عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 7594 - 2023 / 4 / 27 - 15:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
البايات باعوا البلاد التي ليس من حقهم (حرامية) للمستعمر الفرنسي حتى يبقوا في الحكم ولو صوريا مقابل ذلك وقبلهم تخلى الأعراب المتأسلمون عنها والذين غزوا البلاد من أجل المتع والثروة والنساء واهتموا بالفقه والحديث وتركوا العلم وبناء القوة حتى يدافعوا عن المناطق التي غزوها بل قاموا بنشر الجهل والطاعة العمياء لدى العامة ثم سلموهم كالنعاج للأتراك الذين ملأوا البلاد جورا وظلما وسلخوا جلود الرعية بالمجبى وقلموا أظافرهم بفك أرزاقهم ولم يتركوا لهم غير الشيح والحنظل والعجاج فهجوا بعد أن اقتلعوا أشجارهم وباعوا شياههم حتى لا يدفعوا الجباية لأعوان الباي اللعين ويستطيعون الهروب والتخفي والحركة بسهولة في الفيافي ووصل بهم الأمر لأكل العشب مع البهائم والمهم هو أن لا يطأطئوا رؤوسهم لأجنبي قذر وظالم ويعتبر ذلك ملحمة في تاريخ الشعوب المناضلة. والغريب وفي هذا الزمن الأغبر هناك من يدعون أنفسهم "بلدية" وأعيان الحاضرة يأتون لتمجيد البايات فيؤلهونهم ويجعلونهم كالقديسين والأبطال وهم ما هم أتوا غازين مستعمرين تحت رايات الرماح وقيادة القرصان والأساطيل فعاثوا في البلاد فسادا وقهرا بالناس والممتلكات أفلا يخجلون من تزويرهم للتاريخ الحقيقي الذي يعرفه أهل العجاج والهجة حق المعرفة وتحكيه الجدات لينتقل في القلوب والعقول من جيل إلى جيل آخرحتى تبقى الذاكرة حية ولا تتلاشى أبدا كالوشم المحفور في جباه النساء الحرات المناضلات؟
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟