أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبيل عبد الأمير الربيعي - الاحتلال الامريكي للعراق واستفحال المد الطائفي والعرقي














المزيد.....

الاحتلال الامريكي للعراق واستفحال المد الطائفي والعرقي


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 7629 - 2023 / 6 / 1 - 13:32
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إن احداث التاسع من نيسان 2003م هي من بين الأحداث التاريخية الكبرى بالنسبة للعراق، فالجسد العراقي كان جسداً مريضاً في بنيته التحتية في مجال الدولة والسلطة والنظام السياسي والعلاقات القومية والاجتماعية والأخلاقية والثقافية، أي في كل مكوناته التي كانت تعاني من أمراض مزمنة.
فما جرى يوم التاسع من نيسان إن كان تحرراً ففي نفس الوقت كان احتلالاً، فهو احتلال بذريعة التحرر، ولولا انعدام الحرية وضعف الدولة والمجتمع لما حدث الاحتلال. وبما أن العراق يحتوي على قوميات واعراق وأديان ومذاهب متنوعة بوصفها جزءاً من تاريخه العريق وتسامحه الذاتي وتقاليده الكونية، من هنا فإن ظهور الطائفية والعرقية الناتئ فيما بعد 3 نيسان 2003م كان أمراً طبيعياً. فقد كانت جميع المكونات تعاني من ثقل الدكتاتورية، وبالتالي ليس خروجها إلا تعرضها من حيث الرؤية المستقبلية إلى شمس المعالجة الأولى في تاريخه الحديث.
إننا اليوم نقف أمام واقع انحطاط وتخلف للبنية الاجتماعية من جهة، وتصدع الفكرة الوطنية العراقية من جهة أخرى. وإذا كان من الممكن الإقرار نظرياً بأنهُ انحطاط وتصدع قابل للرأب، باعتباره نتاجاً لحالة سياسية أولاً وقبل كل شيء، بلغت ذروتها في سياسة الدكتاتورية المقبورة، فإن الأحداث التاريخية في مجرى السنوات بعد السقوط تشير إلى استمرار وإعادة إنتاج التجزئة بصورة منظمة، ولعل اخطرها الطائفية السياسية الآخذة في التحول إلى مرض مزمن شامل في الجسد العراقي.
ووجدت هذه الحالة المتراكمة من الانحطاط استمرارها في إفراغ التاريخ العراقي المعاصر منذ الاحتلال العثماني للعراقي، واستمرت حالة التراكم في فكرة سياسية اجتماعية وطنية عامة، بمعنى استمرار الصراع الخفي بين مكونات العرب العراقيين، الذي تجسد في منظومة رجعية من حيث المكونات الاجتماعية والمواقف السياسية للسلطة بعد انقلاب 1963م، وهو انقلاب شكل خطوة إلى الوراء وجرى استكماله في انقلاب 17 تموز 1968 الذي ارسى أسس الدكتاتورية. وهي تقاليد أدت خصوصاً في مجرى العقدين الأخيرين قبل سقوطها إلى استفحال التجزئة الجهوية والقومية والطائفية للعراق والعراقيين في مختلف نواحي ومستويات الحياة. مما أعطى لهذه التجزئة ابعاداً مركبة ومتشابكة في الاجتماع والاقتصاد والسياسة والفكر والايديولوجيا ونمط الحياة والنفسية والاجتماعية. وهي تجزئة أخذ حجمها بالتوسع في مجرى التغيرات الراديكالية التي رافقت سقوط الدكتاتورية.
لقد كان التاسع من نيسان 2003 انقلاب تاريخي هائل، ظاهره نقمة وباطنه نعمة، وذلك لأنه انقلاب أظهر حقيقة الاعماق الخربة للعراق، وطبيعة ونوعية أمراضه الداخلية والدفينة، ومستوى الخراب والانحطاط المادي والمعنوي، وبقايا العقد والمتحجرات القديمة التي نمت وتضخمت في ظل الدكتاتورية بطريقة تبدو مفزعة ومثيرة. فبعد عام 2003 كانت المرة الأولى في تاريخ العراق تشترك فيها جميع مكوناته بطريقة تحتوي على اقدار مختلفة من العقلانية واللاعقلانية، والواقعية وغير الواقعية في صنع تاريخ العراق الحديث. وهي حالة تتصف بقدر كبير من التخريب كما هو الحال في استفحال ظاهرة العرقية الكردية بشكل خاص، وبصورة أقل أو جزئية عند بعض الحركات التركمانية والكلدو آشورية.
فالطائفية هي أما مرض وأما بقايا متحجرات، ومنهما عادة ما تتراكم مختلف مظاهرها، وشيوعها هو مؤشر على بقاء الأثنين في النفسية الجمعية ونماذج وعيها ونفسيتها وتقاليدها، ولو عدنا إلى صفحات التاريخ الإسلامي لنجد أن الأموية هي صانعة الفكرة الطائفية بوصفها سُنّة السلطة، أي القانون الذي يحكم سلوكها حالما تكون قوة مغتربة عن الأمة ومحكومة في نياتها وغايتها بقوة الجاه والمال، وهي صفات جوهرية جاهلية حاربها الإسلام المحمدي. وهو السبب الذي صنع خلاف العبارة في أهل الشام وأهل العراق، وهو افتعال السلطة، أي افتعال أموي.
فالطائفية في العراق كانت منذ البدء ذات ابعاد سياسية، ولكن بالإمكان تذليلها السريع في حال الاتفاق على أولوية وجوهرية المصالح الوطنية العامة. لكن التمسك بالطائفية السياسية بما معناه استعادة الانغلاق والإلقاء في شرنقة الأنا المتبجحة بذاتها. والطائفية تتعارض بل تتضاد مع فكرة الدولة البديلة بوصفها دولة شرعية محكومة بالقانون والدستور.
فالعراق في ظروف الانتقال إلى الدولة الشرعية وبناء الوطنية الجديدة يعاني من اشكالية الشعب والأمة. لكنه ليس مجموعة أو تجمع طوائف، فالعراق يحتوي على القوميات والأعراق والطوائف بسبب تاريخه العريق وبسبب قدرته على التعايش واستعداده على قبول مختلف المكونات وصهرها في بوتقته الثقافية. وللإرتقاء إلى رؤية التكامل البعيد المدى يجب رفع الوعي السياسي صوب الفكرة الوطنية العامة وتحريرها من عبودية السلطة وتوجيهها صوب فكرة الدولة بوصفها صانعة الوطنية الحقيقية.



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاضل البراك يستقطب بعض الشيوعيين العراقيين
- ابو طبر وتحالف البكر/ صدام/ ناظم كزار
- سلام إبراهيم وحكاية العشق بين مسقط رأسه والأدب
- بغداد مدينة الخوف بتحالف البكر/ صدام
- الأحزاب الشيوعية العربية وذيليتها للاتحاد السوفيتي (الحلقة ا ...
- الأحزاب الشيوعية العربية وذيليتها للاتحاد السوفيتي (الحلقة ا ...
- الأحزاب الشيوعية العربية وذيليتها للاتحاد السوفيتي (الحلقة ا ...
- الأحزاب الشيوعية العربية وذيليتها للاتحاد السوفيتي (الحلقة ا ...
- غالب العميدي مسيرة حافلة بالإبداع والعطاء
- عبد الله حلواص الشيوعي الحامل هموم ووجع العراق.. سيرة ومحطات
- القاضي حسن حسين جواد الحِميَّري اسم يسبق ألقابه، وأيقونة عرا ...
- العشاء الأخير للشهيد ناصر عواد (ابو سحر)
- قراءة في ديوان (أناشيد تشرين) للشاعر عبد الرزاق ناصر الجمعة
- قراءة في رواية (الباشا وفيصل والزعيم)
- دراسة جديدة في جهاد السيد نور الياسري في ثورة العشرين
- قاتل ورئيس عصابة سطو مسلح يتحول إلى شهيد
- تجربة ذياب آل غلام في قصيدة النثر (الحلقة الثالثة)
- تجربة ذياب آل غلام في قصيدة النثر (الحلقة الثانية)
- تجربة ذياب آل غلام في قصيدة النثر (الحلقة الأولى)
- لمحات عن النهضة الفكرية والسياسية في العراق


المزيد.....




- العلاقة بين العراق وسوريا، محطات مختلفة بين الوحدة والتوترات ...
- أفضل وأسوء الأطعمة لصحة البروستات
- الشرطة تداهم مكتب رئيس كوريا الجنوبية ووزير الدفاع يحاول الا ...
- قوات -سوريا الديمقراطية- توضح سبب انسحابها من منبج
- -حزب الله- اللبناني يوضح موقفه تجاه سوريا بعد الإطاحة ببشار ...
- مباشر- الجولاني: الشعب السوري أنهكته الحرب ولن يدخل في صراع ...
- توقيف راكب حاول تحويل رحلة طيران مكسيكية إلى الولايات المتحد ...
- شهداء في بيت لاهيا والنصيرات والمقاومة تستهدف الاحتلال برفح ...
- المعارضة السورية تعلن -السيطرة- على دير الزور.. ومصدر كردي ي ...
- وسائل إعلام تدرس عواقب اعتراف إدارة ترامب المحتمل باستقلال ص ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبيل عبد الأمير الربيعي - الاحتلال الامريكي للعراق واستفحال المد الطائفي والعرقي