أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمين أحمد ثابت - الحلم السعودي . . وفوبيا اليمن















المزيد.....

الحلم السعودي . . وفوبيا اليمن


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 7624 - 2023 / 5 / 27 - 01:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن للسعودية – وفق ما نزعم به – حلما تعيشه كدولة ومجتمع منذ تأسيسها والى ما قبل الخروج الممارس لمشروع 2030 وتصدر محمد بن سلمان كساحر يذهب بالسعودية نحو تحقيق اول حلم ( حقيقي ) عبر مسار مغاير كليا لتاريخ الدولة السعودية ، بل لم يكن متصورا ابدا أن يأتي وقتا أن يتبنى نظام الحكم الملكي السعودي نهجا علم بطبيعته العدائية الرافضة مطلقا القبول به ، بل حتى بضع ضئيل من الاهداف البدائية المحتوي عليها مثل ذلك التوجه ليتم تحقيقها كقيم واقعية – حيث تعد مجمل محمولات مثل هذا التوجه متضادة جوهرا للطبيعة المعتقدية ( الدينية ) لنظام الحكم على اساس ديني اسلامي ، التي ترى في مثل ذلك المسار يستهدف اولا عقيدة الامة واخلاق المجتمع ، وطالما أن قبلة مسلمي العالم وكعبته والمسجد النبوي وقبر الرسول الاعظم . . ما يمنح السعودية أن يكون بلدا محوريا عالميا لقدوم كافة مسلمي كوكب الارض واجتماعهم في فريضة الحج سنويا والعمرة في أي وقت من كل عام ، فإن الطفرة النفطية والروحية الابوية لبريطانيا على دعم توحيد نجد والحجاز وبقية الاجزاء تحت لواء الاب المؤسس وانهاء المنافسين الاقوياء امامه والمتمردين على اعلان الولاء لحكمه العائلي الملكي على عموم ارض الجزيرة وقيام الحكم العائلي الملكي لمسمى بلد ( السعودية ) نسبة الى مؤسس نظام حكمها – أما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وتشكل النظام العالمي لتو وطالما أن مثبت التاريخ أن الدين الاسلامي طبع حقيقة مثل بقية الاديان السماوية ، أنه يتعدى وجوده صفة ( الدعوة والارشاد ) ليكون نظام حكم دولة ( قديمة بدائية او دواوينية والحديثة او المستقبلية ) ، خاصة وأن خروجه من شبه الجزيرة العربية وانتشاره الى انحاء العالم علم قام على وجوده دولة قوية معتقديه وهي الدولة العربية الاسلامية ك ( امبراطورية عظمى ) الاولى ، ومن ثم عودتها كإمبراطورية دولة عقائدية اسلامية عظمى ثانية ممثلة بالإمبراطورية العثمانية الاسلامية ، الذي بعد افولها وسقوط الارض العربية وامتها المسلمة التي كانت تمثل تابعة لنظام الباب العالي العثماني . . لتصبح ارثا معاد توزيعه بين البلدان الاستعمارية الغربية بطابع الاحتلال العسكري بنظام ادارة تعرف ب ( الانتداب ) التابع لنظام حكم البلد المعني كمركز التحكم للإدارة الاستعمارية لتلك البلدان الملحقة بالاحتلال – وعليه بني الافتراض أن يطبع هذا البلد أن يكون المركز العالمي لبقاء واستمرار الاسلام خلال التاريخ الحديث من بعد 1935م ومن ثم تأسيس الدولة الموحدة الاولى لحكم آل سعود . . وحتى الان والتاريخ المستقبلي المفتوح كدولة معتقديه دينية كإرث هوية عاد إليها مجددا ( كحق ) بعد خروجه عن الجزيرة في ظل نظام الخلافة الاسلامية - أما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وتشكل النظام العالمي بصيغة توازن قوى النفوذ بصيغة قطبي التضاد الايديولوجي بين المعسكر الاشتراكي والمعسكر الغربي الرأسمالي الامبريالي ، كان لبلدان العالم الثالث . . ومنها العربية التي كانت واقعة تحت الاستعمار الغربي – وحصلت على تحررها وجلاء المستعمر عنها بموجة مسار حركة التحرر العالمي . . كإيذان لغروب طابع الاستعمار القديم ( الاحتلالي ) والانتقال الى طابع الاستعمار الحديث – غير المعلن – حيث تكون تبعية تلك البلدان عن رضا للغرب ، والذي جمع في سلة واحدة تحت سيادة رأس القطب الامبريالي الغربي الممثل بالولايات المتحدة الامريكية ، طالما وأن مراكز الغرب التي تتبعها تكثفت تحت مظلة امريكا – مقابل الاتحاد السوفيتي الممثل وقتها الرأس السيادي لقطب المنظومة الاشتراكية – مثل وقتها حكم جنوب اليمن هو النظام السياسي الوحيد ذات التوجه الاشتراكي بعضويته في الاشتراكية الدولية لذلك القطب العالمي دونا عن بقية النظم الجمهورية من البلدان العربية ، التي بعضها التي عرفت بعقيدتها الايديولوجية القومية الثورية – ك . . مصر عبدالناصر ونظامي حكم البعث الاشتراكي العربي العراقي والسوري – رغم معلن العدائية للغرب الامبريالي وانتهاجهم التوجه الاشتراكي ولكن بالطريقة العربية ، أي عبر بيروقراطية الادارة السياسية الحادة للتنظيم العسكري الثوري او للحزب الحاكم الوحيد ، بينما تعتمد الطابع الرأسمالي لتوجه الدولة – بينما بقية الاقطار العربية ( من نظم الجمهورية الى الملكية والسلطانية والاميرية الوراثية لمجزءات الدويلات الصغيرة جدا بمسمى الامارات اتخذت النهج الرأسمالي الصريح بتخليق تشكلي على يد الغرب ) ، والتي علمت بنظمها التابعة للغرب ، حيث كان بقدر ما تمثل دور الحماية الغربية وعلى رأسها امريكا لنظم الحكم العربية هذه الاخيرة وحكاميها في استمرارية تحكمهم المطلق الفردي على الدولة . . كان يقابله التحكم الغربي المباشر داخليا ( بصورة خفية ) بتنظيم وإدارة عمل دولة الحكم وتوجهها على كافة الاصعدة كبلدان تابعة مباشرة وليس بصورة غير مباشرة للغرب وباستفراد مطلق الهيمنة لأمريكا بعد 1990م.، وطبعا يكون لزوما أن تدار شكليا بواجهة الوجوه المحلية من ابناء البلد في مختلف مسمى طابع نظام الحكم والمناصب والسلطات الموهمة بكونها هي من تدير الوطن والمجتمع ومصالح الشعب .
عودة للحلم السعودي – اعتذر بانجرافنا بعيدا عن صلب موضوعنا وإن كان يمثل تساوقا مهما حسب زعم تصورنا – والذي يقوم على بناء مستقبلي حقيقي لوطن وشعبه والممثل بمشروع 2030 كتوجه ثوري علماني معاصر بقيادة ولي العهد الملكي السعودي محمد بن سلمان ، بينما ما سبقه من تاريخ لم يكن لوطن او شعب . . فكليهما مختزل بالملك وتاريخ الاسرة الملكية لحكم السعودية كبلد – لن نخوض في تحليل المخفي وراء ظهور مشروع التحول السعودي الاخير ، وكيف أن خروجه والعمل على اساس توجهه . . قد جاء في ظرفية عالمية خاصة مغايرة لضبابية الركود الى احتدام صراع القوى الكبرى على ارساء ممهدات النظام العالمي الجديد ، المتأخر 33 عاما منذ اصبح العالم يسير على نهج النظامية الرأسمالية للإمبريالية العالمية التنافسية على طابع النفوذ والتسيد كواقع مفروض على صيغة توازن القوى القطبية مركزيا على العالم – كيف اصبح لهذا التوجه السعودي المختط يغادرها عن وضعها المرسوم من مركز التحكم الدولي لها لتذهب نحو ( التبعية المطلقة ) بتطبيع المجتمع ذوبانا بحياة المركز الغربي وقيمه وكشريان مغذي اقتصاديا وماليا المركز الذي يتبعه – أي امريكا - يقودها نحو التحرر النسبي من القبضة الامريكية ويهيئ لها مستقبلا أن تكون معادلا مهما عالميا في بنية قاعدة التحالف الدولي للتكتلات الاقتصادية وما يمنحها القوة الذاتية المستقلة كرقم اساسي على الصعيد الاقليمي الشرق اوسطي وحتى العالمي الثالثي الاسيوي والافريقي بصورة غير مباشرة – حيث امتد تاريخ الوطن السعودي من بعد نهايات ثلاثينات القرن الماضي وحتى منتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين مبنيا على حياة برجماتية تقود مسارها ( الطفرة النفطية ) ، تخلق الرفاه للمواطن السعودي ونشوء رؤوس مال اهلية لبناء معامل صناعية وزراعية لغرض التصدير البضاعي اكثر من كونه لبناء حالة الاكتفاء الذاتي – الغذائي والطاقي والدوائي على سبيل المثال - وتشيد شكلانية المدن العصرية وشبكات دوران المال والاقتصاد عبر الخبراء الاجانب والشركات الغربية والاجنبية لتوفير العائد المالي للبيت السعودي من الريع ، الذي يغذي دورات التقوية الاقتصادية والتسيدية لأمريكا عبر وضعها كودائع في البنوك الامريكية واخرى الغربية كحامية لقيمة الدولار عالميا او المشاركة السهمية لنمو علامات تجارية غربية و . . حتى الاندية الرياضية في الغرب – وكما اشرنا إليه سالفا أن مشروع التحول السعودي عند كتب له أن يخرج الى حيز التنفيذ خلال ظرفية عالمية خاصة موسومة بالاضطراب وخلط الاوراق ، ما جعل النهج السعودي يحمل طابعا وقيمة تحولية لأول مرة لمعلم ( الوطن ) – من يتذكر كيف ابتزاز ترامب فرض دفع مالي من النظام السعودي مقابل الحماية ، وما تسربت من معلومات سرية دفع مقابل مالي وامور اخرى غير مفصح عنها مقابل القبول الامريكي لحماية تمديد بقاء الاسرة المالكة على نظام الحكم السعودي لمدة 40 سنة قادمة .
وما لا يقدر محمد بن سلمان أن يعيه . . أن مسار مشروعه التحولي بمضامينه المتغيرة بفعل متغير الظرفية العالمية الخاصة بأنه لم يعد يخص السعودية لوحدها كأمل قابل للتحقق مستقبلا لوطن آمن وعصري مهم ، بل انه اصبح املا لحلم عربي كامل واخرى تحتاجها او تتكامل معها بما يخلق – لأول مرة بعد مرور قرن - يخلق بلدان اكثر استقلال ونماء ، بلدانا متحولة من طابعها الاستهلاكي المطلق مجتمعيا الى بلدان تسير نحو الانتاج .
إذا كان ما سبق توضيحه حول ( الحلم السعودي ) ، فما هي تلك الفوبيا اليمنية التي يعاني منها حكم آل سعود – وينفيه خطابا وخلال ممارسته الظاهرية شكلا في دورها الداعم " بغطاء اممي امريكي التحكم وبريطاني " منذ خديعة ( كذبتي المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار الوطني ) لحل مشكلة الحكم السياسي لليمن ودرئه عن الانزلاق الى اتون الحرب الاهلية ، او خديعة الدعم السعودي للشرعية ومؤخرا كداعم مختص بالملف اليمني لإنهاء الحرب في اليمن ) – هذه الفوبيا يعرفها كثير من نخب السياسة اليمنية ك . . ( معلومات خبرية ) مدونة سريا او منقولة سماعيا عن رأس حكم من الآباء المؤسسين لدولة حكم آل سعود و . . الذي اصبحت قاعدة لموقف تاريخ الدولة السعودية في التعامل مع اليمن – خاصة وانها تضم ثلاثة رقع يمنية ممثلة ب ( عسير ، نجران ، وجيزان ) ، يفترض عودتها لموضعها الطبيعي اليمني . . بعد انتهاء زمن المعاهدة وعدم العمل بها كتمديد كل 20 عاما ، هذا تمددها على الربع الخالي والاستيلاء على مساحات كبيرة محسوبة كجزء من الجغرافيا الطبيعية للخارطة اليمنية – مستغلة حكمها لليمن من الباطن لنظام علي عبدالله صالح ، وشراء الرؤوس المشيخية لكبريات القبائل اليمنية وتكتيلها كحلفاء لسلطة حكم صالح عفاش يفرض تسيدها التسلطي ( الزيدي ) على بقية مناطق اليمن ( السني ) وبأقلية منعزلة عن السياسة والحكم ممثلة ب ( الاسماعيليين ) ، حيث اشعلت الحروب القبلية غير المتوقفة في اليمن وفرض هيمنة القبيلة السياسية – السلطوية كمستقوي مطلق على الهضبة الوسطى والساحلية السفلى لإنهاء وجودها كحامل للفكر والعمل الثوري الوطني وكصانعة للتحول المدني – فكان للسعودية التحرك من بعد 1990م نحو ترسيم الحدود وفق الامر الواقع ببسط قبضتها على الارض . . في مقابل ثروات تقدم لرأس الحكم ومن معه الى جانب التكفل بدفع رواتب الجيش الوهمي الضخم والجهاز البيروقراطي المتضخم بالبطالة المقنعة الى جانب تقديم المساعدات المالية لحل بعض من الازمات المالية التي تواجه دولة الحكم او المشاريع الوهمية المتعثرة . . كإسعاف لما انتجه الفساد المنظم لجهاز الدولة ونهب الاموال المرصودة والعائدات افتراضا لخزينة الدولة من قبل سلاسل الفساد المنظم المافوي المتصل تنظيما بين ما هو رسمي وغير رسمي اهلي خارج جهاز الدولة بصورة وكلاء متوسطين بين الطرفين . . .
فمما سبق ايراده اعلاه يمكن أن نستنطق ذلك القول الإرثي لحكم آل سعود ( المعتمد كقاعدة موقف ) تجاه اليمن ، أن لا يستقر مطلقا بصور عديدة من الصراعات الاحترابية الداخلية وتقوية نظام الحكم التسلطي البوليسي تجاه المعارضة الثورية الوطنية – التي من مبادئها عودة نجران وعسير وجيزان وغيرها الى حاضنة اليمن وترسيم الحدود لاحقا – وتثبيت واقع دونية التمييز الاجتماعي للمناطق السنية السفلى ، بكونها بمعتقداتها المدنية وتاريخها بإسقاط نظام الامامة الملكي ووطنية الحكم الجمهوري الرافض لتبعية نظام الحكم السعودي للإملاءات السعودية – بمعنى أي استقرار او تطور لليمن يعد تهديدا لحكم آل سعود الملكي وتهديدا لاستقرار السعودية وتطورها – هذا الى جانب وهم تخوف عن قول مشاع قديما ومتجدد خلال العقود الاخيرة أن خطر اليمن حتى طبيعيا ، كون تضاريسه النازلة امتدادا عن سلاسل جبال الحجاز ، وهو تهديد لتسرب النفط السعودي عبر الشقوق الجبلية وشقوق الارض ليتجمع في اليمن – أما وفق متخيل استقرائي لمتخوف ذلك المبدأ الثابت للنظام السعودي تجاه اليمن ك ( خطر مدقع يقيني ) ، أن اليمن – كأمر ثابت – مثل انسانها وقبائله الاولى درعا حربيا للنبي محمد عليه افضل السلام والتسليم في غزواته وفي حكم الخلفاء الراشدين الاربعة للامة الاسلامية عبر مركزها في مكة ، ودرعا حربيا لدولة الخلافة الاسلامية وفتوحاتها لما وراء شبه الجزيرة العربية وصولا الى مشارق الارض ومغاربها ، كما وما زال اليمني ذلك الاصل الجسور غير المتراجع خلال خوضه الحروب – ملموسية – عبر حرب المواجهات مع السعودية منذ أن كانت معادية للنظام الجمهوري وحليفة لفلول النظام الامامي وعدائيته لجمهورية الجنوب بنهجها الثوري المعادي للغرب وتحديدا بريطانيا ، حيث مثل النظام السعودي وقتها وسلطنة عمان الوكيل المجاور لتطويق نظام جنوب اليمن وإغلاق عليه بنية الحصار الاقتصادي الشامل .
من هنا ، رغم التحولات الثورية ( الحرة ) التي تختطها المملكة بقيادة مسار ولي العهد محمد بن سلمان وتجلي ( روحه الحرة ) التي نفتقدها بعد أن غابت كليا عن واقعنا العربي بعد رحيل الرموز الوطنية الاولى ك ( جمال عبدالناصر في مصر ، بورقيبة في الجزائر ، عبدالفتاح اسماعيل جنوب اليمن ، وابراهيم الحمدي شمال اليمن ) – ورغم ما ينضح شخصيا عن بن سلمان بمصداقيته الشابة المتحررة عن ذلك الارث العدائي والتآمري على اليمن ، إلا أن سلسلة الدور السعودي – تحت مسماه ومظلته – تختط مضمونا طابع القضاء على اليمن من داخله عبر الوكالات السياسية الانتهازية ووكالات الحرب ، وهو ما يعد تعارضا جوهريا مع مشروعه التحولي الذي يقوده بثقة منقطعة النظير – وما لا يأتي الى ذهنه او فريق قيادة مشروعه الاستراتيجي . . أن الحلم السعودي في ظل تدهور وتضعضع اليمن وتمزقه بمسار مضطرد ، يفرض واقعا – مكانيا وحياتيا مستقبليا – أن تكون خاصرة السعودية متهالكة ، حيث الحقيقة الموضوعية بتلاشي كراهية الايديولوجيات بين اليمن والسعودية . . يعد اليمن البوابة الخلفية والسياج العضدي للسعودية في مضمون مشروعها التحولي الجديد ، فإن قوي اليمن وحقق له الاستقرار وفاعلية الحياة . . فإن يكون درعا صلدا للسعودية وطاقة معززة لمسار ناجح متلاحق لمشروع محمد بن سلمان – أي أن اليمن في ظل العالم التحولي القائم . . يمثل ضلعا رئيسيا من هيكلية مشروع 2030 مؤصلا لقوة الوجود الفاعل التحولي لقيمة السعودية مستقبلا ، حيث تنجح السعودية بنجاح اليمن والعكس صحيح يتعافى اليمن ويتقوى بتقوي الوجود السعودي ضمن مساره الجديد - بينما يعد مشروع التحول السعودي للحلم أن يصبح واقعا مهددا بالفشل المؤكد ، وهو ما لا يقوى على فهمه محمد بن سلمان ورفاقه المساعدين لقيادة المملكة وفق النهج الجديد ، كون مشروعهم يخص المملكة لوحدها بينما يمكن أن يفيض الخير منها الى غيرها ، فحسابات الخطوات قائمة بدقة من قبله وفريقه المشارك . . بما يضمن النجاح تدريجيا ، ومن ضمن تلك الحسابات تدارك الضعف او الخطأ او الخلل – ومكمن الوهم هنا تحديدا ، فغياب قوة الفعل التغييري المصلح للحالة اليمنية وتجاهل خطر ذلك ، فإن متجه مسار المشروع يختط بناء الواجهة الشكلية لإحراز النجاح تلو الاخر وبناء ضجة اعلامية استثنائية توهيمية لمحمد بن سلمان والسعودية بمسار تحولها الواقعي داخليا وخارجيا بتوسع نفوذها لتصبح رقما يتوسط تخللا بين الدول الكبرى النافذة على العالم ، بينما حقيقة هذا النجاح ليس إلا كذبة من الهرولة للظهور كظاهرة صوتية لا أكثر ، وحتى محاولتها الذكية بتحويل كثير من الودائع المالية البنكية لشراء اسهم في شركات صناعية كبرى – كانفلات من قبضة الخنق الامريكية والغربية . . بل عكس المعادل بأن تكون قابضة على اجزاء من بنائها الاحتكاري الاقتصادي المقيم نظم حكمها السياسي ومنحه قوة النفوذ العالمي – بينما ما لا يفهمه النظام السعودي ورائده محمد بن سلمان أن شراء تلك الاسهم والسندات ما زالت في القبضة الامريكية والغربية يمكن الانقلاب عليها ومصادرتها او افقادها بأية طريقة من طرق الالتواء التحايلي – مثلا مصادرة الاصول والاموال الروسية من الغرب تحت ذريعة العقوبات – أما من جانب اخر ، فحتى سحبها من طبيعتها كودائع واموال محفوظة بنكيا واستثمارها بشراء اسهم مشاركة في شركات صناعية كبرى . . يظل رأس المال السعودي ذاك بصفة الودائع المالية البنكية او بصفة رأس المال المستثمر تشغيلا كمشارك مساهم في هذه الصناعات او تلك او غيرها ، فإنه يظل ذاته كغطاء مانح للدولار قوته التسيديه كمعادل يحكم اقتصاديات العالم وحركتها التجارية ، ويظل الغطاء الاحتياطي الحامي لنظم التحكم الاوروبي على العالم – وهنا ما لم تحضر الروية – بفهم نوعي استثنائي – لأبعاد مشروع محمد بن سلمان ، حيث كل جزئية ولو ضئيلة يتم العمل بها . . تحمل النقيض المضموني لما يتصورونه ايجابا ، الذي قد يملك ظاهريا شكلا خداعيا بالنجاح بينما مضمونه مفرغا ، بما يجعل الزمن والجهد والمال المهول المنفق مستهلكا للإهدار ، لتصح مملكة حكم محمد بن سلمان على حقيقة راجعة مضادة تزيد من الفشل وتضخم ازمات لم يكن لها أن توجد بهذا الحد إذا لم يتم السير في نهج التحول الجديد الذي اختطه بن سلمان – هذا إن لم تأت خطوات لا يدرك مدى خطورتها ف . . فتكون حاملة الضرورة لاغتيال محمد بن سلمان او احداث انقلاب مدعوم داخل الاسرة المالكة بما ينهي ولاية حكم الملك سلمان او حكم ولي عهده وانتقال الحكم الى فخذ اخر من الاسرة الملكية ، المطبوع على تجفيف ارث الملك سلمان او ولي عهده من الحكم ، ويعيد السعودية نحو ( التبعية المطلقة ) مجددا لسيدها الامريكي .
وسنستكمل بنية ذات الموضوع في مقال قادم .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن : افراح متوهمة بأحزان معتمة
- نعيق متصارع . . في أتون بلد ضائع
- رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق ...
- رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق ...
- رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق ...
- لن يغادرني احد ( نص اللحظة )
- ( 2 ) تركيا . . ودورة الإعادة لانتخابات الرئاسة - المرحلة ال ...
- رواية ( هروب . . بين المضيقين ) / الجزء 20 والاخير - من اعما ...
- تركيا . . انتخابات المرحلة الخطرة
- مواجهة وباء اجندات انظمة الغرب الفاشية / رقم 1
- عقلنا . . والخلط المعرفي لفهم الموضوعية
- السودان . . وسيناريو الاستعارة / الجزء الرابع - الفصل الثاني ...
- السودان . . وسيناريو الاستعارة / الجزء الرابع والاخير - الفص ...
- السودان . . وسيناريو الاستعارة / الجزء 3 - ج
- السودان . . وسيناريو الاستعارة / الجزء 3 - ب
- السودان . . وسيناريو الاستعارة / الجزء ( 3 - أ )
- السودان . . وسيناريو الاستعارة جزء ( 2 )
- السودان . . وسيناريو الإستعارة ( الجزء الاول )
- رواية ( هروب . . بين المضيقين ) / الجزء 19 - من اعمالي الروا ...
- حيرة . . فيما أنت عليه تكون


المزيد.....




- بريطانيا: فرض عقوبات على إسرائيليين متشددين بسبب أعمال عنف ف ...
- السعودية.. وفاة و20 حالة في العناية المركزة بتسمم غذائي بمطع ...
- السعودية تكشف جنسية وافد عربي ابتز فتاة ودردشتهما -مموهة-
- الأردن.. الملكة رانيا تكشف عن نصيحة الملك الحسين لها عندما ت ...
- من هو المرشح الرئاسي الذي قد يستحوذ على دعم الشباب في تشاد؟ ...
- المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد
- المشكلات الصحية التي تشير إليها الرغبة الشديدة في تناول الحل ...
- أنطونوف: اتهامات واشنطن بتورط روسيا في هجمات إلكترونية على أ ...
- انجراف التربة نتيجة الأمطار الغزيرة في هايتي يودي بحياة 12 ش ...
- الجزائر تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن المقابر الجم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمين أحمد ثابت - الحلم السعودي . . وفوبيا اليمن