أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - الإنسان الفاعل والمفعول والمعزول














المزيد.....

الإنسان الفاعل والمفعول والمعزول


ياسر جابر الجمَّال
كاتب وباحث

(Yasser Gaber Elgammal)


الحوار المتمدن-العدد: 7629 - 2023 / 6 / 1 - 15:19
المحور: الادب والفن
    


دائما ماكان الإنسان هو الفاعل في الأرض منذ بِدأ الخليقة، فهو الذي يحرث ويزرع في العصور البدائية، وهو الذي يسعى وينتنقل من مكان لآخَر في سبيل تدبير أموره ومعايشه .
هذه السردية تدلنا بصورة أولية على أن الإنسان هو الفاعل في الكون بأمر الله -عزوجل- وتهيئته لذلك .
هذا الذي يمكن لنا أن نطلق عليه الإنسان الفاعل في كافة المجالات، فهو صاحب السلطات المتعددة على كل من حوله من المخلوقات .
إلا أننا بلَغْنا مرحلة انتقل فيها الإنسان من حيّز الفاعل إلى المفعول، فهذه هي المرحلة الثانية التي يصبح فيها مأمورًا تمارِس عليه التكنولوجيا سلطاتها؛ فمع ظهور الطفرات الصناعية والتكنولوجية في العالَم بدأ الإنسان في التحول من الفعل إلى المفعول أو رد الفعل، فغدت الآلة تمارس سلطاتها عليه، وبهذا فقد وقع أسيرًا لتلك التقنيات الحديثة التي أخذت في التغول على كافة أنماط الحياة.
فالكل يسعى ليكون له موطء قدم أمام تلك الآلات والتقنيات، فهذا ممثل يسعى لأن يكون له عملا دراميًا يشاهده الناس، فالظاهر للناس أنه النجم والفنان الكبير إلا أنه في الحقيقة صغيرًا أمام الكاميرا والأضواء، التنقيات هي التي جعلت منه نجمًا، هذه هي الحقيقة سلطة الآلة وفقط .
وهذا رائد فضاء يسعى إلى تأسيس شركات طيران، وهذا يريد أن يحصل على وظيفة مرموقة في مكان معين، الآلة أجبرت الكل على تغير المسار والقناعات، وأن يصبح ترسًا في منظومة التقنية.
الكل تحوّل في طرفة عين إلى آليات وتروس في خدمة التقنيات والوسائل الجديدة، وأصبح الصراع في سبيها على أشده حتى يتمكن من الظَفْر بها من يستطيع تجاوز ذلك كله.
هاتان الحقبتان عاشتهما البشرية طيلة الفترة منذ خلق آدم حتى ظهور الحقبة الثالثة، حقبة الانعزال أو العزل بصورة مباشرة .
يمكنني تقسيم تاريخ البشرية إلى تلك الثلاث مراحل: مرحلة الفاعل، ومرحلة المفعول، ومرحلة الانعزال ..
والمرحلة الأخيرة هي التي نعيشها الآن من التغول الرهيب من الذكاء الصناعي، ومحاولة إقصاء الإنسان من كافة المستويات، والاستغناء عن خدماته بصورة مباشرة.
في القريب العاجل لن يكون هناك حاجه للطبيب التقليدي أو المهندس التقليدي أو المدرس التقليدي- أو بصورة حاسمة الأعمال التي كان يؤديها الإنسان بصورة كلية –؛ فالذكاء الصناعي هو البديل لذلك كله.
حتى فكرة الزواج والاستقرار، يوجد بدائل لها تؤدي الغرض من تحقيق الرغبة والنشوة – الدُميَة الصينية - .
مريع أن يصبح الإنسان عاطِلا، ليس لكونه جاهلا أو لم يحصل على مؤهل علمي أو حظا من التعليم، وإنما لكونه أصبح ضمن الفائض أو القوة غير المؤثرة لصالح القوى الأخرى – الذكاء الصناعي- .
إننا أمام إزاحة مباشرة، ومتعمدة للطاقات البشرية لصالح الذكاء الصناعي، وسوف يترتب على ذلك مئات من الأعداد المعطلة والطاقات المهدرة، هذه هي الكارثة التي تنتظر الجميع.
التغول الرقمي والتقني الذي نشاهده من حولنا لا يمكن أن يسير فيه إلا من له نصيب في صناعته وبناءه، وليس المُمارِس للمنتجات المتولده عنه .



#ياسر_جابر_الجمَّال (هاشتاغ)       Yasser_Gaber_Elgammal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأدبيات المتعلقة بالمنجز المراد النهوض به وطريقة معالجتها
- المحتوى الرقمي الهادف والمزيَّف
- إنتاج المعرفة وأهمية ذلك
- مسألية البحث العلمي بين المفاهيمية والتطبيق .
- فاعلية السيمياء في العنوان البحثي - اختيار العنوان والدلالة ...
- آليات ومراحل البحث المعرفي.
- البحث العلمي: تقديم لا بد منه.
- عرض لكتاب جمالية الكتابة المسرحيَّة والسَّرديَّة عند السيد ح ...
- علم القيمة وعلم الثمن
- عوامل النشأة والتكوين - قراءة في عوامل خارج النص-
- الفاعلية الاجتماعية في النصوص الإبداعية
- أزْمة النقد ونقد الأزْمة (ابن الأثير 3) (انفتاح النص وثراء ا ...
- التناص الخطابي بين البنية السطحية و البنية العميقة
- انبعاث العتبات الصوفية من النص الحديث -قراءة كرونولوجية -
- فاعلية المنجز العربي في مشروع تُشُومِسكي اللغوي
- الوجدان وهموم الواقع
- أزمة النقد ونقد الأزمة ابن الأثير وقضية التناص
- الفاعلية بين النصوص
- رقمنة الحياة - الشات جي بي تي- Chat GPT-
- تمائم الموت وعصارة القلب


المزيد.....




- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - الإنسان الفاعل والمفعول والمعزول