أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - عَصفُ الغَيْبِ وريحُ الشَّيبِ














المزيد.....

عَصفُ الغَيْبِ وريحُ الشَّيبِ


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 7613 - 2023 / 5 / 16 - 19:22
المحور: كتابات ساخرة
    


(خطابٌ خاص الى أزلامِ حكوماتِ ما بعد 2003 كافَّة بلا تحية)...
يُشاعُ في العراق ويُذاعُ أنَّ التغييرَ لا محالةَ قادمُ، وبغضِ النظرِ عمَّا ستؤولُ إليهِ الأيامُ من نبأٍ صادم، فلا بدَّ ههُنا من كلماتٍ جزاءً وفاقاً لمَن يظنُّ منكمُ أنَّ أباهُ آدمُ، ويرنُّ قفاهُ بذا نبأٍ آتٍ وحاسم، أو لعلَّهُ فزعٌ وعمَّا مضى نادم، وأنَّهُ تذكَّرَ أنَّ ثُلتَهُ قد جمعَت في ديارِ العراق كلَّ جراحاتِ الزمن، رُغمَ أنَّ الوطنَ كان لهُ الثديَّ والهَديَ المؤتَمن، وكان يمكنُ أن يكونَ له السَّعدَ والمَجدَ المُختزن.
عقدانِ من زمنٍ بالضرِّ قد مرَّا، وكانَ فيهما شعاركم "بِئسَ الوطنُ العراق، وطنُ العنفوانِ والمَنبتُ لكلِّ جذرٍ للمِحن"! فحَكَمتُموهُ بغوغاءَ وبأغلالٍ من جهلٍ، وبضوضاءَ وبإعلالٍ من جوعٍ وحَزَن، وكانَ الملأُ منكُمُ يتَغامزُ: "إزرعُوا في ذا الوطن كلَّ أسىً، فإنَّ الأسى هو عمادُ حُكْمِكُمُ وسِرُّهُ وهو الرَهن". فصنعتُمُ تحتَ جفنيِّ الوطن دَمعاً من آهاتٍ ومن وَاهاتٍ مُحتَقَن.
وهل لدمعٍ في عينيّ الوطنِ من فديةٍ؟ هل للدّمعِ ثمنٌ؟
لقد إرتَضَت ذواتُكمُ أن تكونَ قَيحاً من نتنٍ وفيحاً من عَفَن، ولاريبَ أنَّ عَصفَ الغَيْبِ وقَصفَ العَيبِ وريحَ الشَّيبِ أتَتكُمُ وستَرميكُمُ بسَخطٍ ولَعَن، فقد كنتم ثُلَّةً تَختنقُ من بُرعمٍ في فلاتِنا يَزهرُ أو رَضيعٍ في حياتِنا يُختَتَن. وكانَ الزَّعيمُ منكُمُ مُجرِماً نحنُ لهُ عَرشٌ مُؤجَرٌ مُرتَهن. وَوزيرُهُ مُغرِماً نحنُ له مَغنَمٌ لسُويعاتِ زمن.
وكانَ دأبُكُم أن...
تُدَمِّروا جَيشاً وتُشَيِّدوهُ مُجَندَلاً مِدادُهُ سُباتٌ وسرابٌ، وعِتادُهُ فتاتٌ وخراب وَوَهَن.
وتُخَمِّروا أمنَاً وتُجَسِّدُوهُ مُعَندَلاً برهَبٍ ما بين لَدغٍ وكَفَن.
وتُأمِّروا فَقيهاً وتُسَيِّدوه مُحَنجِلاً لا يُجيدُ فُتيا إلا بشَهواتِ البَدن.
وتُذَمِّروا قاضياً وتُفنِدُوه مُقَندِلاً يَقلِبُ الحَقَّ باطلاً والطُّهرَ دَرَن.
وتُنَمِّروا طبيَباً وتُؤيِّدُهُ مُتَصَندِلاً بدينارٍ وبِحَرفٍ أعوَجٍ بلَحَن.
وتُعَمِّروا مُهندسَاً مُهَندِلاً يَغللُ الطوبَ لواذاً بليلٍ حالكٍ أجَن.
وتُخَمِّروا زُرّاعاً، نَجّاراً، حَدّاداً، كلّاً مُتَأفِّف وكلّاً مُستَضعَف وكلّاً يَغفو في قُنٍّ ودَجَن، يُغْذَوْنَ النوم خُبزاً ويُحْسَوْنَ الهواء بصَحَن.
لا أسَىً على الوطن، وعسى أن يكونَ قريباً..
يومَ أن ينخَلَعَ زعيمُ النتن ومَلأٌ لزعيمٍ عفن، لا يَمِيزُونَ حَلْقَ عِزَّتِهِم مِن حَلْقِ عانَتِهم وليس الذَقَن. ويومَ أن يَنقَلِعَ القاطِنَ فيهِ عنِ غداءِ النومِ، وداءِ الهواءِ بصَحن.
نِعمَ الوطنُ العراق، نِعمَ والِدُ الفَضائِلِ، خالِدُ الطَوائِلِ وخَليلُ الشّمسِ وصَهيلُ اللحىً.
وهي الأمور كما شاهدتها دولٌ * من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ
وهذه الدار لا تبقي على أحد * ولا يدوم على حال لها شانُ
وطفلةٍ مثل حسنِ الشمسِ * إذ طلعت كأنما ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً * والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ * إن كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ (أبو البقاء الرندي).

(معاني كلمات: مُجَندَلاً:مصروعاً. مُهَندَلاً: الهندول: الضخم مثل به سيبويه. مُحَنجِلاً: راقصاً. مُعَندِلاً: من العندل هو البعير صلب الرأس. مُتَصَندِلاً: متعطراً. مُقَندِلاً: كلمة تقال في معرض السخرية لمَن يأتي أمراً منكراً).



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشِّعرُ الحرُّ أبنٌ غيرُ نجيب
- تجَّارُ الجَمالِ الزَّائِف
- ما الأمرُ بِنُمُوٍّ بلِ إنقِلاب
- وأولئِكُمُ القَوْمُ العَبَث
- (القَولُ الفَصلُ في القَلبِ والعَقل)
- هَلّا دَرَيتَ أنَّك النّوْفَلُ النَّفَلُ
- مُناجاةٌ : (مَاذا عَسَانِي)
- صديقتي الخالة
- منادِيلُ الطُّفُولَةِ
- لا فِرَاقَ يَا عِراقَ
- أبو بَكرِ الصَّديق في خِطابٍ مُتَلفَزٍّ (AB BAKR AL-SIDDIQ I ...
- نَهرُ البَيَانِ فِي البَيْداء
- سُويْدُ السُّويداء
- أيا أنتُمُ أيا غَوغاءُ
- [الطّوافُ حولَ قَصرِ باكنغهام]
- الحَقُّ الباطِلُ !
- حُروبُ العِنَب
- [ سُلَّمُ البُستان ]!
- [عِصابةُ] نّبِيِّنا مُحَمَّد
- القتلُ على نارٍ هادئة


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - عَصفُ الغَيْبِ وريحُ الشَّيبِ