أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عبد الأمير الربيعي - مظفر النواب وانقلابه على القصيدة العامية (الحلقة الثالثة)














المزيد.....

مظفر النواب وانقلابه على القصيدة العامية (الحلقة الثالثة)


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 7284 - 2022 / 6 / 19 - 10:02
المحور: الادب والفن
    


والنواب في قصائده له طريقة في التوكيد على الفعل، خصوصاً قد لا يلتفت إليها المتلقي في حرية انتقاء الفعل المناسب الذي يطابق حالة التكثير ويثريها:
هاي بيوتنه وذولاك أهلنه
والچواير گطه
ودخان المعامل واصل التالي الشلب
والشلب ناهبله گصيبه من الشمس
گبل الصبح
بسكون
ويگولولك إحنا نموت!!!
هاي الدنيا ما يبنيها غير أهلك..
وميتنا أَرد أگلك: من تشيله الناس..
يدير العين للديره بمحبّه وهوّه بالتابوت..
ويگولولك، العفنين، إحنا نموت!!!!!!!
تأمل الصورة التشكيلية لرسام تشكيلي مجيد كم يعرف عنهُ، فالنواب يضخم حالة التكثير بدرجة صادمة، يزيد دقتها في التماثل اللوني والكتلي للجانبين، كما بإمكان الشاعر، فكان الخيار مفتوحاً أمامه بين فعلين (نهب) و(باگ) أي سرق، والمتخيل يتخيل السرقة كعمل عدواني، لكن النهب عمل عدواني عنيف، فهو العنف النوابي، وبصمت خلال اغفاءة الشمس المهيبة يتولى السرقة.
فالنواب يبذل جهداً هائلاً في الصبر ليس على كتابة القصيدة بل تخميرها من المبنى والمعنى، والمفردة الواحدة، وأحياناً الحرف الواحد، لينتج لنا أروع أنواع الشعر الساحر المذهل، ليرفعنا إلى سماوات قصيدة النشوة الصوفية المترفعة، وهذا ما نجده في قصيدة (زفة شناشيل):
انا يعجبني ادور عالگمر بالغيم
ما احب الگمر كلش گمر
يا عمر كلك مطر
يا فرح جنك قهر
منين اجيسچ تاخذ الختلات روحي..
الگه عنبر..
الگه مشمش..
الگه غرنوگين يصلن
الگه شي ساكت مثل فرخ الحبر
الگه شي ضايع نهر
دشداشه گمره
اثنين بالمشمش..
وإذا العصفور يزقزق...
فوگ...
نسحب البستان..
نتغطه شهر.
صنطه لشناشيل
صنطه العگد
نام الدف على امخاديد الجوارين
وحصان العمر مسرع ورا الگمره، عبر
گنطره وماي الگمر
گنطره ونوم وعشگ جاس النهر
گنطره وجانا المطر
لذلك من خلال قصائد النواب نجده قد فجر المفردة العامية وأطلق طاقاتها المحتبسة، منطلقاً من الفهم الخلاق لدور الشعر، وهو يمنح المفردة دوراً جديداً باهراً، ومعانٍ جديدة باذخة، تتجاوز معناها القاموسي التداولي، فيقول النواب:
جفنك جنح فراشة غض
وحجارة جفني وما غمض
يل تمشي بيا ويا النبض
روحي على روحك تنسحن
حن .. بويه حن
وهنا ينشئ النواب علاقة بين جفنين: الأول جفن المحبوب، والثاني جفن المحب العذب. وتأتي الدهشة دائماً من الألم الفائق، لحضور الموت وليس من الحياة المحضة الرتيبة، وفي قصيدة للنواب (ولا زود) يقول:
جثير گزازك بروحي،
وأگولن
هاي حنيّة
وأگلّك
وين هالغيبة؟
سنه
وبالحلم منسيّة
يَاطيف
شوية عاشرنه
الصبح دنياك، مگضيّة
من خلال ما تقدم نجد المنجز الشعري الابداعي العامي للنواب بمفرداته قد صدأ واندثر تحت طبقات من غبار بلادة الاستعمال، لكن قد جسد النواب في شعره الحجر إلى ذهب من تلك المفردات: الغرشة، ليطة، مدگگ، نگش، اللجعة، زحير، ناموس، شگبان، اتغرنگت، الرزّة وغيرها.
فينتقي النواب المفردات في تصوير مشاعره وانفعالاته وافكاره، فاستخدام المفردات من قبل النواب تشكل اختباراً حقيقياً لقدراته على الخلق وتحويل تراب المفردة إلى ذهب القصيدة، ومثال ذلك مفردة (گزاز)، لا أجد شاعراً قبل النواب قد استخدمها في الشعر العراقي العامي، فالمفردة تعكس درجة تمزق روح الشاعر، الذي بلغ حدوداً سادية في ذلك الكم الهائل من الوجع حباً، وأخيراً رحل النواب بعد ذلك الوجع جسداً لا روحاً، فقد جسّد روح العاشق لبلده وشعبه وشعره، من خلال قصائده، فجاءت سكتة الاكتئاب واليأس، ورحلت إلى الأبد تلك الشقاوة النازفة، لتعقبها خطوة اكثر مباشرةً واقتراباً من دائرة الخيبة والاحباط بعد احتلال بلاده من قبل الامريكان، الذي كان النواب يتمنى أن يتحسن حال بلده من بعد ذلك الانتظار والوحدة والأمل.



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظفر النواب وانقلابه على القصيدة العامية (الحلقة الثانية)
- مظفر النواب وانقلابه على القصيدة العامية (الحلقة الأولى)
- الديوانية مدينة النشأة والذكريات
- تاريخ مدينة الديوانية بين وداي العطية وسامي ناظم المنصوري
- آسر الحيدري والتاج والحجاج وعرس العراق
- قراءة في رواية (قيلولة) للدكتور سلام حربة
- قراءة في ديوان الشاعرة نور الهدى كناوي (الخامسة وخمس دقائق)
- قراءة في رواية ابتهال كسار (تشرين الغريب)
- الحنين إلى نجمة وتمائم حميد سعيد
- نصير الحسيني سيرة وشواهد في دروب الإبداع
- أحمد سالار أيقونة المسرح الكُردي
- أحمد الناجي وبواكير النهضة النسوية في العراق
- الحياة الثقيلة التي ادركت الروائي سلام إبراهيم منتصف العمر
- قراء في كتاب نصير الحسيني (سلسال الكلام)
- صور ناطقة
- علي الحسيني أديباً وباحثاُ
- تاريخ الصحافة في محافظة الديوانية 1920-2010م
- العلاقة الجديلة بين الزمن والوعي الإنساني
- المسرح العراقي في وثائق دائرة السينما والمسرح
- في ذمة الله مؤلف تاريخ الحوزة العلمية في الحلة


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عبد الأمير الربيعي - مظفر النواب وانقلابه على القصيدة العامية (الحلقة الثالثة)