لسلوك المجتمعات متعددة و متفاوتة المستويات الاقتصادية و العلمية و التقنية تستهدف البحث في تأثير رؤيتها للعالم على سلوكها وأفعاله، و لا زال المفهوم يمثل زخماً حقيقياً للعديد من الدراسات والبحوث التي يمكن إجراءها حول معاني الكونية.

تلك الرؤى والمقدمات تمَّ ختمها بنظرية المعرفة الكونية التي شكلت اساس الفلسفة الكونية لتكون ختاماً للفلسفة الكونية العزيزية.
_________________
*كليفورد جيرتز ؛ عالم أنثروبولوجيا امريكي.

العارف الحكيم.



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق حول الكتابة الرخيصة:
- متى يتحقّق العقل الكوني؟
- نتاج عقائد المتحاصصين
- أسرار في كتاب : [قصتنا مع الله] :
- مَنْ المسلم الحقيقي!؟
- الخطر القادم :
- ألحُبّ في الفلسفة الكونيّة :
- هل الأنسان مخيّير أم مُسَيّر؟
- ألعراق و العدالة
- أين مجلس النهاب!؟
- العراق و العدالة
- بلا عنوان .. ويضم كل العناوين :
- تعقيباً على مقالنا الكوني : الفلاسفة يعشقون و لا يتزوّجون!
- الفرق بين منتج الفكر و المتطفل عليه !؟
- الفرق بين منتج الفكر و المتطفل عليه :
- الفلاسفة يعشقون و لا يتزوجون !؟
- أعلان للمرة الألف - حول حقيقة الفكر الكوني - العزيزي
- مآسي العراق كثيرة و السبب حبّ الدنيا
- مآسي العراق كبيرة والسبب حبّ الدّنيا :
- إعلنوا العيد بأمر العارف الحكيم :


المزيد.....




- فوردو ونطنز وأصفهان.. الخطاب الكامل لترامب بعد الضربات الأمر ...
- أول حالة معروفة لاستخدام هذه القنبلة.. إليك ما نعلمه عن تفاص ...
- تحديث مباشر.. أمريكا -دمرت تماما- منشآت إيران وطهران ترد بأو ...
- قرب منشأة فوردو الإيرانية.. ناسا تلتقط إشارة حرارية الأحد
- قبل نحو 48 ساعة من ضربة أمريكا.. صور فضائية تكشف تحركات إيرا ...
- -هجوم وحشي-.. إيران تدين الضربات الأمريكية على المواقع النوو ...
- إسرائيل.. -دمار واسع النطاق- بعد هجوم صاروخي إيراني وهذا عدد ...
- 25 ألف طائرة ورقية تزيّن سماء جزيرة فانو الدنماركية
- دمى عملاقة تجوب العالم في رحلة فنيّة ضد تغير المناخ
- ترامب يعلن شن ضربات -دمرت بشكل تام وكامل- مواقع نووية إيراني ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - الرؤية الكونية للوجود