أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - هل ستحكُم أمريكا هِنديةٌ مُهاجِرةٌ كما حكَم بريطانيا هنديٌ مُهاجِرٌ؟















المزيد.....

هل ستحكُم أمريكا هِنديةٌ مُهاجِرةٌ كما حكَم بريطانيا هنديٌ مُهاجِرٌ؟


عبد الحميد فجر سلوم
كاتب ووزير مفوض دبلوماسي سابق/ نُشِرَ لي سابقا ما يقرب من ألف مقال في صحف عديدة

(Abdul-hamid Fajr Salloum)


الحوار المتمدن-العدد: 7524 - 2023 / 2 / 16 - 14:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إعلان السيدة "نيكي هيلي" يوم الثلاثاء 14 شباط /فبراير 2023 عن ترشّحها لرئاسة الولايات المتحدة عن الحزب الجمهوري، لم تكُن عن عبثْ..
نيكي هيلي، هي ابنة مُهاجِرَين هنديين، كان والدها مدرِّسا في جامعة البنجاب الزراعية، ووالدتها محامية..
هاجرا عام 1969 إلى كندا، ومن ثمّ إلى الولايات المتحدة، واستقرّا في ولاية كارولاينا الجنوبية.. وهناك وُلِدت نيكي، في 20 كانون ثاني/ يناير 1972، أي بعد ثلاث سنوات من مغادرة والديها للهند..
امرأة تتمتع بشخصية قوية، وثقة بالنفس.. كانت حاكم ولاية كارولاينا الجنوبية، لِولايتين، وقبل إكمال الولاية الثانية عيَّنها دونالد ترامب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة عام 2016، ثم استقالت بقرارٍ منها في تشرين أول /أكتوبر عام 2018 ، وكانت أسباب الاستقالة غامضة، وجرى حولها تكهنات عديدة..
متزوجة من "مايكل هيلي" الذي تعرفت عليه بالجامعة، وحملتْ اسم عائلتهِ، ولهما صبي وبنت.. وعمل في الحرس الوطني..
هي تنتمي لطائفة السيخ، وهو ينتمي للكنسية الميثودية، أو المنهاجية،
Methodist Church
وهي كنيسة بروتستانتية ظهرت في القرن الثامن عشر في بريطانيا.. وقد تزوّجت في الكنسية الميثودية وتمّ تعميد أولادها في ذات الكنيسة أيضا .. ويحضرون سوية مناسبات الكنيسة الميثودية، ومناسبات الطائفة السيخية أيضا، حسبما أخبرتْ صحيفة نيويورك تايمز عام2010 ..
**
لماذا ترشّحت نيكي هيلي للرئاسة؟.
اليوم تعود الحرب الباردة أشدَّ مما كانت عليه في حقبة الاتحاد السوفييتي، بين الشرق والغرب، وعلى ما يبدو فإن صقور الجمهوريين في أمريكا، ومن خلفهِم تروستات السلاح والمال واللوبي الصهيوني القوي، يبحثون عن مرشّح يميني وشديد اليمينية، لِمواجهة هذه الحرب الباردة الجديدة..
فبالنسبة لهم يرون في الرئيس بايدن شخصية ضعيفة ولا يريدون أن يروهُ مرة ثانية في البيت الأبيض، وهذا ما صرّحت به نيكي هيلي..
وكذلك لا يرون في الرئيس السابق دونالد ترامب الشخصية المؤهّلة لهذا الدور، فهو وإن كان شديدا إزاء الصين، ولكنه ليس كذلك إزاء روسيا، وهم يريدون شخصية شديدة إزاء الصين وروسيا، وربما وجدوا ضالّتهم بالمُرشّحة نيكي هيلي، وهذا ما صرّحت به شخصيا، قائلة: أنها متأهبة للتعامُل مع الصين وروسيا اللذان يعتقدان أن بلادنا يمكن أن تتعرض للمضايقة دون رد فعل.. ومُعلِنة أنه حان الوقت
لتقوية البلاد وتأمين الحدود..
وربما تُلمِّح بذلك إلى خرق المنطاد الصيني للأجواء الأمريكية، ولأمواج الهجرة عبر المكسيك للولايات المتحدة..

**
إنها مُدافِعة بقوة لا نظير لها عن إسرائيل، وجسّدت ذلك في كل مواقفها وخطاباتها في الأمم المتحدة، وقد زايدت حتى على سفير إسرائيل في دفاعها عن إسرائيل ووقوفها في وجه كل من يتعرّض لإسرائيل بالنقد.. وفي هذا الصدد لها كلمة مشهورة قالت فيها: " لا ألبسُ الكعب العالي كنوعٍ من باب الأناقة بل لكي أستخدمهُ ضد كل من ينتقد إسرائيل..
مُعادية جدا لإيران، وترى فيها سبب كل قلاقل المنطقة، بينما ترى إسرائيل ضحية وأنها على حق بكل ما تفعلهُ، من جرائم واعتداءات..
إنه تعصُّبٌ ليس أعمى فقط، وإنما بالغُ العَماء..
إنها تحملُ في مخِّها كل عُتاة الصهاينة، من بن غوريون، ومرورا بمناحيم بيغن، وإسحاق شامير، ومناحيم بيغن، وحتى نتنياهو وابن كفير..
**
لقد كانت تُمهِّدُ لهذا الوقت منذُ أن كانت سفيرة بالأمم المتحدة، وكسبت تأييد وإعجاب اللوبي الصهيوني، وإعجاب إسرائيل..
وقامت في حزيران 2017 بزيارة لإسرائيل، ولاقت ترحابا كبيرا، ومديحا غير مسبوق، وزارت الحائط الغربي للحرم القدسي(حائط المبكى أو البُراق)، وقالت هذا جزءٌ من إسرائيل.. وطلبت من إسرائيل أن لا تنتظر أي ضوء أخضر من الولايات المتحدة حينما يتعلق الأمر بمصالحها..
لم تُفوِّت فرصة لحضور أي مؤتمر أو اجتماع أو مناسبة في الولايات المتحدة، لِتعبِّر عن دعمها المُطلَق لإسرائيل..
وفي تموز/ يوليو، 2021 ، حضرت اجتماع اليهود الجمهوريين في لاس فيغاس، وقالت: "إذا كان أحد السياسيين يؤيد الاتفاق النووي الكارثي، فإنهُ مُعارضٌ لنقل السفارة الأمريكية للقدس، ويدعمهُ مُعادُون للسامية، وينبغي أن لا ترتبط أية جماعة مؤيدة لإسرائيل مع هكذا أشخاص"..
ومنذُ توليها منصبها كسفيرة صرّحت قائلة، أنّ يوما جديدا قد بدأ لإسرائيل في الأمم المتحدة، وذكرت في كلمتها أمام المؤتمر اليهودي العالمي حينها، الذي يضمُّ مندوبين من تسعين دولة، أنهُ "على الأمم المتحدة أن تتوقّف عن الاستفراد بإسرائيل، وأنها لن تبقى صامتة وهي ترى إسرائيل تتعرض للهجومات غير العادلة.. وأضافت: الصمتُ ليس من طباعي أصلا وخاصة عندما يتعلق الأمر بالوقوف مع أصدقاء الولايات المتحدة، وليس لنا صديق في الشرق الأوسط أكثر إخلاصا من إسرائيل)..
وأشادت دوما بإسرائيل على أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط..
وخلال عملها كسفيرة انسحبتْ الولايات المتحدة من منظمتين دوليتين، وهما اليونسكو، ومجلس حقوق الإنسان، بذريعة التحيُّز ضد إسرائيل.. وخفّضت ميزانية الولايات المتحدة في الأمم المتحدة..
**
وفي سياق تقديم أوراق اعتمادها لإسرائيل واللوبي الصهيوني، للوصول للرئاسة، قامت في حزيران/يونيو 2021 بزيارة لإسرائيل، ضِمن ما يُعرفُ (بعثةُ التضامن وتقصِّي الحقائق) التي قامت بها (منظمة المسيحيين المتّحدين من أجل إسرائيل) وزارت بلدة سيدروت وعسقلان.. وجاءت الزيارة بعد العدوان الإسرائيلي على غزة المعروف بعملية "حارس الأسوار" ..
**
نيكي هيلي هي النسخة الأكثر تطرفا من رونالد ريغان، وإدارتهِ، في الثمانينيات، والتي كان من بينها سفيرتهُ في الأمم المتحدة وقتها "جين كيرك باتريك" ، والتي قالتها علنا في خطابٍ لها في الجمعية العامة عام 1982، لن نسمح لأحد بانتقاد إسرائيل أو الهجوم على إسرائيل.. وكنتُ حينها عضوا في وفد بلادي بالأمم المتحدة، وصارت بيني وبين مندوب إسرائيل في اللجنة الثانية ما صنعَ الحدّاد، وبعدها تعرضتُ لحملة صهيونية شرسة بدأتْ بكتابة مقال ضدي بالاسم (ما زلتُ أحتفظُ بصورة عنهُ)على صدرِ صحيفة "نيويورك بوست" بقلم الصحفي "مايكل بِرلن" ، ومن ثم انصبّت رسائل التهديد لي على مقر البعثة الدبلوماسية..
كان رونالد ريغان أشرس رئيس أمريكي في حقبة الحرب الباردة.. وإن وصلت نيكي هيلي للرئاسة (أقول إن وصلت) فسوف تكون أشرس رئيس أمريكي في حقبة الحرب الباردة الجديدة..
فهل ستصل للرئاسة؟. وهل ستكون أول امرأة رئيسة بتاريخ الولايات المتحدة؟.
إن فازت في انتخابات حزبها الجمهوري على منافِسها، ترامب، وعلى الآخرين الذين قد يترشّحون مُستقبلا، وأجمعَ عليها الجمهوريون، بعد ذلك، فتكون قد قطعت نصف المشوار في التنافُس على الرئاسة.. وهي تعتقدُ بقوة أنها سوف تفوز، وهي المرأة المُعتدّة بنفسها وصاحبةُ القول: لم أخسرَ أيّ سباقٍ قط..
وهكذا قد يحكُم أقوى دولتين في الغرب وفي الناتو، بريطانيا والولايات المتحدة، شخصين من أصول هندية..
لا نستطيع الجزم بشيء.. ننتظرالمستقبل..



#عبد_الحميد_فجر_سلوم (هاشتاغ)       Abdul-hamid_Fajr_Salloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد أيقظَ الزلزال عيوننا الغافِلة من عِز النوم فهل سيُوقِظ ض ...
- لماذا جاء بلينكن إلى فلسطين المحتلة؟
- قضية فلسطين والنفاق الدولي
- ماذا يعني هذا التصعيد الغربي في أوكرانيا؟
- إلى متى ستبقى هذا النظرة للمرأة في بلاد العرب والمسلمين؟
- هل حسَمَتها دمشق: لا تطبيع مع أنقرة قبل الانسحاب؟
- ماذا يعني كلام رئيس المكسيك للرئيس الأمريكي؟
- هل سيكون العام 2023 فعلا عام المقاومة الشعبية في سورية؟
- مع نهاية عام 2022 وإطلالة 2023 .. سورية إلى أين؟
- لماذا الرئيس بوتين مُتحمِّسٌ للتطبيع بين أنقرة ودمشق؟ وكيف ي ...
- المملكة المغربية.. عربية أم أفريقية.. أم أمازيغية؟.
- القِمم الصينية في الرياض
- مونديال قطر بين الرياضة والسياسة
- هل ستنجح دعوة شيخ الأزهر للحوار بين أهل السنّة والشيعة؟.
- القمة العربية الدورة 31 في الجزائر.. قمة لَم الشّمل
- المهاجرون إلى أوروبا: اليمين المتطرف من أمامكم وأسباب الهجرة ...
- تركيا وروسيا بين السلاطنة والقياصرة وبين الرئيسين بوتين وأرد ...
- ثلاث تطورات مؤخّرا.. واحد لصالح روسيا واثنان لا
- قرار خفض إنتاج النفط سياسي وليس تقني وفقراء العالم يدفعون ال ...
- أليسَتْ شريعة الغاب هي من حكمت العلاقات عبر التاريخ؟.


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - هل ستحكُم أمريكا هِنديةٌ مُهاجِرةٌ كما حكَم بريطانيا هنديٌ مُهاجِرٌ؟