سعد السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 7618 - 2023 / 5 / 21 - 22:47
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
كنا قد نشرنا قبل اسبوع مقالة حول سراق ارشيف الدولة العراقية والنظام السابق اوردنا فيها معلوماتا حوله مع مطالبتنا باستعادته كاملا. إذ ان السراق الامريكيين وبالتواطؤ مع عملائهم العراقيين قد احتفظوا بنسخ مصورة منه جرى ايداعها في معهد هوفر في ولاية كاليفورنيا الامريكية. نعيد التذكير بهذه الوثائق المسروقة بكونها تلك العائدة للمراكز الامنية والعسكرية العراقية وكذلك ارشيف الدولة لحزب البعث وارشيف جرائم الانفال.
وقد قدم الامريكيون تبريرا للاحتفاظ بنسخ مصورة من جزء الارشيف الذي اعادوه زعموا فيه ان الهدف هو لاتاحة الفرصة للباحثين للاطلاع عليه. إن هذا التبرير هو اكذوبة وغير صحيح بالمرة. فالحقيقة من الاحتفاظ به لانفسهم هو لكي يستخدموا المعلومات والاسماء الواردة فيه لابتزاز اصحابها. وهو ما ينطبق ايضا على اجزاء الارشيف الاخرى التي يماطلون حتى الآن في اعادتها. إذ ان من بين اعضاء حزب البعث المنحل من تحول الى الدين بعد سقوط النظام السابق وصار يتظاهر بالورع والالتزام بالصلاة، واصبح عضوا متنفذا لدى الاحزاب الدينية الجديدة. اي ان الامريكيين يريدون استخدام الارشيف لضمان استمرار ابقاء العراق تحت سيطرتهم.
لقد ذكرنا في مقالتنا السابقة انه يتوجب استعادة كامل الارشيف حتى نسخه المصورة وما زلنا مصرين على هذا. إذ ان ترك نسخ مصورة منه لدى اجانب خارج البلد لا يعتبر استعادة كاملة، إنما ضحك على الذقون. ولابد للحكومة من استعادة كل الارشيف من الامريكيين، اي النسخ واية اجزاء اخرى باقية منه لديهم مما يماطلون في اعادته حتى الآن. إن اثارة امر الارشيف اليهودي في الاعلام بين فترة واخرى وهو جزء صغير جدا من ذلك الارشيف هو وسيلة للتغطية على احتفاظ الامريكيين باجزاء الارشيف الاخرى الاهم لهم تلك. وفي حال استمرار المماطلة الامريكية في اعادة كل اجزاء الارشيف تطلق ضدهم دعوى قضائية دولية بتهمة السرقة. ولعلم الامريكيين، فإن سرقة وثائق الدولة في اوقات الحروب تعتبر في القانون الدولي جريمة حرب.
لقد جرت عملية اعادة جزء الارشيف بسرية تامة حيث لم تذكره إلا بضعة مصادر اعلامية مع صمت تام للمصادر الرسمية مثلما ذكرنا في مقالتنا تلك. هذا الصمت الحكومي حول عملية الاستعادة كان يهدف اولا على التغطية على القائم بالسرقة اصلا وثانيا لكي لا يكشف امر النسخ المصورة وباقي اجزاء الارشيف الذي لم يعد واحتفظ به الامريكيون. اي ان كامل العملية كانت تهدف لحماية احد السراق من المساءلة الشعبية وهو الكاظمي رئيس الوزراء وقتها، وزميله ايضا في السرقة كنعان مكية. إن الكاظمي ومن خلال سماحه ببقاء نسخا مصورة من الارشيف لدى الامريكيين دون ردعهم قد اثبت انه يعمل لصالحهم.
نطالب السوداني باستعادة كامل الارشيف العراقي الباقي لدى الامريكيين ومن ضمنه تلك الاجزاء المصورة. والتأكد من عدم احتفاظ الامريكيين باية اجزاء اخرى عندهم. والحكومة التي تسكت عن هذه الاستعادة تعتبر متواطئة بنفس درجة تلك التي سبقتها.
#سعد_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
