عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 7621 - 2023 / 5 / 24 - 18:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إذا بحثت في علاقة محمد بورقة بن نوفل الكاهن النصراني قريب زوجته خديجة ستعرف كل شيء رغم أن القليل من الدراسات اهتمت بهذا الموصوع. ففي ذلك الوقت المضطرب فاليهود والنصارى يهددهم البيزنطيين والفرس ويريدون العودة للقدس ويبحثون عن القوة والسند فوجدوها في محمد وأتباعه الأشداء والكثير منهم ينتمون إلى فئة الصعاليك والمنبوذين من قريش في مكة ولهذا لم تنجج دعوة محمد لمدة 13 سنة فهاجر للمدينة حيث اليهود والنصارى وليس بعيدا عن القدس والنبطيين في البتراء.وكان تأثير الكاهن الطاعن في السن والخبير في تاريخ الديانتين اليهودية والمسيحية (النصرانية) ورقة بن نوفل على محمد عظيما فربما كان يملي عليه ما يقول ويفتي ويشد من عزمه ويحمية معنويا وهو الذي أول من اعترف به نبيا (هكذا بكل بساطة) وقال لخديجة عنما جاءته جزعة من أن محمدا يتعرق ويهذي "إنه الناموس) فربما أصاب محمد مرضا ما زكام أو صرع أو حمى جعله بتلك الحالة فكيف عرف نوفل أن ما أخبر به هو الناموس إسوة بناموس موسى نبي اليهود لو لم تكن هناك خطة لتأسيس قوة دينية جديدة تمكن اليهود والنصارى من الحماية من بطش البيزنطيين والفرس.وأكبر دليل على ذلك أن محمدا أبرم صلحا مع اليهود وكان وحيه يمدحهم ويعترف بكل أنبيائهم ويمجدهم وكذلك كتبهم التوراة والتلمود وفعل نفس الشيء مع المسيح ومريم والإنجيل ونسي أن يمجد أفذاذ بنو قومه وعشيرته.فبهذا بحث محمد في مرحلته الأولى أن يكون امتدادا للعهد القديم (اليهودية) والعهد الجديد (النصرانية) مبتعدا عن المسيحية المثلثة (تأثير نوفل والحنفية) لكن هذا التوجه قد تغير فيما بعد خطابا ثم فعلا بمحاربة اليهود والتنكيل بهم فوقعت القطيعة مع العهدين القديم والجديد بظهور ما سمي في أواخر عهده وحياته بالإسلام كدين جديد بعد أن أصبحت بين يديه القوة والسلطة والمال (الغنائم) ودستور (الوحي والقرآن). فالديانات لم تنزل من السماء دفعة واحدة كدفق رباني مكتمل الأركان بل هي نتيجة سردية وصيرورة تاريخية تفاعلية بين البشر والظروف الجيوسياسية لها أبعاد زمكانية.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟