أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عبد الأمير الربيعي - قاتل ورئيس عصابة سطو مسلح يتحول إلى شهيد














المزيد.....

قاتل ورئيس عصابة سطو مسلح يتحول إلى شهيد


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 7457 - 2022 / 12 / 9 - 10:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في دنيانا هذه، هناك أناس ليس من الأدب في شيء أن تبدو أمامهم بصفاتٍ لا يمتلكوها، هؤلاء هم الذين عناهم أبو الطيب المتنبي ببيتيه هذين:
ومن عرف الأيام معرفتي بها وبالناس روّى رمحه غير راحم
فليس بمرحومٍ إذا ظفروا به ولا في الردى الجاري عليهم بآثم
في بلدنا العراق بالأخص، هناك طباع تدفعنا إلى إخفاء العَيب واجتناب القول في كل ما يشين الذات والآخرين. ومن مظاهر هذه العقدة النفسية التي يعزو إليها علماء النفس ازدواجية الشخصية ظاهرة الخوف من ذكر الموتى بسوءٍ، وقد صار مبدأ وجرى به القول المأثور (اذكروا محاسن موتاكم بالخير). وأنا أقول: ليس هناك من خير يعادل ضرر تطبيق هذا القول في تسجيل الوقائع التاريخية، أو تناول أعمال الشخصيات التي أسهمت فيها. فكثير من الموتى قادر على إحداث أذى ما فعلهُ وهو حيّ، بمجرد الاغضاء عما أرتكبه إنقاذاً لسمعته.
وما يحزنني أن اسمع وفي جلسة في دار السيد (س) مع نخبة من الباحثين والكتاب والأدباء لتوثيق مرحلة تاريخية مهمة في تاريخ حزبٍ عرف بسيرته، وما سمعته من والد رئيس العصابة القتيل (اليوم يدعى الشهيد)، أن ولده كان يقود عصابة سطو مسلح في عهد النظام البعثي السابق مع زمرة من رفاقه، وبتوجيه من والد رئيس العصابة بالقيام بعمليات سطو مسلح على المؤسسات المالية لدعم التنظيم الذي يقوده في منطقة الفرات الأوسط، ومن المحزن أن تسمع أن هذه العصابة المنحرفة بعد عملية السطو المسلح تقتل على يديها النفس التي حرم الله قتلها دون رحمة، ويلوذوا القتلة بالفرار والسكن في إحدى فنادق العاصمة بغداد، ويدعّي والد ما يدعى (أبو الشهيد) إنه هو من دعاهم للقيام بهذه الأعمال لدعم تنظيمه مادياً، لكن الأجهزة الأمنية بالمرصاد لهم ويتم إلقاء القبض عليهم ويساقوا إلى المحاكم ومن ثم إلى حبل المشنقة.
ومن المؤسف والمحزن أن عائلة هذه العصابة المنحرفة ينالوا ثمن إعدام ابناءهم بعد سقوط النظام حقوق شهيد، ويعتبر ابناءهم ضمن قافلة الشهداء لذلك التنظيم، وترفع صورهم على جدران قاعة الاستقبال للضيوف، والأب يفتخر بولده كونه قاد تلك العصابة التي قتلت النفس، وسرقت المال العام.
ولكن عندما يرتفع الوهم والإيهام، وتوضّح الحقائق في نصابها بانكشاف الغامض وما حوفظ سراً، وعندما تقضي الأمانة والذمّة من الكاتب والباحث إعادة النظر على ضوء ما أزيح الستار عنهُ في هذه الواقعة أو تلك، ثم ظهرت الحقيقة بعد حين.
والمؤلم والمُعيب تجد قادة ذلك الحزب يتهيبون ويحجمون، ولا يجرؤون على خرق حجاب الخوف بإقدامهم على تعديل ما صدر منهم أو من غيرهم من أحكام خاطئة أو مبتسرة، أو ما ظل يجري عند الأغلبية مجرى المسلمات المقدسة التي لا يأتيها ريب. والمسألة لا تحتاج إلى كثير من الحيرة (وإذا كانت الأغلبية سُرّاقاً فإن الأمانة سيعاقب عليها باعتبارها جريمة).
ويتأخر الزمن ببعض الواقفين على حقائق الأمور، بفضل المراكز التي كانوا قد احتلوها أولياء أمور القتلة سواء في التنظيم أو في المدينة، فضلاً عن الفرص المتاحة لهم، ويخفون الحقائق على الناس فلا يكشفونها إلا بعد أن يتم حصولهم على حقوق ما يسمى (الشهيد) وتحويرها لتبدو من قبيل المسلمات.
ومن المخجل أن تثق بوالد الشهيد لتكتب عن سيرته النضالية، وكلما أتذكر ذلك يتصبب من جبيني عرق الذم والغم والألم، بعد أن عثرت على دليلٍ بأن هذا الشهيد كان في يوماً ما لصاً وقاتلاً منحرفاً، ومصاباً بلوثة في عقله، وإنه أعدم نتيجة ذلك.



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجربة ذياب آل غلام في قصيدة النثر (الحلقة الثالثة)
- تجربة ذياب آل غلام في قصيدة النثر (الحلقة الثانية)
- تجربة ذياب آل غلام في قصيدة النثر (الحلقة الأولى)
- لمحات عن النهضة الفكرية والسياسية في العراق
- ((الصحافة اليهودية في العراق-صحفهم، مجلاتهم، مطابعهم، أعلامه ...
- صندوق الذاكرة السوداء يوقظ الخلود في رواية (قاموس الخلاص)
- نجمة حمراء في سماء العراق
- الفرهود - ظاهرة اجتماعية عامة في المجتمعات الغارقة في التخلف ...
- دور الهيئات الاقتصادية للأحزاب في تدمير العراق (الحلقة الثان ...
- دور الهيئات الاقتصادية للأحزاب في تدمير العراق (الحلقة الأول ...
- الدكتور علي إبراهيم ونقدية القص العراقي
- عبد الرضا عوض المتصوف الذي عشق الكتاب ومدينته الحلة
- تاريخ المراسيم العاشورائية في مدينة الديوانية
- محمد عبد الجبار النفري ومراحل الفناء
- فهد وأطياف العتمة
- مظفر النواب وانقلابه على القصيدة العامية (الحلقة الثالثة)
- مظفر النواب وانقلابه على القصيدة العامية (الحلقة الثانية)
- مظفر النواب وانقلابه على القصيدة العامية (الحلقة الأولى)
- الديوانية مدينة النشأة والذكريات
- تاريخ مدينة الديوانية بين وداي العطية وسامي ناظم المنصوري


المزيد.....




- مشهد مؤلم.. طفل في السابعة محاصر في غزة بعد غارة جوية إسرائي ...
- -رويترز-: مايك والتز أجبر على ترك منصبه
- -حادثة خطيرة- في غزة والجيش الإسرائيلي ينوي استخلاص الدروس م ...
- زاخاروفا تعلق على احتجاز مراسل RT في رومانيا وترد على شائعات ...
- تقارير إعلامية تفضح -كذب- نتنياهو بخصوص حرائق القدس
- أوكرانيا: نارٌ ودمار وإجلاءٌ للمدنيين إثر غارات روسية على مد ...
- حكمت الهجري يطالب بحماية دولية بعد اشتباكات صحنايا وريف السو ...
- المرصد يتحدث عن عشرات القتلى في اشتباكات -طائفية- بسوريا.. و ...
- إيران تعلن تأجيل جولة المفاوضات المقبلة بشأن برنامجها النووي ...
- في عيد العمال.. اشتباكات في إسطنبول ومغربيات يطالبن بالمساوا ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عبد الأمير الربيعي - قاتل ورئيس عصابة سطو مسلح يتحول إلى شهيد