أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - قضية فلسطين والنفاق الدولي














المزيد.....

قضية فلسطين والنفاق الدولي


عبد الحميد فجر سلوم
كاتب ووزير مفوض دبلوماسي سابق/ نُشِرَ لي سابقا ما يقرب من ألف مقال في صحف عديدة

(Abdul-hamid Fajr Salloum)


الحوار المتمدن-العدد: 7505 - 2023 / 1 / 28 - 14:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول الأديب والشاعر أديب إسحاق (1856 ــ 1885) الدمشقي المولد، واللبناني النشأة، والأرمني الأصل، والشخصية البارزة في حركة النهضة القومية العربية:
قتلُ امرئٍ في غابةٍ ــ جريمة لا تُغتفَر..
وقتلُ شعبٍ آمنٍ ــ مسألةٌ فيها نظر ..
والحقُّ للقوةِ لا ــ يُعطاهُ إلا من ظفر..
هذا هو تاريخ الاستعمار.. فالمُستعمِر، أو المُحتَل، لا يقيمُ أي وزنٍ لحياة البشر التي يستعمرها.. إبادة شعبٍ بالكامل لا تعني له شيئا، ولكن خسارة مُستعمِرٍ واحدٍ، مُعتدٍ واحدٍ، عنصريٍ واحدٍ، فهذه جريمة فظيعة لا يمكن السكوت عنها..
**
يتسارع العالم لإدانة عملية واحدة يقوم بها شابٌّ فلسطيني، محكومٌ بالقهر واليأس والذلِّ من طرفِ أشرس احتلال عرفهُ تاريخ البشرية، وهو الاحتلال الإسرائيلي..
لا ينظرون بالأسباب.. لا يتوقفون عند الدوافع.. لا يُبرِّرون أي عمل يقوم به حتى طفل فلسطيني يرشقُ بالحجارة إسرائيليا مُحتلّا لبيتهِ وأرضهِ، وداعسا على كرامتهِ، على مدى الساعة..
كل ما يقوم به الفلسطيني الضحية، هو (إرهاب) وكل ما يقوم به المُعتدي الإسرائيلي، هو دفاعٌ عن النفس..
**
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين في الضفة الغربية بشكلٍ وحشي، يوم الخميس 26 / 1 / 2023 ، وروّعت البشر، كبارا وصغارا، نساء وعجائزا وأطفالا، ارتكبت مجزرة، وقتلت 10 شباب فلسطينيين في زهرة شبابهم(وهي ليست المرة الأولى بل ربما الألف) وصدرت بيانات من جهات عالمية عديدة، ولكن ولا واحدٍ منها وصف العمل الإسرائيلي بالعمل الإرهابي.. وإنما فقط عبّرت عن أسفها لوقوع خسائر بين المدنيين، ودعت إلى ضبط النفس وعدم اللجوء للعنف..
من الطبيعي جدا، بل أقل من الطبيعي أن تكون هناك ردّة فعل من أي شابٍّ فلسطيني في عزِّ شبابه، يرى بأمِّ عينيه هذه الاستباحة الإسرائيلية لدماء أبناء شعبهِ، وأهلهِ وأقاربهِ، وأصدقائهِ وجيرانهِ، وشرفهم وكرامتهم، كي يُفرِّغ بعضا من الغضب الذي يشتعل بداخلهِ نيرانا مُلتهِبة، وسط هذا النفاق الدولي واللّامبالاة إزاء الدم الفلسطيني..
هذا لا يحتاج إلى من يُخطِّط لهُ ولا إلى من يُعطيهِ الأوامر، وحدها مشاعر العنفوان الذاتية هي من تدفعهُ، وتدفع أي شابٍّ فلسطيني كي ينتقم للدماء البريئة..
حصل ما حصل في مستوطنة النبي يعقوب في القدس الشرقية يوم الجمعة 27 /1 / 2023 ، أي في اليوم الثاني لمجزرة جنين، وقُتِل 7 مستوطنين، أو مُستعمِرين إسرائيليين، فقامت قائمة المنافقين في هذا العالم،
والكل أخذ يصف العمل بالإرهابي، ويُدين ويستنكِر..
هذا العمل ليس سوى رد فعل على الأعمال التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدى الأيام والسنين، منذ احتلال فلسطين، ومنذ احتلال القدس الشرقية، والضفة الغربية.. فإسرائيل تمارس الإرهاب منذ عام 1948، بل وقبل ذلك بسنينٍ طويلة، من خلال منظمات صهيونية متطرفة وإرهابية ومعروفة ومُدوّنة في التاريخ، وهي ذاتها، من شكّلت لاحقا النواة لِما يُعرف بـ (جيش الدفاع الإسرائيلي) بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948 .. فتلك المنظمات الإرهابية هي من شكّلت عقيدة الجيش الإسرائيلي..
**
ما إن وقعت العملية في مستوطنة النبي يعقوب، حتى سارعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وووووو الخ، بإدانة العملية ووصفها بالإرهابية.. وأعرب الجميع عن وقوفهم إلى جانب الصديق الإسرائيلي..
هذا ليس مُستغرَبا عن هذا المجتمع الدولي المنافق، ولكن لا استطيع أن أفهم كيف أن دولا عربية تصفُ ما حصلَ في مستوطنة النبي يعقوب، بالإرهابي..
ألَم تقولوا جميعا أن التطبيع سوف يُوقِف بناء، أو توسيع المستوطنات الإسرائيلية؟.
ألم تقولوا جميعا أن التطبيع سوف يُساعِد في الحل على أساس الدولتين؟.
هل تحقّق شيئا من هذا؟.
هل أعارتكُم إسرائيل أي اهتمام لدى تنفيذ مخططاتها العدوانية؟.
هل امتنعت عن ارتكاب عدوان واحد في الضفة الغربية، وغزّة، وضد سورية؟.
ألَم يسأل الجميع أنفسهم، ماذا يفعل هؤلاء الإسرائيليون في القدس الشرقية؟.
ألَم يسألون أنفسهم، لماذا هناك مُستعمَرة إسرائيلية، في القدس الشرقية؟.
ألم يسألون أنفسهم لماذا إسرائيل تُصادر أحياء وبيوت الفلسطينيين في أحياء القدس الشرقية، وترميهم بالعراء؟.
هل سأل أمين عام الأمم المتحدة، الذي غضب جدا من عملية مستعمرة النبي يعقوب، لماذا إسرائيل لم تُنفِّذ قرارا واحدا من قرارات مجلس الأمن الدولي، والجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي هو اليوم أمينها العام، منذ عام 1948 وحتى اليوم؟.
هل سأل الجميع أنفسهم، لماذا إسرائيل تتحايل وتلتف على مبدأ قيام الدولتين، وتتوسع كل يوم، ولا تُطبِّقهُ؟.
**
لا أحدا مع الإرهاب.. ولا أحدا مع الموت.. ولا أحدا مع القتل.. والشعب الفلسطيني ليس إرهابيا.. ومقاومَة الاحتلال ليست إرهابا، وإنما هي دفعا للقتل والإرهاب الإسرائيلي ودفاعا عن النفس الذي أقرّتهُ كل شرائع الدنيا السماوية والوضعية..
على هذا المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة، وأوروبا، أن يعترفوا بأن هناك قضية شعبٍ مظلوم بالكامل، تحتاج إلى حل عادل ومُنصِف ودائم.. ولن تعرف فلسطين التهدئة، ولا المنطقة، دون حلٍّ عادلٍ لهذه القضية.. والمُرتكِب هو من يتخلّى عن قضيتهِ وقضية شعبهِ، وليس من يُضحِّي ويستشهد لأجلها..



#عبد_الحميد_فجر_سلوم (هاشتاغ)       Abdul-hamid_Fajr_Salloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يعني هذا التصعيد الغربي في أوكرانيا؟
- إلى متى ستبقى هذا النظرة للمرأة في بلاد العرب والمسلمين؟
- هل حسَمَتها دمشق: لا تطبيع مع أنقرة قبل الانسحاب؟
- ماذا يعني كلام رئيس المكسيك للرئيس الأمريكي؟
- هل سيكون العام 2023 فعلا عام المقاومة الشعبية في سورية؟
- مع نهاية عام 2022 وإطلالة 2023 .. سورية إلى أين؟
- لماذا الرئيس بوتين مُتحمِّسٌ للتطبيع بين أنقرة ودمشق؟ وكيف ي ...
- المملكة المغربية.. عربية أم أفريقية.. أم أمازيغية؟.
- القِمم الصينية في الرياض
- مونديال قطر بين الرياضة والسياسة
- هل ستنجح دعوة شيخ الأزهر للحوار بين أهل السنّة والشيعة؟.
- القمة العربية الدورة 31 في الجزائر.. قمة لَم الشّمل
- المهاجرون إلى أوروبا: اليمين المتطرف من أمامكم وأسباب الهجرة ...
- تركيا وروسيا بين السلاطنة والقياصرة وبين الرئيسين بوتين وأرد ...
- ثلاث تطورات مؤخّرا.. واحد لصالح روسيا واثنان لا
- قرار خفض إنتاج النفط سياسي وليس تقني وفقراء العالم يدفعون ال ...
- أليسَتْ شريعة الغاب هي من حكمت العلاقات عبر التاريخ؟.
- وفاة القرضاوي أظهرت مُجدّدا عُمق الشرخ في ديار العرب والمسلم ...
- ماذا يعني حديثُ الرئيس الأمريكي عن إصلاح مجلس الأمن الدولي؟.
- اردوغان واليونان ولعبة القفزِ على الحِبال ولكن تحت القُبّعة ...


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - قضية فلسطين والنفاق الدولي