عندما يستقيل الرب من منصبه

عيد الماجد
كاتب
()

الحوار المتمدن-العدد: 7606 - 2023 / 5 / 9 - 00:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

عندما تذهب الى سوق الخضروات والفواكه في المناطق الشعبيه تسمع اصوات الباعه تتداخل مع بعضها البعض وهم يعلنون عن بضاعتهم بكل جد ونشاط وتبدأ بالتجول بين بسطاتهم حتى تنجذب لواحده من هذه البسطات لتشتري منها ماتحتاجه حسب اهتمامك فربما تنجذب لفتاة تبيع بهذه البسطه او تقف بجانبها وربما تنجذب لابتسامة البائع وربما تنجذب لفصاحته والحاحه وصوته الجميل اسباب كثيره تجذبك او تنفرك من هذه البسطه او تلك وهذا واقع ملموس نشعر به ونشاهده ونمارسه جميعا في فترات حياتنا اليوميه مهما كانت توجهاتنا وادياننا واماكن تواجدنا والحال نفسه في كل شي في هذه الحياه فالدعايه والاعلان عمرها من عمر البشر الذي اعتاد على الترويج لمنتجاته كما اعتاد الترويج لافكاره ومعتقداته.
بالامس كنت اشاهد مقطع فيديو سال به احد المتابعين رجل الدين المسيحي عن الاديان الرئيسيه الثلاث المسيحيه واليهوديه والاسلام وكان سؤاله من سيدخل الجنه من الثلاث وكيف نعرف الدين الحقيقي الذي يوصل الى مغفرة وجنة الرب لان الموضوع ليس لعبه فالجميع يريد النجاة الاكيده من العذاب والفوز بالنعيم او الجنه سمها ماشئت وكان الجواب من رجل الدين المسيحي جميل نوعا ما لكنه محير ولن يفيدنا بشي وهو كالتالي ...يقول رجل الدين المسيحي ان الله ليس لديه جنه كما وصفها الاسلام وانما مستقر للارواح ويقول ايضا ليس من المعقول ان يفتتح الرب جنه محسوسه وملموسه لارواح فقدت اطرافها وعقولها وادواتها التي تشكل حواس الانسان الحي وهذا الجواب نوعا ما مقنع لكنه قال في شق الجواب الثاني ان الله هو من سيختار من من الاديان الثلاثه هو الحق ...انتهى كلام رجل الدين وهنا اعقب ماذا نستفيد من اختيار الله للدين الحقيقي بعد ان يفوت الاوان نحن بحاجه لمعرفة الحقيقه هنا حتى نتبعها وننجو وليس بعد فوات الاوان اما جواب ان الله لايملك جنه فهذا الجواب بالتحديد صحيح واضيف لايملك ايضا مستقرا ولابيتا ولاقصرا للارواح ,,, نفس السؤال وجه لرجل دين مسلم ولم يكمل السائل السؤال حتى استشاط المسلم غضبا حتى كاد ان يبتلع السائل ونهض من كرسيه الوثير وقال ان الدين عند الله الاسلام ومن يدين بغير الحق فسيدخل جهنم وبئس المصير الاسلام هو دين الحق وليس سواه واستشهد بالعباره القرانيه التي تنسب للرب انه قال ..ومن يبتغ غير الاسلام دينا لايتقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين ...انتهى كلام المسلم وهنا اعقب على اي اساس حكمت ان دينك هو الحق هل لديك توكيل او عقد بينك وبين الله هل ذهبت له وقابلته واتيت منه بسلطان مبين ماهي الادله على كلامك على ان الاسلام هو طوق النجاة وهو الدين الحقيقي ولاتقول لي القران فالقران لاينفع كدليل لانه بالاساس هو الخصم وهو المتهم ولايوجد دليل على انه من عند الرب لاسباب كثيره وواضحه يستطيع رؤيتها واكتشافها حتى من يقراه اول مره بالاضافه الى ان الاسلام مليئ بالتناقضات المريبه ومليئ بالقصص المرعبه والتطرف ومليئ ايضا بالممارسات الارهابيه التي من المستحيل ان يكون الرب قد امر بها او اجازها او رضي بها .
يقول المسيح من ثمارهم تعرفونهم وهذه المقوله دقيقه جدا وجميله والاسلام بدأ بالقتل ومازال مستمرا به كما انه يحض ويجيز القتل والعبوديه واغتصاب النساء والاطفال ولايراعي جيره ولا صداقه ولا احترام ولا معروف واستمعوا لفتاوى وخطب شيوخ الاسلام المنتشره بكثره والتي لاهدف لها الا نشر العنف والتطرف واراقة الدماء ولو دخلت اي مسجد في صلاة الجمعه ستصدم مما يقوله خطيب المسجد في خطبتيه الاولى والثانيه من تشجيع على العنف ومن كل هذا سنعرف ثمار هذا الدين وهل هي صالحه ام فاسده .
من المفترض من الرب الذي يعلم كل شي ان يضع حدا لاختلاف المذاهب والاديان فما ذنبي انا مثلا انني اعيش في هذا الزمن الذي يعج بالطوائف والمذاهب والاديان كيف اعرف الدين الحقيقي فكما ولدت انا على هذا الدين ولد جاري وصديقي على دين مختلف نحن ليس لنا دور باختيار ادياننا فقد وصلتنا بالتوارث فاين الله من هذا الموضوع لماذا يواصل السكوت ولماذا يصر على ان ندخل في حروب ومعارك دينيه وصراعات طائفيه بيننا والامر يمكن ان يحل بظهور الرب نفسه ليخبرنا في اي طابور نقف هكذا ببساطه دون المرور بهذه الحروب والحيره ودون اعطاء فرصه للكاذبين والمنتفعين للصيد في المياه العكره
اليهودي يخرج الجن ممن تلبس به الجن بكتابه المقدس والمسيحي ايضا والمسلم كذلك والبوذي وغيرهم فاين يوجد الرب الحقيقي واين هو الكتاب المقدس الصحيح هل يعقل ان كل هذه الاديان حقيقيه بالطبع لا اذن فكيف يحدث هذا ؟؟
اقسم بالاحجار والاشجار واطيب الثمار وصوت الحمار انني جاد في كل كلمه اكتبها انا اريد ان اعرف الحقيقه ولاشي غير الحقيقه فهل تتكرمون ياايها الشيوخ والاحبار والقساوسه وتطلبوا من الرب ان يظهر لينهي هذه المجازر هل تستطيعون ان تخبروه بانني اقول له باللهجه اللبنانيه بيكفي ولدنه هل توصلوا له رجائي الحار ان الكون يحتاج له ويريد منه ان يظهر بصوره او مقطع فيديو ليريح هذا الانسان المتعب من التفكير لينهي سيطرة تجار الاديان حتى نستطيع ان نرتاح في حياتنا اخبروه من فضلكم عن ملايين الرقاب التي قطعت وملايين النساء التي اغتصبت وعن ملايين الاطفال الذين احرقوا اخبروه عن فتاوى شيوخ الارهاب اخبروه بكل ماحدث ويحدث في العراق من قتل تمارسه المليشيات والدواعش وعن احداث اليمن وعن احداث سوريا ولبنان وعن السودان اخبروه عن الدماء التي سفكها من ادعى انه رسوله وعن خلفاءه من بعده وعن معممين الدعاره بعمائم بلونيها الابيض والاسود اخبروه بما فعل اصحاب الذقون والدشاديش القصيره بنا وببلادنا قولوا له ان يخرج من صومعته وينزل من فوق عرشه ليرتاح الملائكه الثمانيه من ثقل مؤخرته المقدسه قليلا اخبروه ان يمارس عمله بادارة الكون وسكانه بضمير اخبروه ان يستجيب دعواتنا وطلباتنا التي جفت السنتنا ونحن نطلبها منه حتى سئمنا واصبحنا ملحدين اخبروه اما ان يفعل ذلك او يستقيل ويفسح المجال لترشيح غيره لشغل هذا المنصب

#عيد_الماجد (هاشتاغ)       #          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين