أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - تناقض آخر لمواد الدستور مع بعضها والمصالح السياسية














المزيد.....

تناقض آخر لمواد الدستور مع بعضها والمصالح السياسية


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7588 - 2023 / 4 / 21 - 15:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول الدستور في المادة (45) تحرص الدولة على النهوض بالقبائل والعشائر العراقية، وتهتم بشؤونها بما ينسجم مع الدين والقانون، وتعزز قيمها الإنسانية النبيلة، بما يساهم في تطوير المجتمع، وتمنع الأعراف العشائرية التي تتنافى مع حقوق الإنسان.

تتعارض هذه المادة مع الاخرى المادة (14) في الدستور القائلة بسواسية العراقيين فيما بينهم في جميع الحقوق والحريات. اي ان الدستور يمنع التفريق بين العراقيين منعا باتا. مما نلاحظه من هذا التناقض هو عدم ابداء مشرعو الدستور اهتمامهم بمصلحة البلد قدر اهتمامهم بمصالحهم هم مما سنراه ادناه.

تمثل العشائر كما هو معروف إحدى فئات المجتمع العراقي لا كله. فهي لا تمثل كل العراقيين على الرغم من اصرار البعض احزابا وإعلاما على ادعاء هذا التمثيل. وهذا خصوصا وانه لم يوضح الهدف من منح العشائر امتياز الاهتمام والنهوض بها من قبل الدولة كما تذكر المادة. لكننا ربما نعلم مَن ادرجها واسباب ادراجها في الدستور. إن الاحزاب المتلفحة بالدين هي من ادرج امر العشائر بهذا الشكل في الدستور. إن المعروف للجميع هو ان العشائر تظهر وتصعد لدى كل ضعف او تراجع في سلطة الدولة ونظامها. ولان العشائر يمكن ايضا ان تكون قوى ارتزاق مطيعة فلا من شك لدينا بان من اعاد تأهيلها من خلال الدستور كان يهدف الى خلق امر واقع باستغلال حل الجيش وغيابه. إذ كان يراد فسح المجال لها وهي قوى ما قبل الدولة للحلول كليا محل الاخيرة وقواتها النظامية او لفرضها كقوى موازية. ايضا وبسبب القوانين المتخلفة للعشائر يمكن فرض قيمها لعرقلة تطور المجتمع في المدن مثلا. فالمدن هي اساس التنظيم ومصدره. لذلك فبالاعتماد على العشائر يكون من وضعها في الدستور قد ضمن وجود ادوات نشر الفوضى مع ما تسببه من تهديد للامن والنظام توازيا مع ضمان عدم وقوف الدولة ضدها. وهو ما يشير الى ان الجهات التي ارادت ضمان حماية العشائر من خلال الدستور لا تستطيع حكم العراق إلا عن طريق الفوضى. وقد دخلت الاحزاب السياسية والفصائل المسلحة مع العشائر في حالات تخادم انتخابي حيث تؤمن هذه العشائر الاصوات الانتخابية لهؤلاء. من نتائج هذا هو ما نراه منذ سقوط النظام السابق من تجاوزات العشائر في الارياف كلجوئها لاستخدام الاسلحة منها الثقيلة في نزاعاتها فيما بينها. وقد امتدت النزاعات العشائرية المسلحة الى المدن ومعها انتشار الدكات العشائرية فيها. وهذا مع تظاهر الدولة بالعجز عن مواجهتها. ومع فوضى المعارك العشائرية انتشر السلاح المنفلت وانتعشت اسواقه الى درجة ان التقديرات الحكومية تتحدث عن 7 ملايين قطعة سلاح ما بين خفيف الى متوسط فثقيل. وكل هذا يشكل خطرا على الامن الوطني ويهدد مصالح البلد. هذا هو نتاج هذه المادة الدستورية التي اريد بها من الدولة ان تحرص على النهوض بالقبائل والعشائر...

وكان النظام السابق قد قام في اوقات ضعفه باعادة تأهيل العشائر. إذ كان يريد الاعتماد عليها كقوى قمعية موازية يمكن الاعتماد عليها في السيطرة على البلد بعدما فقد الثقة بجيشه. لذلك فمن الواضح بان مادة الدستور هذه قد جيء بها لغاية تكريس ما جرى احيائه في تلك الفترة وضمان عدم التراجع عنه.

نستغرب عدم انتباه مشرعي الدستور الباقين الى تناقض مادة العشائر هذه مع مواد الدستور الاخرى وعدم انتباههم الى نتائجها عندما وضعوا تواقيعهم النهائية على الدستور.

ننتظر إذن مع التعديلات الدستورية القادمة إلغاء مادة النهوض بالعشائر هذه وحذفها من الدستور. او تجميدها وتعليق العمل بها الآن بانتظار إلغائها كي لا تستمر الدولة باتباعها بحجة احترام الدستور.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون تسليم الثروات الوطنية للاستثمار الخاص
- طرق سريعة وفعالة لكشف وازالة الالغام في العراق
- الايرادات غير النفطية في الموازنات الاتحادية
- الشراكة الاستراتيجية الكاملة مع الامريكيين
- للمرة الرابعة مع المواد غير الدستورية في الدستور العراقي
- لابد من معالجة التلوث الجوي لوسائط النقل مع اوروبا
- المنظمات المدنية والقوانين الداعمة للديمقراطية
- المشروعية القانونية للقرارات الحكومية حول المحتوى الهابط ولق ...
- شركة غاز البصرة شراكة غير مشروعة
- حول استغلال الثروات الوطنية النفطية والغازية
- عودة الى قرار تعديل النظام الداخلي للمحكمة الاتحادية قبل ستة ...
- آن اوان حل حشد المتطوعين وميليشياته وفصائله
- للحفاظ على مصالح بلدنا واستقلاله يجب مقاطعة البضائع الاجنبية
- الدستور الحالي غير مشروع ولا بد من ايقاف العمل به
- الاعيب السوداني في ملف انهاء حرق الغاز المصاحب
- اسباب الازدحام في بغداد وحلوله
- قانون جديد لمجالس المحافظات بدلا من الحالية المجمدة
- فكرة لتدقيق الذمم المالية بمعية المنظمات المدنية
- نطالب هيئة النزاهة بالاعلان عن اسماء المدانين
- بناء المجمعات السكنية بدل الاكتفاء بتوزيع الاراضي..


المزيد.....




- توالي الإدانات للاعتداء على صحفي DW في حفل -الشامي-
- الجيش المصري يحتفل بانتصارات أكتوبر في روسيا (فيديو)
- السيسي يستقبل محمد بن سلمان
- السويد تنوي زيادة عدد مجنديها 10 آلاف فرد سنويا
- عودة أشباح تموز 2006.. هل يمضي نتنياهو في نظرية -الحرب الدائ ...
- إسماعيل قآني يعاود الظهور في تشييع نيلفروشان بطهران
- غالانت يتوعد إيران برد مميت والبنتاغون ينشر منظومة -ثاد- بإس ...
- الحملات الانتخابية تضع كردستان العراق على صفيح ساخن
- غداة مناورة الصين.. تدريبات أميركية-فلبينية للرد على أي أزمة ...
- شمال سوريا.. أبعاد -رسائل إنذار روسية-


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - تناقض آخر لمواد الدستور مع بعضها والمصالح السياسية