أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - قانون جديد لمجالس المحافظات بدلا من الحالية المجمدة















المزيد.....

قانون جديد لمجالس المحافظات بدلا من الحالية المجمدة


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7467 - 2022 / 12 / 19 - 17:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من ضمن المنهاج الوزاري للسوداني جرى طرح امر اقامة انتخابات مجالس المحافظات مجددا. ولم يحدد في المنهاج وفق اي قانون ستقام هذه الانتخابات. فهذا القانون قد جمد من قبل مجلس النواب بضغط من انتفاضة تشرين الشعبية العام 2019. لذلك فلا بد ان طرح امر اعادة احياء مجالس المحافظات بهذا الشكل المبتسر يشي بكونه محاولة لجس النبض. إلا اننا سنقوم مع ذلك بالادلاء بدلونا حوله كونه يستحق ان يطرح للنقاش الشعبي سواء كان لجس النبض ام لا.

فقط للتذكير حول موضوع اللا مركزية التي اثارت الكثير من الجدل فهذه قد حشرت في المادة (122) من الدستور بشكل مبهم بلا توضيح لما تكون. والهدف المدعى لها هو منح المحافظات صلاحيات في ظاهرها تبدو ادارية، لكنها في الباطن سياسية. وكل تحويل للصلاحيات مما جرى سابقا كان محاولات حكومية في استغلال غموض الدستور في هذا لتحقيق اجندات سياسية غير معلنة اتخذت دون طرحها للنقاش العلني. وهو مما قد جرى تمريره في قانون المحافظات غير المنتظمة باقليم لسنة 2008 في فترة كانت الاخبار الوحيدة الطاغية هي اخبار الانفجارات والعمليات الارهابية، بينما لم تكن اخبار الحكومة ومجلس النواب تظهر إلا بشكل نتف من اخبار. اي ان النقاش العلني لم يكن مطروحا.

للتوضيح نقول بانه لا توجد في العالم وحدات ادارية تتصرف بمعزل عن حكومتها. وكل دولة في العالم تطبق النظام اللامركزي قد رتبته لديها حسب ظروفها واوضاعها هي بهدف خدمة مصالحها الخاصة. وكل الامر يعتمد طبعا على الفلسفة السياسية المتبعة. ولا نشمل بكلامنا هنا الدول المكونة من اتحاد اجزاء كانت مستقلة سابقا. بيد ان النظام اللامركزي المراد فرضه في بلدنا هو نظام ذو طابع سياسي. والهدف من هذه اللامركزية المراد فرضها من فوق هو تحويل كل صلاحيات الوزارات الى المحافظات. وهذا الامر يبدو ذا طابع خدمي واداري في ظاهره لكنه ليس كذلك. وعدم توضيح اية صلاحيات يراد تحويلها وترك الامر لاجتهاد السياسيين دون اي نقاش علني ودون افساح المجال لاية آراء اخرى هو ما يجعله ذو اجندات سياسية غير معلنة. والهدف المراد الوصول اليه في النهاية هو تحقيق استقلال المحافظات بعد عزلها عن المركز وهو توجه سياسي طبعا. لذلك فلما تريد الحكومة تجنب تعريف الصلاحيات اللا مركزية يكون الموضوع باكمله مرفوضا ونطالب بالغاء وشطب امر اللا مركزية بالكامل.

اضافة الى كل هذا فإن وجود انتخابات لمجالس المحافظات مع دور رقابي على المحافظ يضفي ايضا على هذه المجالس طابعا سياسيا، لا اداريا. والرقابة على المحافظ لن تكون بسبب احتمال تقاعسه عن اداء دوره الخدمي او الاداري، بل لان الغرض المعلن والمذكور لمجالس المحافظات في قانونها لعام 2008 هو رسم السياسات العامة للمحافظة وإن المحافظ هو المنفذ لها. هذه الجملة التي تهيء لاستقلال المحافظة تجعل الموضوع كله سياسيا. وهذا الاستقلال المبتدأ به كان يعني من بين امور اخرى عزل المحافظة عن الرقابة الفعلية عليها من الحكومة ومجلس النواب. وهذه الاستقلالية قد اثرت على عملها بحيث جعلها تبدو وكأنها الاقليم الكردي. وهو ما جعل مجالسها بالنتيجة كمجلس النواب محط انظار المحتالين واللصوص مما ادى الى فسادها في النهاية ومن ثم الى المطالبة الشعبية بشطبها والغائها. والحقيقة التي لم يرد احد توضيحها هو ان دور المحافظ ومجلس المحافظة هو دور خدمي لا دخل للسياسة فيه ولا يجوز ادخالها فيه وإن المحافظات هي تشكيل اداري بحت لتوفير الخدمات وادارتها.

لكن بما ان امر تشكيل مجالس المحافظات مذكور في مادة الدستور الآنفة فثمة طريقة برأينا لنزع الصفة السياسية عنها واعادتها الى اصلها الاداري والخدمي. وهذه تكون بشطب جملة السياسات العامة للمحافظة وإلغاء امر انتخاب المحافظ ليمكن بعدها من الغاء العوبة استقلال المحافظة ورقابة حكومتها المحلية على المحافظ. إن امر الرقابة على اي مسؤول ستحول اي مجلس اداري وخدمي الى سياسي. وهو ما سيؤدي الى حالات فساد واستغلال للمنصب سواء كنا في حالة الاوضاع الاستثنائية في بلدنا او من دونها. اي ان مع السياسة تنتهي وتختفي الخدمات. بعد الشطب والالغاء نرى بوجوب تعيين المحافظ من الحكومة ليعود ويصبح ممثلا عنها ووكيلا لها مباشرة وذلك بعد التشاور مع سكان المحافظة. بعدها يتوجب تعيين عددا محدودا من ذوي الاختصاص من المشهود لهم بالكفاءة ليشيروا الى المحافظ في قراراته. اي في المحصلة يشطب امر مجلس المحافظة بشكله السياسي الحالي ويستبدل بمجلس خدمي حقيقي.

ولان دور اعضاء المجلس سيكون خدميا ودور المحافظ اداري بالدرجة الاولى فلن تكون لهم رواتبا وامتيازات كالسابق. إنما ستصرف لهم مكافأة شهرية للفترة التي سيقضونها بعيدا عن ارزاقهم. وهذه الفترة ستكون محدودة سيقضونها في تقديم الاستشارة والمعونة للمحافظ حسب الحاجة لهم. إذ يجب قطع طريق العودة الى الاوضاع السابقة مع مجالس الرواتب الهائلة والامتيازات الكبيرة لعمل لا يتعدى البضعة ساعات من كل اسبوع مع انعدام كامل للشفافية ومعها النزاهة في العمل.

إن حل مجالس المحافظات تلك المجالس السياسية حسب تطبيق القانون الحالي لم يختلف كثيرا عن استمرارها. إذ ان احزاب محافظيها ما زالت مؤثرة فيها حتى مع حل مجالسها. وهو ما يعني بان سكان المحافظات لم يكسبوا الكثير من حلها. والفرق الوحيد الذي حصل هو ابتعاد الفاسدين من اعضاء تلك المجالس عن المشهد العام واستمرارهم في الخفاء. واستمرت القرارات المحلية وهي تتخذ بشكل لا ينفصل عن السياسة كما هو الحال في المركز.

اننا نرى بوجوب تعديل قانون مجالس المحافظات غير المنتظمة باقليم بحيث تحدد فيه المحافظات بكونها وحدات ادارية فقط. فهي نتاج التقسيم الاداري للعراق الهادف لتنظيم وادارة مساحاته المختلفة الحجوم والجغرافيا وخدمة سكانه وانها على هذا لا يمكن لاي منها الانفصال. فالوحدة الادارية لا تنفصل، وإن الحريات العامة والنظام الديمقراطي ليسا حججا لتقسيم البلد. ولا بد من مشاركة سكان المحافظات في النقاش حول شكل المجالس الجديدة بدل المراد إحيائها مجددا وعدم ترك الامر للفاسدين كما جرى في السابق والذي كان نتاجه قانون المحافظات الحالي المجمد.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكرة لتدقيق الذمم المالية بمعية المنظمات المدنية
- نطالب هيئة النزاهة بالاعلان عن اسماء المدانين
- بناء المجمعات السكنية بدل الاكتفاء بتوزيع الاراضي..
- لماذا نسيت الرئيس عجيل الياور يا سوداني ؟
- حكومة تصريف الاعمال.. للمرة الرابعة
- الدعاوى القضائية ضد الدولة العراقية لتنصلها عن الدستور
- اقل راتب في مجلس النواب يعادل رواتب 20 موظفاً
- محطة ميسان الاستثمارية دليل الكذب والتحايل والنفاق..
- القطاع العام ونواب تشرين
- ما حاجة افقر محافظة في العراق الى النفط ؟
- حكومة جديدة للصوصية والنهب..
- جيوش الكاظمي الالكترونية
- السوداني ونظافة اليد
- لا بد من الاستفادة من قرار الاتحادية في سابقتها القانونية
- حميد الغزي رئيس الوزراء الصدري القادم
- لاستعادة نظافة بلدنا يجب ازالة صور هؤلاء
- التوازن الاقليمي الذي كان يؤمنه العراق
- تعديل النظام الداخلي للمحكمة الاتحادية تجاوز غير مشروع
- نطالب بسن قانون تشريع القوانين في مجلس النواب
- فاكت جَك او تدقيق سيرة المرشح الصدري لرئاسة الوزراء


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - قانون جديد لمجالس المحافظات بدلا من الحالية المجمدة