أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعد السعيدي - المشروعية القانونية للقرارات الحكومية حول المحتوى الهابط ولقرارات مجلس قيادة الثورة المنحل














المزيد.....

المشروعية القانونية للقرارات الحكومية حول المحتوى الهابط ولقرارات مجلس قيادة الثورة المنحل


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7543 - 2023 / 3 / 7 - 19:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


خرجت علينا وزارة الداخلية قبل شهرين بقرار غريب في استعادة لابتكاراتها السابقة التي عودتنا عليها يتعلق هذه المرة بما سمته بحملة المحتوى الهابط.

لن نأتي الى الاعتراضات الشعبية على هذا القرار المقيد للحريات والتحليلات بشأنه. لكن نبدي عجبنا من عدم ورود اي شيء من المنظمات الحقوقية المدنية والناشطين في الاعلام عن الاجراءات الواجب اتباعها لمعالجة الامر وهي واردة في الدستور. لذلك بسبب هذا السهو وربما التقاعس نقوم نحن هنا بهذا العمل.

بشأن حملة المحتوى الهابط هذه نقول بانه لا يجوز للحكومة اطلاق قوانين او حتى قرارات خارج مجلس النواب وبعيدا عن الدستور وقانون العقوبات المعدل لعام 1969 وفرض تطبيقها على الناس. فمجلس النواب هو الجهة الوحيدة المخولة دستوريا بتشريع القوانين لا الحكومة. والاخيرة وظيفتها نفس حسب الدستور ارسال مقترحات ومشاريع القوانين الى مجلس النواب فقط لا تشريعها. وقيام الحكومة لوحدها باطلاق القرارات وفرضها كقانون واجب التطبيق، اي قرار غير مؤطر بقانون مشرع نيابيا وتحت اي مسمى هو عمل غير مشروع وينتهك الدستور. وهذا علاوة عن كونه ينتهك مبدأ فصل السلطات المقر في المادة (47) منه. لذلك فلكي يصبح اي قرار مشروعا ومعترفا به ونافذا كان لابد من مروره تحت قبة البرلمان. وهذه هي ليست اول مرة تسعى بها حكومات 2003 الى اطلاق قرارات تعسفية وغير قانونية غالبا ما تكون موجهة ضد المجتمع وتنتهك الحريات. فهي ممارسة واضح انها قد ورثتها من الانظمة الشمولية السابقة. لهذا فقد آن الاوان لوضع حد لهذه التصرفات الحكومية غير القانونية. لذلك فنطالب نحن بشأن اية قرارات متعلقة بالحريات العامة والعقوبات بشأنها بعدم العمل بها عندما لا تكون من ضمن قانون العقوبات النافذ وتتعارض معه ومع الدستور. وهذه هي ليست المرة الاولى التي نتصدى بها الى مثل هذه القرارات الحكومية في التغول على المواطنين ومحاولة التنكيل بهم. الغريب في الامر هو تكرار صمت مجلس النواب على هذا التجاوز الحكومي على صلاحياته حيث انها ليست المرة الاولى. وينطبق كلامنا ايضا على ما اصدرته هيئة الاعلام والاتصالات الشهر الماضي في ما سمته بلائحة تنظيم المحتوى الرقمي.

وقد اورد الدكتور علي البياتي العضو السابق لمفوضية لحقوق الانسان معلومة مفيدة مفادها بان قرار المحتوى الهابط قد استند على احد قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل وقد ذكر نصه. وهي نقطة نراها في غاية الاهمية تأخذنا الى امر قرارات هذا المجلس مما قد تأخر امر معالجته كثيرا. ويكون امر قرارات المحتوى الهابط حاليا شيئا مفيدا لا بد من اغتنام الفرصة لتصحيحه. لذلك فبشأن قرارات المجلس المنحل والتي غالبا ما كانت تتعلق بالحريات العامة وعقوباتها لم يجب الاعتراف بها في بداية هذا العهد خصوصا وانها تتعارض مع قانون العقوبات الذي كتب معظمه خبراء في القانون ومع الدستور. فهي ليست إلا قرارات دكتاتورية وتعسفية تغلب عليها المزاجية شرعها رأس النظام السابق بنفسه. والاعتراف بها كان خطأ كبيرا نرى نتائجه المرة بين الحين والآخر وقد آن الاوان لاعادة النظر بها وإلغائها. وقد انتهى ذاك النظام الشمولي حيث لابد من العمل على ازالة آثاره بازالة هذه القرارات. والسؤال الذي سيطرح نفسه هو لماذا للآن لم تقم المنظمات الحقوقية المدنية بعمل جرد لكل هذه القرارات لاستخراج المفيد منها وإلغاء الباقي ؟ وكان موقع العالم الجديد قد اورد عدد هذه القرارات وهي 3 آلاف قرار نافذ.

نرى من المفيد هنا التذكير ببعض بنود الدستور المتعلقة بالحريات العامة مما ورد من ضمن مخاوف المواطنين والمنظمات المدنية. يقول الدستور في المادة (19) بان (لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص ، ولا عقوبة إلا على الفعل الذي يعده القانون وقت اقترافه جريمة). والمادة (20) التي تقول بان (للمواطنين رجالاً ونساءً حق المشاركة في الشؤون العامة والتمتع بالحقوق السياسية). وكذلك المادة (9) القائلة (بعدم جواز تحويل الاجهزة الامنية الى اداة لقمع الشعب العراقي ولا بتدخلها في الشؤون السياسية). واخيرا المادة (38) منه التي تقول بكفالة الدولة لحرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل.

نذكّر كذلك بان الدستور في المادة (19) قد اجاز الشكوى لكل شخص ضد الحكومة لانصافه عن اعمال فيها اعتداء على الحقوق الاساسية التي يمنحها له القانون. بناء على ما قدمناه هنا يحق للمتضررين من الممارسات اعلاه من تقديم الطعون لدى المحكمة الاتحادية حول التجاوزات الحكومية بحقهم.

نقول في الختام بضرورة ان تكون هناك ثقافة قانونية عامة مفادها انه لا يمكن لاية حكومة او جهة خارج مجلس النواب ان تشرع القوانين وتفرض تطبيقها على الناس وكأنها قانونا بذاته. وإنها لا يمكن ان تصدر اية قرارات إلا لتسهيل تنفيذ القوانين المشرعة في مجلس النواب. فليس عمل الحكومة التشريع مثلما ذكرنا آنفا. وكان على الحكومة مع النظام الحالي الجديد مغادرة هذه الاساليب الاستبدادية غير الديمقراطية التي ورثتها من النظام الشمولي السابق والتي لا تنم عن الاحترام، وإنما عن الاحتقار والازدراء والتي لا تعكس بالتالي إلا خوف السلطة من المجتمع. بالنتيجة فلابد لهذه الثقافة القانونية ان ترسخ مبدأ وجوب الامتناع عن تطبيق القرارات غير المستندة على قانون نيابي مشرع. بل والتنبيه عليها لا التسابق على تطبيقها. والكلام موجه ايضا للاجهزة الامنية وللقضاة الذين لابد من محاسبتهم ممن اصدروا مذكرات القبض دون وجود قانون صريح يعاقب على الجرم صادر من مجلس النواب. وإن اطلاق قرارات تعسفية تقيد الحريات العامة هو امر غير مشروع كون هذه الحريات مثبتة دستوريا وإن الدستور لا يعلى عليه. فلما يكون باطلا اي قانون يتعارض مع الدستور فكيف بالقرارات ؟ بهذا يمكننا الاستنتاج بان ظهور امر قرارات المحتوى الهابط كان شيئا مفيدا من حيث انه ينبهنا جميعا الى ما سهونا عن معالجته في السابق.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شركة غاز البصرة شراكة غير مشروعة
- حول استغلال الثروات الوطنية النفطية والغازية
- عودة الى قرار تعديل النظام الداخلي للمحكمة الاتحادية قبل ستة ...
- آن اوان حل حشد المتطوعين وميليشياته وفصائله
- للحفاظ على مصالح بلدنا واستقلاله يجب مقاطعة البضائع الاجنبية
- الدستور الحالي غير مشروع ولا بد من ايقاف العمل به
- الاعيب السوداني في ملف انهاء حرق الغاز المصاحب
- اسباب الازدحام في بغداد وحلوله
- قانون جديد لمجالس المحافظات بدلا من الحالية المجمدة
- فكرة لتدقيق الذمم المالية بمعية المنظمات المدنية
- نطالب هيئة النزاهة بالاعلان عن اسماء المدانين
- بناء المجمعات السكنية بدل الاكتفاء بتوزيع الاراضي..
- لماذا نسيت الرئيس عجيل الياور يا سوداني ؟
- حكومة تصريف الاعمال.. للمرة الرابعة
- الدعاوى القضائية ضد الدولة العراقية لتنصلها عن الدستور
- اقل راتب في مجلس النواب يعادل رواتب 20 موظفاً
- محطة ميسان الاستثمارية دليل الكذب والتحايل والنفاق..
- القطاع العام ونواب تشرين
- ما حاجة افقر محافظة في العراق الى النفط ؟
- حكومة جديدة للصوصية والنهب..


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعد السعيدي - المشروعية القانونية للقرارات الحكومية حول المحتوى الهابط ولقرارات مجلس قيادة الثورة المنحل