أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - هل يكفي أن يُعيدوا سورية للجامعة العربية ؟















المزيد.....

هل يكفي أن يُعيدوا سورية للجامعة العربية ؟


عبد الحميد فجر سلوم
كاتب ووزير مفوض دبلوماسي سابق/ نُشِرَ لي سابقا ما يقرب من ألف مقال في صحف عديدة

(Abdul-hamid Fajr Salloum)


الحوار المتمدن-العدد: 7605 - 2023 / 5 / 8 - 11:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم السابع من أيار / مايو 2023 سيدخلُ التاريخ كيوم حصل فيه أبرز الأحداث في تاريخ المنطقة، وهو إعادة سورية إلى مقعدها في الجامعة العربية، بعد إثني عشر عاما من التجميد..

ولكن باعتقاد الكثيرين فهذا لا يكفي، وعليهم أن يدفعوا تعويضات آلاف الدولارات لعائلة كل شهيد وكل جريح سوري.. لماذا؟

ببساطة لأن مشروعهم في سورية قد انهزم..

ولكن هذا لا يعني أيضا أن الدولة السورية قد انتصرت.. لماذا؟

هنا علينا أن نشرح معنى الدولة، ومفهومها..

فالدولة في كل التعاريف هي: أرض لها حدود مرسومة ومُعتَرَف بها، وشعبٌ يعيش ضمن هذه الحدود، وحكومة أو سُلطة سياسية حاكمة تفرض قوانينها، أيضا ضمن هذه الحدود..

فحدود سورية اليوم مُنتهَكة.. من أقصى الجنوب في الجولان، وحتى أقصى الشمال في الشرق والغرب.. وهناك أكثر من 75 ألف كيلو متر مربّع خارج سيادة الدولة..

منها أكثر من 60 ألف كيلو متر مربع (حوالي ثُلث مساحة سورية) في شرق الفرات تحت سيطرة ما يُعرف بالإدارة الذاتية الكردية، وهذه أشبه بحكومة مُستقلّة بكل شيء، تحت حماية ورعاية الولايات المتحدة الأمريكية.. ويمكن النظر إلى جيشها وكأنهُ جيشا أمريكيا..

وهناك قواعدٌ عسكرية أمريكية عديدة، واحتلال تُركي لأكثر من 8800 كيلو متر مربع، وسيطرة التنظيمات المتطرفة (المُصنّفة إرهابية في الأمم المتحدة) على محافظة إدلب التي تُقدّر مساحتها بسبعة آلاف كيلو متر مربع..

- وأما بالنسبة للشعب (العامل الثاني في مفهوم الدولة) فملايين منه اليوم لا تعيش في حدود الدولة الجُغرافية المُعتَرف بها، وإنما في دول اللجوء المُجاورة، أو خارجها.. فضلا عن أن قوانين الدولة لا تُطبَق على كافة أراضيها في شرق الفُرات، وفي مُحافظة إدلب، ولا مناطق الاحتلال التركي، ولا الجولان المُحتل، ولكل طرف من هؤلاء قوانينهُ الخاصّة به..

ــ أما العامِل الثالث في مفهوم الدولة، وهو الحكومة أو السُلطة السياسية فهي باقية وموجودة..

وهذه هي من هَزَمت مشروع العرب وحلفائهم، بدعمٍ من القاعدة الشعبية الحاضنة التي وقفت معها وقوات الجيش، والحُلفاء أيضا(طبعا لا نقصد جميع العرب، وإنما العرب الذين انخرطوا في الحرب في سورية) ..

ماذا كان مشروع العرب؟

المشروع كان واضحا منذ البداية، وهو لا يتعلّق لا بالديمقراطية ولا حقوق الإنسان، فهذه مُنتهكة على امتداد الساحة العربية، وفي بعضها محظورة كلية، ومن ينشط في هذا الاتجاه فحُكمُهُ الإعدام.. والسجون العربية تغصُّ بالمعتقلين السياسيين..

مشروعهم كان تغيير السُلطة السياسية والإتيان بسُلطة بديلة تقوم بإبعاد سورية عن إيران، ووضعُ حدٍّ لنفوذ إيران في سورية.. وقد تحدّث عن ذلك كِبار مسؤوليهم الأمنيين والسياسيين، ومُحلّليهم الاستراتيجيين منذ بدايات تدخلهم في 2012 و 2013 و 2014 ..

من هنا يمكن القول أن مشروعهم هُزِمَ..

**

في كل حرب هناك أطرافٌ متحاربة.. وهناك تحالفات.. وهناك منتصر ومهزوم..

في الحرب العالمية الأولى (الحرب العُظمى) ما بين 1914 و 1918 كانت هناك من طرف أوّل، دول الحلفاء: بريطانيا العظمى وفرنسا وروسيا..

ومن طرف ثانٍ دول المحور: الدولة العثمانية، وألمانيا، والنمسا والمجر(وكانتا دولة واحدة)، ومملكة بلغاريا..

هُزِم الطرف الثاني، وكان التوقيع على صك الاستسلام في ميناء ليمنوس اليوناني في جزيرة مودروس في تشرين أول / أوكتوبر 1918.

حيث استسلم العثماني المهزوم بالكامل لكافة شروط المنتصرين.. وكانت شروطا قاسية ومُذِلّة..

**

في الحرب العالمية الثانية ما بين 1939 و 1945، كانت هناك من جهة أُولَى، دول المحور: ألمانيا، إيطاليا، اليابان..

ومن جهةٍ ثانيةٍ دول الحُلفاء: بريطانيا العُظمى ومعها مُستعمراتها المتمثلة في دول الكومنولث البريطاني( كندا والهند وأوستراليا ونيوزيلاندا وغيرها) إضافة إلى فرنسا والاتحاد السوفييتي، والولايات المتحدة..

انهزم الطرف الأول، وتم التوقيع على صك الاستسلام في 7 أيار / مايو 1945 في مدينة ريمس

شمال شرق فرنسا، Reims

واستسلم المهزوم لكافة شروط المُنتصِر، وكانت شروطا قاسية ومُذِلّة.. وعُرِف هذا اليوم بيوم النصر، الذي تحتفل به روسيا كل عام..

**

في (الحرب العالمية السورية التي انخرطت فيها دولا عربية وإقليمية ودولية)، كانت أطرافها المُباشَرة: سورية وروسيا وإيران، من طرف..

والولايات المتحدة، وبعض دول الخليج العربي، وتركيا، من طرفٍ آخرٍ ..

انهزمَ الطرف الثاني في تحقيق هدفهِ بتغيير السُلطة السياسية، كما كان الهدف الرئيس، وما إعلان عودة سورية لإشغال مقعدها في الجامعة العربية بعد 12 عاما من التجميد، سوى اعتراف بهذه الهزيمة.. فضلا عن الإصرار التركي لإعادة التطبيع مع دمشق.. فانطبق عليهم المثَل الشهير: مُكرَهٌ أخاكَ لا بَطَلْ..

ومن هنا فيجب فرض الشروط، وأحد هذه الشروط، هو دفع تعويضات لذوي الشهداء والجرحى.. وهذا في رأي الكثيرين ما يجب على القيادة السورية طرحهُ بقوة، والإصرار عليه..

والأسباب التي دفعتهُم لتغيير مواقفهم السياسية مائة وثمانون درجة، ستدفعهم للتعويض أيضا..

منطق التاريخ والحروب يقول أن المهزوم يجب أن يخضع لشروط من انهزمَ أمامهُ..

**

لا يخفى أن بعض العرب كانوا شركاء فاعلين في كافة صراعات المنطقة، من اليمن إلى سورية.. وأنفقوا مليارات الدولارات، وشكّلوا جيوشا، كما جيش الإسلام، على تخوم العاصمة دمشق، وأنفقوا عليه المليارات تمويلا وتسليحا وتدريبا.. وكانت صواريخُه وقذائفُه تطالُ أي مكان في العاصمة.. لدرجةٍ أنه كان أحيانا يشلُّ كافة الحركة فيها.. وكم كنتُ شخصيا أحتمي أحيانا تحت سقفٍ ما، أو أدخُل إلى داخل بناية ما، حينما أكونُ في السُوق، وتبدأ قذائف جيش الإسلام تدكُّ العاصمة..

وكم أحيانا كنتُ أذهب لإعطاء دروسي في الجامعة الخاصّة التي كنتُ أُدرِّسُ بها، وأجِدُ غالبية الطُلّاب غائبين، لأن الحالة مُشتعِلة والقذائف تسقطُ عشوائيا في كل مكان..

نعم، وللأسف الشديد، لم يخلو كل ذلك من بُعد طائفي.. فكان يتركّز القصف على أحياء معروفة بغالبيتها المذهبية..

وكان يحصل الخطف على الهوية المذهبية والدينية.. وقد اختطف جيش الإسلام قريبا لنا مُحامٍ، مُسالِمٍ، لا علاقة له بشيء، على هويتهِ المذهبية، وهو على الطريق شمال دمشق، متوجها نحو قريته في الغاب..

وتمّ خطف ابن أخ لي مدني، لا علاقة له بشيء، في أواخر عام 2011 ، عن الطريق العام في سهل الغاب نفسهُ، وهو متوجها إلى القرية.. وغابت آثارهُ منذ ئذٍ ولليوم.. وذلك على هويتهِ المذهبية..

والعديدُ من العرب كانوا شُركاء في غرفة العمليات الدولية المُشترَكة في الأردن (موك) التي كانت تُدير كافة العمليات العسكرية في سورية..

**

انخرط بعضهم في حربٍ باليمن، ولم تكُن النتيجة بأفضل من سورية.. وبعد ثمان سنوات، لم يُحقِّقوا شيئا، سوى زيادة المآىسي على شعب اليمن، هُم والطرف الآخر.. جميعهم شاركوا في زيادة مآىسي شعب اليمن الفقير..

بل انعكس كل شيء عليهم، وباتت صواريخ ومُسيّرات الحوثيين تطال أي مكان في دول الخليج العربي..

دولة الإمارات أدركت مُبكرا هذا التورُّط فانسحبت، مُبكِرا، لا سيما بعد أن طالَ القصف بعض أراضيها.. واستدارت في مواقفها..

بينما بقيت بعض الدول الشريكة تُكابر إلى أن أدركت متأخرة، أن الأخطار تزداد عليها كل يوم، فكان لا بُدّ من الاستدارة باتجّاه الجِهة الداعمة للحوثي.. عسى أن يجدوا خلاصا من هذه الورطة.. وهذه الجهة لا بُدّ وكانت لها شروطها.. وربما بعض ما نراه اليوم هو من ضمن هذه الشروط..

راهنوا جميعا على أمريكا، أنها بجانبهم، وداعمة بقوة لهم، في اليمن وفي سورية، وربما أدركوا متأخرين أنها غرّرت بهم، وأن الرهان كان فاشلا، ولعلّهم تذكّروا العبارة التي قالها الرئيس حُسني مبارك، والتي نقلها وزير الخارجية حينها، أحمد أبو الغيط : المتغطِّي بالأمريكي عريان..

في عالم اليوم، السياسة هي تجارة.. وليس من دولة تقف إلى جانب دولة أخرى في أي حرب، إلا إن كانت ستربح.. وخاصة الولايات المتحدة، فهي أستاذ التجارة في العالم.. والتاجر لا يقبل أن يخسر.. يجب أن يربح..

ولذلك قالها الرئيس ترامب مرّات عديدة: حتى نحميكم، يجب ن تدفعوا.. لا يوجَدُ شيئا لوجه الله..

ليس من الضروري أن تكون المكاسب مادية، ولكن قد تكون جيوسياسية، وأهم من المكاسب المادية..

**

نتمنى أن يكونوا قد تعلّموا الدرس.. ومن حق ذوي الشهداء، والجرحىى والضحايا في سورية أن يطالبوا بدفعِ التعويضات لهُم..

وأتمنى أن يحصلوا على حقهم هذا..

ونأملُ خيرا من كل هذه التطورات.. وعسى أن تتشابك أيادي الجميع ببعض لأجل فلسطين، ولأجل القُدس، ولأجل الأقصى..
فمعركة العرب، والمسلمين هناك.. وليست في سورية ولا اليمن ولا غيرها ..

وأما الساحة العربية فكلها بحاجة إلى تغيير بِما يضمن ويكفل مُشاركة الشعوب في القرار، واحترام إرادتها وحقوقها في اختيار قياداتها وممثليها على كافة المستويات..
نعم هذه الشعوب تعبت كثيرا جدا..



#عبد_الحميد_فجر_سلوم (هاشتاغ)       Abdul-hamid_Fajr_Salloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما معنى هذه الانعطافة السعودية.. يو تِرن؟
- متى سنصبح كعرب فاعلين وليس فقط مُنفعلين؟
- العرب وإسرائيل: أسمعُ جعجعة ولا أرى طحنا
- كلّا يا سموتريتش: الفلسطيني ليس طارئا على فلسطين أنت الطارئ ...
- من المسؤول للتصدي لهؤلاء العنصريين وكَيف؟
- انعكاسات الاتفاق السعودي الإيراني على الجِوار الإقليمي العرب ...
- هل عودة العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض تعني عودة الث ...
- هل مُؤشِّرات الحرب أم السلام هي الأقوى في منطقتنا؟ ماذا تُحض ...
- ماذا يعني الحِضن العربي؟ وهل هناك حِضن عربي؟
- عامٌ على الحرب في أوكرانيا.. قراءةٌ من منظورٍ تاريخي..
- هل ستحكُم أمريكا هِنديةٌ مُهاجِرةٌ كما حكَم بريطانيا هنديٌ م ...
- لقد أيقظَ الزلزال عيوننا الغافِلة من عِز النوم فهل سيُوقِظ ض ...
- لماذا جاء بلينكن إلى فلسطين المحتلة؟
- قضية فلسطين والنفاق الدولي
- ماذا يعني هذا التصعيد الغربي في أوكرانيا؟
- إلى متى ستبقى هذا النظرة للمرأة في بلاد العرب والمسلمين؟
- هل حسَمَتها دمشق: لا تطبيع مع أنقرة قبل الانسحاب؟
- ماذا يعني كلام رئيس المكسيك للرئيس الأمريكي؟
- هل سيكون العام 2023 فعلا عام المقاومة الشعبية في سورية؟
- مع نهاية عام 2022 وإطلالة 2023 .. سورية إلى أين؟


المزيد.....




- تركيا تعلن عزمها الانضمام إلى دعوى -الإبادة- ضد إسرائيل أمام ...
- الكويت: إحباط مخطط يستهدف تفجير معسكرات للقوات الأمريكية
- مدرسة دولية -تسرق- الماء والكهرباء من مسجد مجاور في السعودية ...
- من وسط الركام ورغم سوء حالهم.. فلسطينيون ينظمون مسيرة في غزة ...
- القصف الإسرائيلي يدمر مستشفيات غزة
- تايلور غرين: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا ستؤدي إلى إبادة ج ...
- -حزب الله- يستهدف 3 مبان وانتشارا للجنود وموقعا عسكريا إسرائ ...
- السعوية: أمطار غزيرة وسيول تتسبب في إغلاق المدارس بأنحاء الم ...
- الميتفورمين قد يسببه.. ما علاج الفم المعدني؟
- لهذه الأسباب تحافظ واشنطن وطهران على -شعرة معاوية- بينهما


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - هل يكفي أن يُعيدوا سورية للجامعة العربية ؟