أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عبد الأمير الربيعي - تجربة ذياب آل غلام في قصيدة النثر (الحلقة الثانية)














المزيد.....

تجربة ذياب آل غلام في قصيدة النثر (الحلقة الثانية)


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 7444 - 2022 / 11 / 26 - 23:50
المحور: الادب والفن
    


ولعلنا لا نبالغ إن رموز الشاعر تنأى بتجربته عن التقليد، وهذا يدلنا على أن نبضه الجمالي، وحسه المرهف الإبداعي الذي ينقل رؤيته، وتوقه الروحي، واحتراقه الداخلي المشبوب بالعشق والصبابة. فتجربة ذياب آل غلام نابعة من الصميم والاحتراق الداخلي ممتزجة بالزخم الروحي المشبوب بالوله والشفافية والحنين الخالص، التي تبثها رموزه كتيار عاشق لا يهدأ، كما قوله في قصيدته (أتيتُ إليكِ... مطرا):
وأتيت إليكِ بتول
ألملم طيف الحبِّ
بفجّر الحنين داخل خطواتي
لأنثر أوراق الزهور
وأعصر رحيق العطر
لأشم روح متَّيم فيها
في هذه الأبيات يهب ذياب قصيدته عمقاً في الدلالة، ومحفزاتها الشعورية، وأبعاد رؤاها، فضلاً عن أن الشاعر لا يخفي عليه رمز حبيبته المشبعة بالحساسية، والتوق الروحي والشفافية، والفيض الروحي، والنزعة الشعرية المفعمة بالطمأنينة والهدوء، فتأتي رموزه معبرة عن الانسجام الروحي الدافق، وقمة الصفاء. فهو يقتفي أثرها في كل مكان ليصل إلى ظلها الممتد ونورها المطلق، فضلاً عن المؤثرات الفنية في قصائد ذياب الشعرية المحرضة، كما في قوله:
أتيت إليكِ بتول
أقتل غربتي
وسم وحدتي
هارباً... من جزر المنفى
لاجئاً... لأرض شريانك
أتيت إليك
لأسكن مقلتيك
أتلمح نور وفائي
المرصع ببريق النجوم.. يا نجمتي بتول
تعالي تعالي... مطراً، مطراً؟؟
من خلال قصيدته هذه لا يعتمد فقط حركة الرمزية داخل السياق، وإنما يعتمد على الدلالة الرمزية أو الأسمية كما تبادر إلى الذهن، واعتمد على حركة الأنساق اللغوية، والطقس الإبداعي الذي أثارتني القصيدة في جوها الغزلي البحت، ونبضها الروحي المتوهج. ويتأكد أكثر بالمسميات والرموز المعتادة كرمز (بتول)، وقد يكون الأسم من المعشوقات الصوفية.
أما في قصيدة (ياسمينة العشق.. سيدة دمشق بتول)، يذكر الشاعر في مطلعها كتيار روحي لا يهدأ أو يهدأ:
حبيبتي شجرة البتولا
بين أشواق الحبِّ والمعرفة
بين الحنين والودّ البعيد لهفة
بين حبي لكِ، أعرف إنكِ محال
لكني أهديكِ الخيال
يا شجرتي، سيدة الظلال الوارفة
فهل تقبلي أشواقي
يا نزهة أعماقي
في سطور أنتِ الحبِّ.. أنتِ الحنان
أقبل.. فآليت العمر يهدى! أهديكِ عمري
أحبكِ بكل ذكرياتي أقبلي آهاتي
هذا إهداءٌ بسيط عن حبٍّ عميق
***
الآن أقول وبأعلى صوتي
لا تنسين اللقاء تحت المأذنة الذهبية
أنني أحبك يا عبير الياسمين الدمشقي
وسأظل أحبك مهما كلفني الأمر
وسأظل أحبكِ كل لحظات العمر
هنا الإشارة مرة أخرى للرمز (بتول) أو (البتولا)، وهي تمثل الفاعلية للنسيج الجمالي الذي تتخلله الرموز، من خلال الحركة الجمالية في القصيدة التي ارتكزت على المسميات (البتولا، شجرتي، سيدة الظلال، نزهة أعماقي، عبير الياسمين)، وهي رموزاً لمحراب جمال المحبوبة. فالقصيدة تعتمد على بكارة الرمز وفاعليته وجديته، من خلال التجربة الشعرية، المتضمن فيها الإبداع الحقيقي الذي يخلق الرمز المؤثر في تجربة الشاعر، وليؤكد خصوصيته الفنية في قصيدة النثر، وانفرادها برؤاها المعينة وبرموزها الخاصة، النابعة من الصميم لتحفز القصيدة والتعبير عن مدى الوله والعشق للشاعر، وشمولية إبداعه والقدرة على التوصيف.



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجربة ذياب آل غلام في قصيدة النثر (الحلقة الأولى)
- لمحات عن النهضة الفكرية والسياسية في العراق
- ((الصحافة اليهودية في العراق-صحفهم، مجلاتهم، مطابعهم، أعلامه ...
- صندوق الذاكرة السوداء يوقظ الخلود في رواية (قاموس الخلاص)
- نجمة حمراء في سماء العراق
- الفرهود - ظاهرة اجتماعية عامة في المجتمعات الغارقة في التخلف ...
- دور الهيئات الاقتصادية للأحزاب في تدمير العراق (الحلقة الثان ...
- دور الهيئات الاقتصادية للأحزاب في تدمير العراق (الحلقة الأول ...
- الدكتور علي إبراهيم ونقدية القص العراقي
- عبد الرضا عوض المتصوف الذي عشق الكتاب ومدينته الحلة
- تاريخ المراسيم العاشورائية في مدينة الديوانية
- محمد عبد الجبار النفري ومراحل الفناء
- فهد وأطياف العتمة
- مظفر النواب وانقلابه على القصيدة العامية (الحلقة الثالثة)
- مظفر النواب وانقلابه على القصيدة العامية (الحلقة الثانية)
- مظفر النواب وانقلابه على القصيدة العامية (الحلقة الأولى)
- الديوانية مدينة النشأة والذكريات
- تاريخ مدينة الديوانية بين وداي العطية وسامي ناظم المنصوري
- آسر الحيدري والتاج والحجاج وعرس العراق
- قراءة في رواية (قيلولة) للدكتور سلام حربة


المزيد.....




- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...
- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عبد الأمير الربيعي - تجربة ذياب آل غلام في قصيدة النثر (الحلقة الثانية)