السلطة الحاكمة والزمالك

حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7609 - 2023 / 5 / 12 - 23:28
المحور: عالم الرياضة
    

حسمت الدولة المصرية ونظامها السياسى الأمر ،وقررت معاداة مايزيد عن ثلاثين مليونا من صفوة المصريين الذين يشجعون نادى الزمالك ( المصرى ) فلم تكتف تلك السلطة بغض البصر عن الفساد الإدارى المتفشى فى المنظومة الرياضية والذى يساند وينحاز إلى نادي واحد دون غيره، لكنها دخلت على خط تدمير منافسي ذلك النادى وعلى رأسهم نادى الزمالك الذى يتم اضطهاده وحصاره ماليا وقضائيا،
بل ووصلت الأمور إلى حد المكايدات الصغيرة ضد النادى الملكى لدرجة دعوة لاعب غير متزن لاحتفال رسمى مع بسط وتوفير الحماية له من العقوبات رغم كل الموبقات التى ارتكبها ،
، وهو أمر يعنى أن الدولة بجلاله قدرها اصطفت بجوار المنظومة الكروية المهترئة بكل ممارساتها، وأصبح الاثنان طرفا واحدا ضد الفريق الأبيض على كافة. الأصعدة ،
ولم تكتفى الدولة بذلك ، لكنها حركت ملفات عدة ضد رئيس الزمالك المنتخب، وباتت تضغط يوميا بواسطة أدواتها لكى يتم حل مجلس ادارته مرة أخرى خلال عامين وهو أمر لم يحدث ضد أى نادى رياضى آخر فى العالم !!
وأذا كانت الدولة ونظامها السياسى يتصوران أن هذه المواقف توفر لهما غطاءا شعبيا يساعد المسئولين السياسيين على تجاوز الازمات والكوارث الاقتصادية والمعيشية ، ظنا من بعض هؤلاء المسئولين أن هناك جماهير عريضة كاسحة تفرح وتبيت هانئة سعيدة، وتتغاضى بالفوز والانتصارات الكروية المزيفة ،عن الانتباه للأحوال المعيشية والتردى والأنهيار الإقتصادى، و إنها تستمتع كلما تمت اهانة منافسها الرئيسى المتمثل فى نادى الزمالك وجماهيره وتعتبر ذلك بديلا مناسبا يعوض نواقصها وأمراضها ، فإننا نؤكد أن هناك خطئا فادحا فى الحسابات ، وان من نصح بذلك المنهج الكارثى مشكوك فى مصريته واخلاصه للنظام، لإنه سيجلب نتائج فاضحة ستضر بالبلاد بأكملها ،
فمن الناحية الرياضية والحضارية فقدت الدولة المصرية كل مصداقية لها على المستويين العربى والافريقى، وقد تصل الأمور إلى منحى أخطر أن صمم مسئولوا الزمالك على الشكوى للاتحاد الدولى ،
كذلك فإن المنافسة المنعدمة وهيمنة نادى واحد ستضر بمستوى الرياضة المصرية بكافة فروعها ،
أما الخسارة الأهم فتتمثل فى أن الدولة ونظامها السياسى قد خسرت تعاطف كتلة حرجة تزيد عن ثلاثين مليون مصرى على أقل تقدير، وهؤلاء فى غالبيتهم لا ينتمون إلى العوام أو السذج والبلهاء ، بل هم فى معظمهم مثقفون يمتلكون الوعي والتأثير ،ولا أعتقد أن هناك محبا حقيقيا للزمالك سيؤيد مسئولا سياسيا فى النظام الحالى مرة أخرى ، باستثناء بعض المنتفعين وثلة من الرموز المجندة للإستخدام الرسمي ا!!

#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات