عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 7617 - 2023 / 5 / 20 - 21:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بوتين يدافع عن أمن بلاده بما أن الغرب الأطلسي نكث عهوده بعدم التمدد شرقا وحول أوكرانيا بعد الانقلاب على الرئيس الموالي لروسيا وقدوم زلنسكي إلى مقاطعة أمريكية (مختبرات بيولوجية وكيمياوية ونووية وتدريبات عسكرية) وخطط هذا الأخير بإيعاز أمريكي لمعاداة الروس بالمناطق الجنوبية حتى وصل به الأمر إلى منع السكان من استعمال لغتهم الروسية الأم (للتذكير أوكرانيا كانت روسية منذ زمن بعيد وكييف كانت في يوم ما عاصمة لروسيا الامبراطورية).فأمريكا تريد أن تضحي بالشعب الأوكراني المسكين لتحقيق غاية استراتيجية وهي إضعاف وتفتيف روسيا كدولة منافسة دوليا. فروسيا لا تهدد وجود أمريكا البعيدة جدا خلف المحيط لكنها عندما تأتي لتضع أسلحتها النووية الفتاكة في أوكرانيا المحاذية لحدودها ويمتنع زيلنسكي بضغط من أمريكا من تقديم ضمانات وتفاهمات لعدم استعمال أوكرانيا كعنصر تهديد لها . للتاريخ أمريكا في الستينات أقامت الدنيا ولم تقعدها وكادت أن تندلع حربا نووية عندما وضع الاتحاد السوفياتي صواريخ نووية بكوبا. فالروس لا يريدون احتلال أوكرانيا وتهديد أوروبا فلو أرأدوا ذلك لسحقوها في أسابيع مثلما فعلت أمريكا بالعراق وبمشاركة أوكرانيا.فالعملية العسكرية محدودة وغير شاملة وذلك لجعل أوكرانيا دولة فاشلة وفي حالة صراع واستنزاف متواصل وكل ذلك لمنعها من الحصول على عضوية الحلف الأطلسي والوصول إلى تفاهمات جدية وكل هذا مرتبط بالموقف الأمريكي لأن الشعب الأوكراني مغلوب على أمره وضحية السلطة الحاكمة التي وضعت كل بيضها في سلة البعبع الأمريكي الرابح الوحيد من هذه العملية العسكرية. وروسيا لن تنهزم أبدا إلا في حالة تحول العالم إلى رماد وغبار ذري ولا أظن أن أمريكا يغيب عنها العقل حتى يصل الأمر إلى حافة الحرب النووية الماحقة الساحقة فهي الآن بعيدة عن غبار الحرب ودوي المدافع مختبئة خلف مياه المحيط ومسرحيات زيلنسكي وشطحات القادة الأوروبيين وهزليات العجوز بايدن لكن عندما توضع الصواريخ العابرة للقارات على منصاتها سيكون الأمر مختلفا ومرعبا.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟