عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 7584 - 2023 / 4 / 17 - 14:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أغرب ما في الدين هو الشيطان فهو أكبر كذبة ابتدعها العقل الخرافي الديني وصدقها الجهلة والعوام لأنها أصبحت مقدسة لأن الشيطان حسب خزعبلاتهم من خلق الإله والسؤال كيف يأتي الإله بهذا المخلوق الشيطاني ويتركه يتمرد عليه وسمح له بنشر الشر والصراعات في كل مكان فما فائدة الإله من هذا العبث هل هو عدم القدرة أم الإستمتاع بعذاب الناس وآلامهم أم التخلص من الملل أم كل هذا خرافة تفتقت بها عقول بشرية تبحث عن تفسير لما يحدث في سلوك البشر على أرض الواقع ؟ فالشيطان الذي حولته الديانات الخرافية إلى شبه إله بل هو إله الشر والإله الآخر هو إله الخير لكنه هو أيضا ماكر ومتجبر وماحق ساحق لكل من لا يؤمن به وهو الذي "يضل من يشاء ويهدي من يشاء" وكذلك هو " عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" فلماذا لا يلجم هذا الكائن العنيد ليريح عباده ويتركهم يعيشون في بحبوحة وسعادة وأمن وأمان ؟ فهل الإله يدعي القدرة فقط ويكذب على المؤمنين به وليس له وجودا فعليا وحقيقيا كنتيجة لما لحق سردية الشيطان من تناقض لا يقبله العقل السليم؟ فرمي الحصى على كائن متخيل لقتله يعد عملا تعيسا وعجائبيا ولا يأتي إلا من مرضى نفسيين فقدوا عقلهم وملكة تفكيرهم وأصابهم الحمق المركب بدون شك. أليس هناك إله قادر ويقول للشيء كن فيكون كما يقول المؤمنون ليقتل هذا الوغد الشيطان ويريح عباده من الشقاء والعذاب في مطاردة الوهم؟ فهناك تحايل جهنمي من طرف صناع الديانات على العوام لأنهم كذبوا عليهم بالقول بأنه هناك إله عظيم قادر على كل شيء وهو الذي يضل وهو الذي يهدي وهو الذي يحيي ويميت ويتحكم في كل شيء وعندما ظهر الشر في طبيعة البشر وسلوكهم وسلوك البشر حسب السردية الدينية ناتجة عن إرادة حصرية للإله "يضل من يشاء ويهدي من يشاء" مما يحيل فعل الشرور إلى الإله مباشرة فالإله هو إذا المسؤول عن ما يقوم به الناس من شر وهو إذا منبع الشر فوقع صناع الديانات في مطب وورطة فكيف يكون الإله شريرا ؟ ولهذا للتحايل على العوام أتوا بفكرة الشيطان ككائن خرافي ليحملوه وزر الشر وحده وينقذوا بذلك إلاههم من هذا الوسم الدنيئ لكنهم وقعوا في ورطة أكبر وهي من خلق الشيطان ؟ فالشيطان خلقه وصنعه الإله والمثل يقول البعرة تدل على البعير إذا منبع ومصدر الشر هو الإله وقد أنتجه بإرادة لنشر الشر والصراعات وما الشيطان إلا وسيلة ليس إلا فهل للشيطان إرادة مستقلة عن الإله ليفعل ما يشاء؟ وهل الإله عاجز عن ردعه أم إنه لا يريد ذلك وفي كلا الحالتين يعد الأمر عبثيا وغير ذي معنى.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟