تنظيم وتحديد النسل ضرورة ملحة

عزالدين مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 7595 - 2023 / 4 / 28 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تفتقر تونس للمساحة الجغرافية والموارد الكافية لتحمل عدد كبير من السكان يتجاوز 10 ملايين نسمة ولذلك فقد بات ضروريا بل ملحا بتحديد النسل بالقانون والتحفيز في حدود طفلين فقط لكل عائلة. فهذا الإجراء الضروري يمكن الأسر من الاهتمام بأطفالهم وتكوينهم والإشراف عليهم بصفة جيدة لما سيتوفر لهم من مال إضافي عوض تركهم في خصاصة فينقطعون من التعليم ويصبحون يهيمون في الشوارع فيقعون في محضور الجريمة والانحراف لصعوبة مراقبة عدد كبير من الأطفال والإحاطة بهم زيادة على المشاكل الصحية التي تصيب المرأة بسبب تعدد الإنجاب والذي يحد من حريتها ورفاهيتها. كما أن الدولة التونسية التي تراهن على التعليم والتكوين ومساهمة المواطن في التنمية والتقدم لا يمكنها القيام بذلك في ظل شح الموارد الذاتية مع زيادة معتبرة في عدد الولادات والوافدين على التمدرس الوجوبي وكثيرا ما تلجأ الدولة للديون الخارجية لدفع أجور الموظفين والقيام بإحدات وتطوير المدارس والمعاهد والكليات وانتداب المزيد من الأساتذة والمؤطرين والعمال ودفع ما يلزم من مصاريف التصرف. كما ستواجه الدولة إذا لم تقم بتحديد النسل بارتفاع مهول لعدد المعطلين عن العمل والذين يبحثون عن شغل ولا يجدوه لضعف في مستوى الاستثمار فينتج عن ذلك انتشار الفقر المدقع والجريمة والبؤس والهجرة الغير شرعية بسبب قلة الموارد المتاحة. فزيادة عدد السكان الغير متحكم فيها باتباع المقولة الدينية "كل من يولد يأتي معه رزقه" ستأخذ البلاد إلى مأزق وجودي بحيث يعم فيها البؤس والفقر والجريمة ويصبح العيش فيها مسألة صعبة جدا. فلم يعد في العصر الحديث الكلام عن عدد السكان لتحقيق التنمية والتقدم بل بما يحمله الأفراد من معرفة وتكوين جيد والتمتع بصحة معتبرة في بيئة نظيفة والحصول على عمل جيد منتج وتغذية سليمة لأن العبرة بالكيف وليس بالكم. فالبطالة والفقر جراء قلة الموارد مع تزايد عدد السكان أكثر من الحاجة سيكون عبئا ثقيلا وتكلفة باهضة على الدولة بدون مقابل انتاجي أو تنموي مما يحد من فرص الاستثمار في بعث المشاريع المولدة للخيرات وفي البنية التحتية المهترئة. ومن مزايا تحديد النسل ارتفاع دخل الفرد الواحد وتطور رفاهيته وخفض الضغط على المالية العموية والمستشفيات والمدارس وكل الهياكل الحكومية ويجنب الدولة الاقتراض الخارجي المذل مما يساهم في تكريس مبدأ استقلالية القرار الوطني.

#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل