كفانا بكاء على الآثار

خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7625 - 2023 / 5 / 28 - 00:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

ارسل لي زميلي المهندس المعماري خلدون خضر تقريرا صحفيا مصورا بثته شبكة (بي بي سي) بالعربية يحمل عنوان "مهتمون بالتراث المصري يوثقون معالم قبل هدم محتمل لمقابر تاريخية في القاهرة".
وأورد التقرير مقابلة مع الدكتور مصطفى الصادق وهو طبيب أمراض نسائية وتوليد في جامعة القاهرة مهتم بالتاريخ والتراث والآثار قال معقبا على شروع السلطات المصرية بإزالة مئات المقابر في القاهرة القديمة لتوسعة شبكة الطرق " لو اتهدت دا مش حيبقى عنا حاجة نوريها للأجيال القادمة إلا الصور والفيديوهات اللي الواحد هيعملها". وأردف طبيب النسائية والتوليد قائلا أنه قد باشر بعملية توثيق هذه الآثار وأظهر التقرير الدكتور مصطفى الصادق وهو يقف على بقايا "حائط" خرج منه حجر مكتوب عليه بعض الكلام ليكتشف أنه قبر عمره أكثر من 1100 عاما مضيفا ان هذا " أثر كان من الممكن أن يضيع" و " أن هناك شخصيات لم يكن هو يعرفها أو سمع عنها إلا من خلال شواهد القبور مشيرا الى وجود مقابر لعائلة "العظم" السورية مؤكدا أن من بينهم المرحوم "حقي العظم" الذي كان أول رئيس وزراء سوري بعد أن أصبحت سوريا جمهورية مشيرا الى أن شبكة المعلوماتية " ويكبيديا" قد ذكرت أنه قد مات ودفن في سوريا بينما الحقيقة أنه مدفون في القاهرة وعندما "يختفي شاهد القبر هذا ... سيختفي الدليل" وأضاف أن هناك " الخط العربي الذي خطّه فنانون ، والمكان ليس فنا فقط، بل هناك روح بني آدم أنجز هذا الفن"، وتوقف الطبيب النسائي عند قبر قال أنه للأمام "ورش" الذي هو صاحب قراءات القرآن العذبة التي " نحب أن نسمعها" ( 728م – 812م) مختتما المقابلة قائلا " إذا احنا حنبني مبدأ (الحي أبقى من الميت) فما هو المثل الذي نقدمه للأجيال القادمة وما هي الرسالة.
وربما لا زلنا نذكر تلك الكوارث التي حلّت بالأثار إبان الصراعات والنزاعات المسلحة التي عصفت في بلداننا العربية، ولا ننسى مطلقا ما يحصل على أرض فلسطين من سعي حثيث للاحتلال الصهيوني في هدم المزيد من القرى والمقدسات إستمرارا لمسلسل النكبة والتهجير.
طبيب النسائية والتوليد هذا يقرع جدران خزان الشهيد غسان كنفاني ويعلق الجرس ... وبالمناسبة في عالمنا العربي هناك كثيرون من أمثال هذا الطبيب المتنور، وعلينا جميعا أن نقول كلمة الفصل وكفانا بكاء وعويلا وتغنيا بالأشعار التي تطربنا كقول إمرؤ القيس :-
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
شكرا باش مهندس خلدون خضر وبإمكانكم أيها الأحبة مشاهدة التقرير على الرابط التالي:-
https://nabd.com/s/120116342-af4d6f/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%87%D8%AA%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D9%88%D8%AB%D9%82%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D9%87%D8%AF%D9%85-%D9%85%D8%AD%D8%AA%D9%85%D9%84-%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D8%B1-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9

#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل