أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي قبل الاخير ، 2021 - رواية غير منشورة / ح ( 4 )















المزيد.....

رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي قبل الاخير ، 2021 - رواية غير منشورة / ح ( 4 )


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 7624 - 2023 / 5 / 27 - 19:27
المحور: الادب والفن
    


بانوراما المتمزق







( 1 )

وطأتا قدماك مطار صنعاء في عودتك الاخيرة من بغداد محملا وثائق نيل الدكتوراه بامتياز وحقائب اكثرها مراجع علمية وكتب اساسية في المجال ، لم تنسى حقيبة افراد عائلتك ملأ بالهدايا وبعض ألعاب حملتها لبناتك الثلاث صغيرات السن – اربعة اشهر من بعد انتهاء دفاعك والتوصية على قيمة الاطروحة . . لم تقو على اخراج الشهادة الجدارية خلالها بعد تغير سقوط نظام صدام وتلاشي الدولة واحلال منظومات قابضة محلها – كانت منحتك مجانية على نفقة العراق – عليك او دولتك دفع كامل نفقة المنحة إذا كانت دولتك تهمها هذه الشهادة او انت – لم تحرك ساكنا السفارة رغم تسلمها مذكرة بذلك الشأن وارسالها الى الداخل ، كما وقد تسلمت وثائق انهاء الدراسة ونيل الدرجة العلمية – بعد المباركة واخفاء الغبطة بتسليم الاوراق الى الملحقية الثقافية ، ادركت لاحقا السبب وراء تلك الغبطة حين ذهبت لاستلام مخصصين لربعين ماليين – انت اكملت ولم تعد مستحقا ، فقط تسألنا تذكرة عودة للوطن – ما عرفته وقتها من بعض من صادفتهم من الخريجين المتواجدين لختم وثائقهم من السفارة . . أن من ينهي دراسته يقضي شهورا وقد تصل الى سنة . . لاستلام المنحة المالية ، التي لا تقطع طالما لم تقدم للسفارة لتعميدها والرفع الى الداخل بوقف المنحة المالية ، تحدث إليك من قابلتهم في حوش السفارة قبل مغادرتهم . . وايضا الكثير ممن تلتقي بهم خلال ملاحقاتك لاستخراج الشهادات . . ألا تستعجل في تقديم اوراقك الى السفارة و . . انت بحاجة للبقاء حتى تستخرج شهادتك الكرتونية ، وحتى إن اردت أن تبقى لفترة إضافية . . لتستلم كامل المنحة المالية لعام تخرجك ويكون معك مبلغا يفيدك عند عودتك ، انهم لصوص . . يضعون اشارة امام اسمك لديهم بتخرجك . . بمعنى انتهاء بعثتك ولن تعود لك مخصصات مالية لتقبضها من السفارة ، بينما حين تأتي ضمن كشوفات المبعوثين . . يأخذونها لأنفسهم ، كثير من سمعتهم انهم يجدون عند صرف المنحة المالية بوجود اصدقاء لهم ممن تخرجوا من عام او اكثر . . واحيانا لثلاث سنوات و . . اسماء معهم في كليتهم او قسمهم لا وجود لهم . . بوجود اسمائهم ضمن كشوف المبعوثين بمستحقاتهم المالية التي لم تقطع ، وكلها يتم وضعها في جيوبهم . . يتقاسمها الملحق الثقافي والمسئول المالي . . وربما حصة يتم استقطاعها لمن يغطي عنها في الداخل . . في وزارة التعليم العالي والمالية والبنك المركزي – اربعة شهور من العراك باستلام اخر مخصصين . . أرادوا نهبهما ، وبعد ما وصلوا اليه من رعب تشهيري بهم امام جميع الطلاب والزائرين و . . باتصالات الى الداخل وفضحهم في صحف
المعارضة . . حاولوا مساومتي بربع واحد . . وأن لا اخبر احدا ، رفضت إلا استلام كامل المستحقات - كيف . . ومستحق هذا الربع قائما لأني انهيت دراستي وبمضي شهرين منه ، ووفق قانون البعثات يستحق الخريج ربعا ماليا لاحقا . . يعينه على استكمال تجهيزات عودته ودفع رسوم الاوزان الاضافية مما يحمله معه من كتب واغراض ضرورية له – عراك تخوضه مع ادارة الجامعة من جهة واخرى مع السفارة ، قبضت مستحقاتك المالية وفق القانون بينما تظل اشكالية استلام الشهادة الكرتونية لكافة الخريجين ومن سيتخرجون لاحقا محط مشكلة عامة بين البلدين . . وانها ستأخذ وقتا وسيتم حلها ، من اكمل عليه العودة الى البلد وسترسل كافة الشهادات لاحقا – كان بعض الخريجين استلموا وثيقة تخرجهم الكرتونية من جامعات ومعاهد اخرى . . حتى بعد دفاعك بأيام واسابيع ، منهم بدفع رشاوي وغيرهم حالفهم الحظ بعدم وصول تعليق المسئولين في مكان دراستهم . . كبعثيين يتم اجتثاثهم – نسقت مع اكثر من زميل بإرسال شهادتك بمجرد افراجهم بقرار مع بقية من حجزت شهاداتهم ، زملاء يشاركونك تخوفاتك . . أن تخرج كافة شهادات الاخرين . . ويتم إضاعة شهادتك – ليس غريبا أن يحدث ذلك ، استهدفت بثلاث دكتوراه ما أن تتبقى لك فترة وجيزة بين عام وستة اشهر . . يقطعون الطريق عليك لاستكمالها ، فهي الوسيلة الوحيدة التي تبقت بأيديهم لترويضك ، فإرثكم الكبير عن والدكم وحقوقه قد استحلت كثائر مفقود مقطوع من شجرة . . بينما ارث امك منهوب من اخيها وابناء اخوتها . . فحكم على امك ربة البيت المحجبة . . بنت الاصول أن تعيش الكفاف في تربية ستة ابناء بعد رحيل زوجها وهم قصار في العمر ، حتى أن اخر العنقود منهم لم ير اباه . . قد ولد بعد موته بثلاثة اشهر – حاولوا استمالة اخوتك بعد هروبك . . كمخبرين امنيين أو رسميين برتب تمنح مكافأة لهم . . ولم يوفقوا ، ضغطوا عليهم بترهيب اشعارهم بكونهم تحت المراقبة و . . حصارهم في وظائفهم ، وصلوا الى اخيك الاوسط الذي اوصلوه الى حافة قريبة من الجنون بمؤامرة قذرة احيكت عليه عندما كان مجندا ، احيل للقضاء العسكري بعد تعذيب افقده عقله واودع في السجن كمختل تتم عملية السيطرة على قوته الجسدية المتعملقة بجلسات متواصلة من الصعق الكهربي وحبوب مخدرة تقتل كامل طاقته . . ليكون ابلها لا خطر منه . . يخرج عندها من السجن او مشفى الامراض العقلية والنفسية الى الشارع مشردا كمجنون . . تحت ذريعة لا فائدة لوجوده هناك . . فالعلاجات يمكن استفادة مرضى اخرين منها – بعد عودتك من روسيا كنت تصادفه او احد اخوتك او يبلغكم احد معاريفكم بأنهم رأوا نزار في شارع . . يهيم بحالة رثة في هيئته وملابسه الممزقة – كثيرون يتألمون عليه ، يتذكرون جماله الشركسي الاشقر بقامته فارعة الطول وشعره البني المحمر المتوافق مع حدقة عينيه الواسعتين البريئتين ، كلما كنتم تجدونه وتعيدونه الى المنزل . . ويستعيد قليلا من رونقه الماضي . . مع انضباط في تناول العقاقير المهدئة ومضادات الهلوسة ، يخرج ولا يعود ، تبحثون وتسألون في كل مكان . . ولم يراه احد ، تسالون في السجن او مستشفى الامراض العقلية . . فتجدونه واثار تعذيب قبيح على كل انحاء جسده . . وتعرضه للانتهاك الجنسي . . فقوته الجسدية مقتولة في حالة دائمة من فعل التخدير والصعق الكهربي – لا تمضي شهور قليلة واحيانا اسابيع او بضعة ايام متى ما تجدونه وتصحبونه الى معكم الى البيت . . إلا ويأتي إليكم استدعاء من الامن السياسي او المباحث الجنائية بالقبض عليه في مكان مشبوه قريب من بيت مسئول كبير في الدولة ومعه متفجرات ، وانه يعترف بكل التهم التي تطرح عليه – تحت التعذيب اضافة لحالته العقلية المرضية غير المدركة للاتهامات الموجهة اليه – مرات متهم بأنه عميل للجنوب سابقا . . واخرى بعد الوحدة جاسوس لإسرائيل . . يدعي الجنون – نذهب لزيارته مسجونا واثار التعذيب الجسدي بالضرب والكهرباء والحرق واضحة على جسده وحالته الذهنية غير القادرة على معرفة . . حتى اخوته ، وبعد متابعات بوثائق طبية رسمية تصف حالته ما بين الفصام وفقدان العقل . . يسمحون بأخذه . . حتى لدرجة أن نقيد قدميه بالسلاسل حتى لا يذهب بعيدا عن المنزل ، كان ذلك بتهديد واضح إذا ما قبض عليه مجددا . . سيقبض على اخوته ايضا كمشتبهين معه – اخر مرة كان موجودا فيها نزار بين اخوته وإن كان مصابا بالوسواس القهري والذهان مع نوبات من الفصام . . رغم تعرفه على من حوله وسيطرة ذاكرة الطفولة على زمنه العقلي . . كان ذلك بعد عودتك من الهند وقبل سفرك الى العراق في 1999م لدراسة الدكتوراه للمرة الثالثة من جديد – كان قد وضع في مشفى الامراض النفسية والعقلية في عدن – كونها موطن ميلاده وانحصار ذاكرته فيها ، هذا غير كونه مشفى تخصصيا وحيدا في اليمن . . ذات طابع مهني طبي صرف ، لا يمكن التخلص منه للتشرد في الشوارع . . أو يحدث معه مثل ما عذبته صنعاء بتلفيق التهم عليه وتعذيبه – زرناه مرة وكان في حالة متحسنة ، فضلنا بقائه في عدن . . اقل شيء توجد الرحمة فيها والعطف عليه تقديرا لأبيه . . حين تقوده قدماه الى منزل وحي طفولته معرفا باسمه – بلغتنا الاخبار الطيبة عنه بوجود رعاية له لفترة من الزمن ، اختفى بعدها ولم تعد هناك اية اخبار عنه . . رغم محاولاتنا في البحث عنه – اقطع الامل في وجوده جنوبا وفي الشمال . . .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلم السعودي . . وفوبيا اليمن
- اليمن : افراح متوهمة بأحزان معتمة
- نعيق متصارع . . في أتون بلد ضائع
- رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق ...
- رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق ...
- رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق ...
- لن يغادرني احد ( نص اللحظة )
- ( 2 ) تركيا . . ودورة الإعادة لانتخابات الرئاسة - المرحلة ال ...
- رواية ( هروب . . بين المضيقين ) / الجزء 20 والاخير - من اعما ...
- تركيا . . انتخابات المرحلة الخطرة
- مواجهة وباء اجندات انظمة الغرب الفاشية / رقم 1
- عقلنا . . والخلط المعرفي لفهم الموضوعية
- السودان . . وسيناريو الاستعارة / الجزء الرابع - الفصل الثاني ...
- السودان . . وسيناريو الاستعارة / الجزء الرابع والاخير - الفص ...
- السودان . . وسيناريو الاستعارة / الجزء 3 - ج
- السودان . . وسيناريو الاستعارة / الجزء 3 - ب
- السودان . . وسيناريو الاستعارة / الجزء ( 3 - أ )
- السودان . . وسيناريو الاستعارة جزء ( 2 )
- السودان . . وسيناريو الإستعارة ( الجزء الاول )
- رواية ( هروب . . بين المضيقين ) / الجزء 19 - من اعمالي الروا ...


المزيد.....




- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي قبل الاخير ، 2021 - رواية غير منشورة / ح ( 4 )