أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي قبل الاخير ، 2021 - رواية غير منشورة / ح ( 7 )















المزيد.....

رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي قبل الاخير ، 2021 - رواية غير منشورة / ح ( 7 )


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 7636 - 2023 / 6 / 8 - 01:00
المحور: الادب والفن
    


عودة إلى وطن . . لا يخلع اسماله
. . التي يشكو منها







ترد صنعاء كأي قادم ، لا تخشى أن تستوقف . . وبكلمات تلفونية تنتظر نزول طقم مدجج بالسلاح لإنجاز مهمة كوماندوس سرية ، ينتشرون بين الميمنة والميسرة . . وفي القلب يتسلل القائد مع معاونين للاقتحام . . بعد اشارات اعطيت إليه من طرفيه بأن الطريق آمن . . للهجوم المباغت واعتقال المشبوه في حالة صدمة . . لم يتوقعها – حمد لله على السلامة ، كيف خرجت من العراق . . اخيرا اخذت الدكتوراه . . مبروك – يختم ضابط الجوازات تأشيرة الدخول . . بعد ما القى ما وجه به لقوله – تسلم – لم تتأخر وصول الحقائب – فالطائرة كانت شبه فاضية ، بضعة افراد اقل عددا من اصابع كفي اليدين نزلوا وجهة وصولهم الى صنعاء ، ضعفهم ظلوا في الطائرة لتنقلهم الى عدن . . بعد تفريغ حقائبنا من جوف الطائرة - جمعت حقائبي الخمسة الكبيرة الممتلئة على عربتين نقل الى طاولة الجمارك لغرض تفتيشها – حمدا لله على الوصول . . دكتور ، . . ما في داع تتعب نفسك ، خلي الحقائب مكانها – علم عليها جميعها دون فتح لأية واحدة منها . . للسماح بخروجها – كنت اتصلت الى اسرتي ساعة مغادرتي بغداد برا الى دمشق . . ووقت وصولي . . ونزولي في فندق في المرجا . . بعد اخذ وقتا من الاسترخاء والطوف الاخير لعمل التسوق الاخير من معارض الصالحية المضاءة وقضاء ساعة في مقهى سينما الشام على اكواب من البن التركي ، تنقل بصرك على كل ما تراه عينيك . . بصمت من وراء الزجاج الممتد مكان جلستك . . المطل على محيط واسع من اتجاهات الشوارع المختلفة . . لإفراغ الضجيج المشوش على رأسك . . وعواطفك المتدفقة تعذبا باضطراب تموجي تلهب الروح بين المغادرة واخطار الطريق الحافل بالموت وعذاب الاجراءات المذلة . . المحملة بالكراهية – لأول مرة تحسها عند نقطة الحدود من الجهة العراقية - اشواق تجتاحك للوصول الى زوجتك المنتظرة على قلق وصولك وبناتك الثلاث الصغيرات . . المنتظرات بفرح الهدايا الكثيرة من الملابس والالعاب . . التي اخبرت بها عند تحدثك معهن تلفونيا من العراق – حين غادرت موضعك . . عرجت على كابينة اتصال خارجي برقم سبعة تحول المكالمة التي تطلبها اليها . . بعد أن اعطيت عامل الاتصالات الجالس امام منضدة على جهاز موزع للمكالمات وحساب زمن الوقت للمكالمة ، في المرة الثالثة التقط الخط وجاء الرد صوت ام ايمن بقلق على تأخر اتصالك . . وإبلاغها بزمن اقلاع طائرة رحلة عودتك عند السابعة صباحا من اليوم التالي ، ستتصل بها مجددا من مطار دمشق حين تلج الى صالة المغادرة . . بعد اعلان جاهزية الطائرة على المغادرة بعشرين دقيقة . . لا تقلقي فكل الامور تجري بسلاسة – كان الوقت متأخرا في دمشق - ما بعد الحادية عشرة ليلا –تغلق فيها المعارض التي كانت تتلألأ بها الشوارع . . حتى بعد العاشرة مساء إلا قليلا ، . . لا تبقى سوى المسارح والسينمات وبارات السهر المنزوية في مواضع غير مكشوفة على الشارع ، وبعض محلات لبيع العصائر الطازجة والساندويتشات السريعة وعدد متباعد من محلات بيع المشروبات الروحية – كانت تتركز معظمها في منطقة الفنادق حيث ينزل فيها السياح - بعد أن ابقت على فتحها بواجهة واحدة من الابواب وبأنوار خافتة ، تعيد ادراجك الى غرفة الفندق حاملا مشروبا روحيا للمرة الاخيرة تتعاطاه كطلاق بائن لا عودة إليه . . لقضاء الليلة الاخيرة من غربة خمسة سنوات حفلت بما لم تعشه لعشرين سنة من الاوجاع والخوف والعذاب والصراع والتحديات والانكسارات ولذات الشعور بالانتصارات والتفوق وفضاءات من المساحات الانسانية الراقية . . يندر تخيل أمرئ أن يصادفها في ترحاله . . .

لم تعد تشعر بأغلال تقيدك وتقطع انفاسك – كما كنت دائما - غريبا في جميع الاوساط التي تحيط بك في بلادك ، وحيدا لا تجد من يسند عودك ، خلقت من نفسك انسانا يسعى للتميز في كثير من الامور والمهارات مختلفة المجال ، كما لو كنت عشرة اشخاص او اكثر . . يبدع فيه كل واحد في مجال – لن تقول ينفرد بحاله على قمة ذلك المجال – يفرض وجود نفسه في الصف الاول من المتربعين عليه – لكنك في كل امر . . تتراص مجاميع بشرية معادية . . تتزايد تضخما بأعدادها كلما مضى بعض الوقت . . كالغرغرينا من جرح تافه بسيط تنتشر مساحة على العضو البشري ، كلما ميأت المناطق المجاورة وحللت جدر الخلايا في طبقاتها واظهرتها كالعصيدة بعد افقادها الفراغات بين ذرات القمح المطحون . . والروابط الجزيئية بين مكوناتها الكيميائية – تنظر حولك متعلقا بأي من المقربين . . ممن تقضي اوقاتا طويلة معهم تنظرون في الاخلاق وكل شيء . . ما تطلقون عليه خيرا ولحياة افضل ، تخلقون احلاما تجاوز حقيقة واقع ما تعيشون فيه – لسنا ناقصين عن الاخرين . . في البلدان المتقدمة – لا نقرأ فقط ما سطره عباقرتهم . . الذين ولدوا لهم هذه الحياة الراقية التي تليق بالإنسان أن يعشها . . بل أنا نمتلك ابعد ما جادت وتجود به عقول رموهم المعاصرة . . حتى ، لنا ملاحظات على فجوات من القصور في رؤاهم وطروحاتهم . . بصورة نقدية . . مع طرح بدائل تصحيحية لها . . إما معدلة او مغايرة كليا عنها – تتلفت لتجد ايدي تشابك كف يدك . . ويخرج صوتا لضمير واحد نحن معا تجاه التحديات . . ولا تجد احدا عندما تلم بك بالضغائن . . لكونك غر مخالف وحيد . . تتوهم نفسك العارف الوحيد الذي يمتلك تخطيء الاخرين واتهامهم بالجهل . . أو الفساد او التخلف – إن وجدت صدفة عند الشدائد من تفترض فيهم نفسك ، تجدهم لا يتوانون بإفراغ ما في جعبتهم مما خفي عليك – انت تضخم من نفسك و . . يهيأ لك انك اعلى من الاخرين . . حتى اصحابك – انت تزيد بها ، خفف الغرور . . واحترم عقول الاخرين – ما أن تقترب الواقعة . . يتطاير كل من كان تجده معك أو قريبا من مكانك ، قد تسمع صوتا غاربا عند الهروب - هذه مشكلته . . على الواحد أن ينفذ بجلده – هو القول اليمني الشائع . . هذه عصيدتك عليك أن تمتنها . . لوحدك . . فليست عصيدة غيرك – لأول مرة في بلدك الحبيب الذي عشقته ورفضت استبداله حين واتتك فرص عدة . . لم يعد يؤرقك شعور الوحدة او الغربة بين اهلك او صحبك او حتى رفاقك ، اصبحت تدرك غير الظاهر وراء كل كلام او سلوك . . ستلمسه لاحقا ، لن تنصدم – كما حدث لك كثيرا من عمرك السابق – لن تنبهر . . ايضا من موقف يبدر من انسان . . كما يقولون لم يكن متوقعا من مثله أن يصدر عنه – لأول مرة تجد نفسك متصالحة مع ذاتها دون تقاطع متعارض بينهما . . حين تجد واحدة تستعر نارا في تفاعلها الشرس المتحدي تجاه امر ما . . بينما الاخرى تجد نفسها متأذية موجوعة . . تمتلئ بالحسرة والالم والندم . . إن لم يكن هناك كسرا ولو ضئيلا مخلفا فيها شرخا من الشروخ . . مسببا عذابات والام لا تغرب ابدا ، تعاود المرء من وقت الى آخر . . كلما اتت الظروف بمتشابهات مع ما احدث ذلك الشرخ القديم غير الملتئم . . قريبة او بعيدة عنه ، يكفي أن يكون كالشرر المتطاير عن احتكاك حجرين . . حين يلامس اوراقا جافة . . سقيمة . . فينبعث اللهب المخرج لكل المخاوف والاوجاع الدفينة . . التي لم تكن بادية على السطح . . .

لا تقدر على انكار تغير حالتك امام الناس في محيطاتك المختلفة ، انتصرت وعدت حاملا شهادة الدكتوراه بامتياز – كنت تئن من مخبري النظام في قيادة الجامعة والوسط الثقافي . . حين كانوا يشعرونك قصدا – لضرب اناتك المتفوقة تعليما وابداعا وفكرا – بأنك لم تحصل على الشهادة بين يديك ، خاصة من الحاصلين عليها بوضع مشبوه . . وثبتت بإقرارها الرسمي وبتعيينات في مناصب عليا . . تثبيتا لصفة التكنوقراط – كانوا يولدون ايهامات عند الاخرين بتواضعهم . . وهم يحملون هذه الدرجة . . بل ووظفت لهم كافة الوسائل والطرق للترقي لأبحاث وصفية شكلية منشورة . . لا يعرفون عنها شيئا سوى وجود اسمهم كمشاركين فيها – نظير مبالغ مدفوعة – وتقييمها من قبل اسماء محكمين تم الاتفاق معهم بشكل سري . . من يتم اجازته لنيل الترقية أو حجبها لمن لا يراد له الترقي الاكاديمي – يتندرون على غرورك كعالم . . وانت لم تزل غير حامل للدكتوراه – نغز مقصود . . مهما نفذت من العقبات التي توضع امامك لقطع الطريق عليك . . لن يسمح لك بنيلها . . ما دام ذلك هو المستمسك الوحيد لإخضاعك – طال الوقت ام قصر – يضغطون عليك تعذيبا . . ومن جانب آخر يلغزون لك اعترافا بالتميز وقدرتك على الحصول على ما هو اكبر من تلك الشهادة . . بس تواضع و . . رخي طبعك – شوف أنت تتحدى من ؟ ! ! ، لو عملت ما عملت – اعتبر . . ولا تظل على عندك الساذج ، شوف الكثير ممن هم ادنى و . . حتى من طلابك . . بسهولة عادوا وبأيديهم الشهادة . . بل وفتحت لهم الدنيا . . وانت مجعجع . . كلما اقتربت من الانتهاء في بلد تعود للبدء من جديد في بلد اخر – نعم . . لم تعد هناك نظرات او سلوك يمكن له أن يجرحك – حين كان منهم من يختلق مشادة معك من ادعياء حملة الشهادة الاكاديمية العليا . . وكنت تسفه نقص وسطحية معارفه في مجال تخصصه . . حتى لغته التي يتحدث بها لا تليق أن تكون لغة من يحمل هذه الدرجة العلمية – تحاصره من خلال ما عرفته من رحلة عشرين عاما في بلدان مختلفة درست فيها . . وعلمت السبل والطرق المتعددة . . التي يتحصل امثالهم هذه الدرجة من أي بلد في العالم . . خاصة الغربي والبلدان النامية حيث المال يحل مختلف المعضلات . . حتى الحصول على درجة الدكتوراه او على جائزة دولية على بحث اكتشافي استثنائي . . مروج لك في بلدك وغيره من البلدان التي تغلب الامية والجهل عليه غالبية سكانه . . والنشر عنك في صحف او مجلات عربية مأجورة – حين يحاصرون بفضح لصوصيتهم الخادعة . . يذهبون دفاعا عن انفسهم عبر الحامل الشخصي . . بكونك حاسد وشاعر بالنقص ، تحاول على التطاول على من هم اعلى منك علما – فهم من يمتلكون واقعا وثيقة ذلك . . وانت لا تمتلك سوى كلاما ، . . هو في الغالب انتقاميا ضد الناجحين . . .

كان المطبخ يدرك أن القهر النفسي اشد ايلاما على امثالك من السجن والتعذيب الجسدي ، خاصة وإن جرب ذلك معك من قبل ولم يأت بالنتائج المطلوبة ، حتى فرض الفقر ومصادرة املاك والدك وارثه الوطني البارز . . حتى انهاء عطاءه دون أية حقوق لأولاده القصر – كما لو انه لم يخدم في الوظيفة العامة للحكومة – عرفوا علتك التي توجعك ، تلك المتعلقة بما هي تخص شخصك ، تقاتل ولا تستلم حتى تحصل على ما تراه حقا لك – لم يتوقعوا رغم ضعف حالك دون سند منذ سنك المبكر . . أن لا تلين حتى تقدمت بالسن الى مرحلة الدخول في الاربعين – خمسة سنوات لدراسة الدكتوراه في بلد تمحى برفض على سفرك وفتح اعصار التشرد والضياع ، اخرى حصلت عليها مثل سابقتها مجانية المنح من بلد اجنبي نظير ما حملته وثائق دراستك الجامعية على درجة الامتياز - لم تكن مبتعثا من منح الدولة لتحصل على مساعدة مالية ، صبرت واجتهدت إذا بها سنوات تمحى مجددا . . بمذكرة رسمية من الخارجية اليمنية الى ذلك البلد لإعادتك والاكتفاء بنيلك درجة الماجستير ، و . . ثم ثلاث سنوات لمنحة اجنبية اعطيت لك حين اغلق التعليم العالي ابوابه في وجهك . . تم محوها بفعل مجالك الطبي الذي يتطلب نفقات كبيرة خارج جهة التمويل لذلك البلد الذي منحك مقعدا ، لم يتبقى لك غير فترة وجيزة لا تتعدى الستة اشهر لأنهاء الجزء التجريبي الاخير واستكمال الاطروحة – حملت رسائل تشيد بعملك المنجز في زمن استثنائي نادر . . خاصة في مجال الاعصاب ، تناشد دفع تكاليف اليسير المتبقي من عملك . . طالما وأن هذه الشهادة تعني كثيرا لليمن . . خاصة وأن المنحة مجانية ولم تدفع مقابلها شيء – عامين من العراك مع تنسيق استهدافي بين الجامعة التي اعدت اليها بعد سنوات ثلاث من اضاعة ملفاتك التي تقدمت بها بدرجة الماجستير لعدد من الكليات . . واخيرا قبل تعيينك ولكن بشرط ستعرفه من الدكتور المقالح – قال رئيس الجامعة سابقا . . بكونه من سيبلغني ذلك الشرط بتحويلي الى مقابلته وما سينتج عن لقائه . . يتحدد الامر بصدور قرار التعيين من عدمه – حتى وإن صدرا قراري اللجنة العلمية ولجنة المعادلات بالقبول – اولا مبروك ، رفع عنك المنع بعودة تعيينك في الجامعة . . هي مكانك اصلا ، لكن التوجيهات العليا - اكبر من الجامعة . . انت تعرفها – لا تمانع تعيينك في فرع للجامعة ولكن في محافظة اخرى غير صنعاء ، . . اختار انت تعز او الحديدة . . ما عندك خيار – كان اصل الملعوب معروفا لدي ، اولا لتكون كمنفى اعيش به بعيدا من الصحف الرسمية وصحف المعارضة والمجلات في صنعاء . . التي ما زالت تنشر مقالات لي في عديد منها خلال كل اسبوع . . هذا الى جانب وجودي في وسط جديد يفتقر الى المجالس العامة . . التي اتواجد فيها في العاصمة و . . تجمعات النشاط الاجتماعي المعارض للنظام ، أما ثانيا . . فإن فرعي الجامعة – وما تلا هما من انشاء فروع في محافظات اخرى لاحقا . . يغلب عليها نسبة اعلى بكثير من ثلاثة ارباع قوام العاملين في الجهازين الاكاديمي والاداري . . من عناصر حزب الرئيس الحاكم بخليط مكمل من حليفه حزب الاخوان المسلمين المسمى بالإصلاح – كان رفع الحضر والسماح بعودتي الى الجامعة يعود لتشارك حزب الرئيس والاشتراكي في تقاسم دولة الحكم بعد الوحدة ، لكن لحقيقة الوحدة الفعلية القائمة على الاحتواء بغطاء مسمى الشراكة ، التي شهدت سلاسلا من الاغتيالات لقيادات سياسيين وعسكريين . . تحت ترويج بإرجاعها لخلايا نائمة من القاعدة ، الذي بموجبه منحت سياسة الاحتواء لنظام صالح وتقييد رد فعل الشريك الجنوبي . . بأن عليه التحلي بالحكمة من اجل الوحدة ب . . منح الدعم الكامل الدولي برأس امريكا ودول الطوق النفطية لدولة الوحدة بشخص الرئيس وتلاشي نائبه الجنوبي . . لمحاربة الارهاب الاسلامي لتنظيم القاعدة ولاحقا داعش وجماعات التكفير والهجرة . . التي مثل نظام الشمال سابقا والوحدة لاحقا . . البيئة الحاضنة لها – تحقق له منافع تسويق نفسه دوليا لجلب الدعم المالية لتكوين الثروات وتضخيم الجيش وابقائه حاميا لعائلة الحكم المطلق ، وشراء الكثير من القادة والكوادر الفقيرة من الاشتراكي والاحزاب الاخرى التي فتتها قبلا . . ويحتاجها ديكورات للتوجه الديمقراطي الشكلي للنظام – على اساس ذلك . . كان شرط تعييني خارج صنعاء ، كون أن الجامعة الام ما زالت تحفل برموز كثيرة من اساتذة الجامعة اليساريين الثوريين ، الذين لم يستطع حزب الرئيس المتسلط على الحكم بانفراد . . من شرائهم او استمالة سوى الجزء اليسير منهم . . آنذاك ، بينما في فرعيها . . سيكون حقيقة وجودي اشبه بقذف معارض فرضت ظروف على قبول اعادته الى الجامعة – بدلا عن حالة الضياع التي فرضت عليه في الداخل او الخارج – قذفه الى ساحة مغلقة وقد اطلقت عليه الضباع لتنهشه . . ولا تتبقى سوى ذكرى انه كان موجودا . . واعطيت له عدالة حقه ليكون استاذا جامعيا ، لكن الاقدار تحمل ما لم يكن متوقعا ، خاصة وأن الضباع البشرية لا تترك اثار جريمتها من بقايا الجسد الملتهم أو الدماء المسالة ، فهي بقبضتها على كل مفاصل الجامعة . . يمكنها من بناء تلفيقات واعذار بمحاكمات تختلقها . . بالخروج عن النظم والتقاليد . . والدين ايضا . . طالما وأن التخصص علمي طبيعي . . يسهل فبركة لائحة اتهام لك بتدريس الالحاد بنظرية التطور الداروينية – تأكدت من اول محاضرات قدمتها ، احتواء عددا لا بأس به من بين الطلبة الحاضرين من من تم تفريخهم كمخبرين ومثيري مشاكل في توهمهم حماة للدين أمام دكتور جديد معروف عنه شيوعي ، يستقوون بمساندة الاتحاد الطلابي في شقيه التنظيمي التابع للحزب الحاكم والاخر لتنظيم الاصلاح الاخواني . . المدافعين تذرعا عن حقوق الطلاب امثال هؤلاء الغيورين على دينهم ، يقدما لائحة دفاع عنهم في هيئات قيادة الجامعة فيما يتقولون به اتهاما لأستاذهم كأدلة حقائق لما يقوله خلال محاضراته . . بوجود كل الطلبة الذين يمكن سؤالهم وسيؤكدون ذلك – بالطبع من يطلب حضوره لتقديم افادته . . هم من منتسبي الجهازين – طبعا ويشبع محضر التحقيق المقدم كتقرير إدانة للأستاذ ، يحتوي في داخله الكثير المطبوخ إضافة للتعريض به . . حول ادائه السياسي وفكره المستهدف للدين والقيم ، وسلوكه المنفتح العلماني لاختلاط الذكور بالإناث وعرض مصورات التشريح وشرحها . . دون ادنى حد من شعور العيب – لا يتحرج عرض الجهاز التناسلي للجنسين ، بل يفيض تفصيلا و . . حتى العلاقة الجنسية – كله ليشوه عقول الطلبة بالداروينية الملحدة والفكر المادي للخلق – استغفر الله عما يصف – هكذا يضمن التقرير . . مثبتا كفر الاستاذ – وهو تقرير محايد في بحث الامر ، . . ما تقوله هيئات قيادة الجامعة . . إذا ذهبت لإصدار قرار فصل ، يصل الامر عند بعض من شاغليها . . تحويل التقرير والقرار الاكاديمي الى النيابة . . ليحاكم الاستاذ شرعيا بتهمة الردة عن الدين الاسلامي وخطر امثاله إذا ما سمح وجودهم في هذا المكان الخطير المؤثر على العقول . . أو تم التغاضي عنهم – يجب منع عودته الى التعليم . . حتى لو اعلن التوبة . . . ! ! !



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق ...
- كاروسيل ضياع الوجود العربي تاريخيا / ح ( 1 )
- رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق ...
- نظـرية التغـيـر الكلــية - والجوهر الحي المطلق للمادة - - ...
- احلام فراشة
- أسير المتاهة
- مواجهة وباء اجندات انظمة الغرب الفاشية / رقم 2
- تركيا وانتصار لمسار تهاوي هيمنة القطب الواحد - م ...
- رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق ...
- الحلم السعودي . . وفوبيا اليمن
- اليمن : افراح متوهمة بأحزان معتمة
- نعيق متصارع . . في أتون بلد ضائع
- رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق ...
- رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق ...
- رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق ...
- لن يغادرني احد ( نص اللحظة )
- ( 2 ) تركيا . . ودورة الإعادة لانتخابات الرئاسة - المرحلة ال ...
- رواية ( هروب . . بين المضيقين ) / الجزء 20 والاخير - من اعما ...
- تركيا . . انتخابات المرحلة الخطرة
- مواجهة وباء اجندات انظمة الغرب الفاشية / رقم 1


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي قبل الاخير ، 2021 - رواية غير منشورة / ح ( 7 )