أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - القمة العربية الدورة 31 في الجزائر.. قمة لَم الشّمل















المزيد.....

القمة العربية الدورة 31 في الجزائر.. قمة لَم الشّمل


عبد الحميد فجر سلوم
كاتب ووزير مفوض دبلوماسي سابق/ نُشِرَ لي سابقا ما يقرب من ألف مقال في صحف عديدة

(Abdul-hamid Fajr Salloum)


الحوار المتمدن-العدد: 7421 - 2022 / 11 / 3 - 12:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد ثلاث سنوات من التأجيل، أحيانا بسبب كورونا، وأحيانا بسبب الخلافات العربية العميقة، انعقدت أخيرا القمة العربية في الجزائر يومي 1 و 2 تشرين ثاني /نوفمبر 2022 ..
أهم النقاط التي أُدرِجت على جدول الأعمال، وصدرت في البيان الختامي الذي تمت تسميته بـ (إعلان الجزائر) كانت:
أولا ــ القضية الفلسطينية، والتمسُّك بمبادرة السلام العربية لعام 2002 الصادرة عن قمة بيروت حينها..
منذ صدور تلك المبادرة قبل عشرون عاما والعرب يؤكِّدون على تمسكهم بتلك المبادرة التي قامت أساسا على مبدأ الأرض مقابل السلام.. أي لا مانع لدى كل العرب من إقامة سلام مع إسرائيل والتطبيع معها، وتبادل التمثيل الدبلوماسي، وأن يُرفرِف علم إسرائيل في كل العواصم العربية، مُقابِل أن تنسحب من الأراضي المُحتلة عام 1967، أي الضفة الغربية وغزة، والجولان السوري، ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا.. ولكن إسرائيل ضربت بتلك المُبادرة عرض الحائط، وقالها شارون حينها إنها لا تساوي الحِبر الذي كُتِبت به، ثم أغار على مدينة "جنين " وفعل ما فعلهُ أمام أنظار العرب وهُم يتفرجون ويُناصرون الشعب الفلسطيني بالإعلام والأغاني والأهازيج.. وما زالوا يُناصِرون فلسطين بالإعلام والأغاني والأهازيج..
بل مضى بعض العرب بعيدا عن كل تلك المُبادرة وطبَّعوا مع إسرائيل، وأقاموا أقوى العلاقات معها على كافة الأصعدة: الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والمالية والمصرفية والنقل والثقافة.. وفي شتى الميادين..
وحينما انقسمت المنطقة إلى محاوِر فبعض العرب اختاروا المحور الإسرائيلي علنا:( الإمارات والبحرين والمغرب) وذلك لمواجهة إيران.. حيثُ يعتقد هؤلاء أن خطر إيران عليهم هو أكبر من خطر إسرائيل (هذه وجهة نظرهم)..
والمغرب مُنزعِجة من إيران لأنه لديها معلومات أمنية أن إيران تدعم جبهة البوليساريو (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب) التي تأسست عام 1973، وتسعى لتحرير الصحراء الغربية (التي كانت بالماضي مُستعمَرة اسبانية) مما تراهُ اليوم استعمارا مغربيا.. وقد أعلنت عن قيام (الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية) منذ عام 1976.. وتدعمها الجزائر بقوة.. وهذا ما ولّد عداء شديدا بين المغرب والجزائر.. وغضبٌ كبير من المغرب إزاء أي دولة تدعم جبهة البوليساريو.. ولذلك استعانت المغرب بإسرائيل وأبرمت معها اتفاق تطبيع في أواخر 2020، لِتُصبِح سادس دولة عربية تُطبِّع، بعد مصر عام 1979، والأردن عام 1994، والإمارات عام 2020، والبحرين عام 2020، والسودان عام 2020..
ــ وعقدت المغرب مع إسرائيل اتفاقات عديدة منها: العسكرية والأمنية التي تتيح للمغرب اقتناء التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية والأمنية عالية الدقة.. وبهدف مواجهة التهديدات والتحديات التي تعرفها المنطقة (حسب تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي حينها).. وهذه التحديات بالنسبة للجانب الإسرائيلي والمغربي هي وقوف إيران إلى جانب البوليساريو، مع الجزائر..
فعَن أي قضية فلسطينية يتحدّث العرب؟. وعن أي لَم شمل يتحدثون وقد باتت العلاقات مع إسرائيل أقوى منها بأضعاف المرات بين العرب؟. وماذا تبقّى من القضية الفلسطينية بعد كل هذا التغلغل والتمدُّد الإسرائيلي في الدول العربية، وكل هذا التطبيع والتحالُف مع إسرائيل، وبعد كل هذه الصراعات البينية الفلسطينية، والانقسام والتشرذم الفلسطيني، بين المحاوِر والدول في المنطقة؟. لم يبقى لها سوى الشعوب العربية فقط لا غير..
أربعة عشر فصيلٍ فلسطيني وقّع على (إعلان الجزائر للمُصالَحة) في أواسط الشهر العاشر 2022، وكل فصيل يتبع لجهة مُختلفة، ويتمول منها.. ولذا هناك شكوك كبيرة أن تنجح هذه المُصالحة، فهي ليست المُصالَحة الأولى.. وكل فصيل يرى مصالحهُ قبل مصلحة فلسطين وشعب فلسطين، وكل من يدّعي غير ذلك فهو مُدّعٍ لا أكثر..
القضية الفلسطينية كانت منذ زمنٍ طويل تِجارة مُربحة لدى العديد من الدول العربية والإسلامية، والفصائل الفلسطينية، وللأسف ما تزال تُستخدم كعباءة لخدمة أهداف وأغراض خاصة لا علاقة لها بالقضية..
**
العرب لا يمتلكون القرار.. وقراراتهم هي خارج بُلدانهم، من الدول التي تحمي كل سُلطة وحكومة في بُلدانهم.. وهُم أعجز من أن يتحرّروا من الهيمنات الأجنبية، ولذلك لن يُصلِح العطّار ما أفسدهُ الدهر، ولن تُغيِّر بيانات القمم العربية شيئا من هذا الواقع المُزري والخطير، والذي يزداد خطورة..
وإن كان هذا الكلام غير صحيح، فأنا أدعو الجميع على إبعاد كل نفوذ لأمريكا وروسيا وتركيا وإيران، وإسرائيل، من بُلدانهم، إن كانوا قادرون.. وإلا فلن يكون هناك قرارا عربيا مُستقِلّا لأحد..
**
ثانيا: الأوضاع العربية
الموضوع الآخر المهم الذي تطرق إليه البيان الختامي كان عن الأوضاع العربية.. لا سيما في ليبيا واليمن والسودان والعراق وسورية والصومال وجيبوتي..
ذات العبارات الروتينية المُستهلَكة والمُمِلّة، والجميع يعرف أن العرب مُختلِفون في كل بؤرة توتر عربية.. ولذلك ليسوا في موقع إيجاد حلول لهذه القضايا.. ويكفي أن نتأمل بالأمر لنرى أن كافة الوسطاء لمناطق الصراعات العربية، هُم من الأمم المتحدة، وأجانب.. فليس هناك مبعوثا واحدا للجامعة العربية.. لا في ليبيا ولا اليمن ولا سورية ولا غيرها..
**
ثالثا: تحدث البيان عن التكامل الاقتصادي العربي ومنطقة التجارة العربية الحرة الكبرى وإقامة اتحاد جمركي عربي.. ويجدر التنويه أن (منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى) قد دخلت حيِّز التنفيذ منذ بداية كانون ثاني/يناير 2005. فماذا تحقّق منها حتى اليوم؟.
إن هروب الشباب العرب من بُلدانِهم والمُجازَفة بحياتهم في البحار والأدغال للوصول إلى أوروبا الغربية، هو أكبر جواب وأكبر إدانة لكل هذا النظام العربي، ولكافة قرارات الجامعة العربية، وقرارات القمم العربية، التي دعت للتكامُل والتعاوُن واستقبال العمالة العربية من طرف البُلدان الغنية.. الخ..
وسوف أُعلِّق على هذا الموضوع بالاستشهاد فقط ببعض أبيات الشعر للراحل نزار قبّاني:
وخريطةُ الوطن الكبير فضيحةٌ.. فحواجزٌ ومخافِرٌ وكلاب..
والعالمُ العربي إمّا نعجةٌ .. مذبوحةٌ أو حاكمٌ قصّابُ..
للأسف هذه هي منطقة التجارة العربية الحرّة الكبرى.. فهل تجنّى نزار قباني على المسؤولين العرب؟.
**
رابعاــ تعزيز وعصرنة العمل العربي المُشترك:
لقد أعجبتني كلمة (عصرَنة) فهذه ربّما اختراعا جزائريا، فهُم يستخدمون هذا التعبير كثيرا في خطاباتهم، وسمِعتهُ كثيرا من خلال عملي في سفارة بلادي ثلاث سنوات في الجزائر..
وقد أكّدت هذه الفقرة على عصرنة العمل العربي المُشترك والرُقي به إلى مستوى تطلعات وطموحات الشعوب العربية، وفق نهجٍ جديدٍ يضعُ في صُلبِ أولوياتهِ هموم وانشغالات المواطن العربي..
والسؤال: هل يعتبر المسؤولون العرب أن من بين أهم انشغالات المواطن العربي هو إقامة أنظمة حُكم ديمقراطية برلمانية تحترم حقوق الإنسان وحرية التعبير وتداوُل السُلطة عبر صناديق الاقتراع، وتحقيق دُول القانون والمؤسسات والعدالة والتساوي بالمواطَنَة للجميع، وليس فيها أبناء أمراء وشيوخ وعائلات ومدعومين فوق القوانين يستأثرون بِمقدّرات البُلدان، ويقمعون ويقهرون الشعوب على مدى الساعة؟.
هل يُدرِكون أن هذه من بين الاهتمامات، إلى جانب شغل الشعوب الشاغل في تأمين لقمة العيش، التي تنعمُ بها الكلاب في الغرب؟.
**
وأما عن الفقرة التي أكّدت على الالتزام بمبادئ عدم الانحياز، فهي أقربُ إلى النُكتة.. وهل في العالم العربي دولة واحدة غير مُنحازة لهذه الدولة أو تلك؟.
سبب كل مشاكل العرب هو تغييب دور الشعوب.. وطالما الشعوب مُغيّبة فإن كافة قرارات القمم العربية، ستبقى حِبرا على ورق، وتراكُم قرارات فوق قرارات..
امنحوا الشعوب القرار وإلا لن تقوم قيامة لهذه الأمة..
سأكتفي بذلك حتى لا أطيل كثيرا..



#عبد_الحميد_فجر_سلوم (هاشتاغ)       Abdul-hamid_Fajr_Salloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهاجرون إلى أوروبا: اليمين المتطرف من أمامكم وأسباب الهجرة ...
- تركيا وروسيا بين السلاطنة والقياصرة وبين الرئيسين بوتين وأرد ...
- ثلاث تطورات مؤخّرا.. واحد لصالح روسيا واثنان لا
- قرار خفض إنتاج النفط سياسي وليس تقني وفقراء العالم يدفعون ال ...
- أليسَتْ شريعة الغاب هي من حكمت العلاقات عبر التاريخ؟.
- وفاة القرضاوي أظهرت مُجدّدا عُمق الشرخ في ديار العرب والمسلم ...
- ماذا يعني حديثُ الرئيس الأمريكي عن إصلاح مجلس الأمن الدولي؟.
- اردوغان واليونان ولعبة القفزِ على الحِبال ولكن تحت القُبّعة ...
- لِماذا يا إعلامُنا؟ لِماذا يا مُحلِّلينا؟
- العراق بين التفجير السريع والتهدئة السريعة
- ما معنى هذه المناورات التركية الجديدة إزاء سورية؟.
- ماذا يعني هذا الاستفزاز الأمريكي للصين وكوريا الشمالية؟
- هل عرف العرب كيف يستغلون التنافُس الأمريكي الروسي عليهم؟.
- قمّة طهران.. وتركيا وإيران من زمن العباسيين وجالديران إلى من ...
- لماذا يقول القادَة العرب شيئا ويفعلون عكسهُ إزاء فلسطين؟. وه ...
- وانتهت جولة الرئيس بايدن في المنطقة.. فماذا كان الحصَاد؟.
- هل يمكن تصحيح تاريخ سورية مع لبنان أسوة بتصحيح تاريخ روسيا م ...
- ما العمل إن فشلت وساطة طهران بين دمشق وأنقرة؟.
- التاريخُ يُعيدُ نفسهُ والحربُ الباردة بدأت من جديد فكيف ومتى ...
- هل رهانُ الرئيس بوتين على مجموعة البريكس في قيادة عالَمٍ متع ...


المزيد.....




- لماذا أصبح وصول المساعدات إلى شمال غزة صعباً؟
- بولندا تعلن بدء عملية تستهدف شبكة تجسس روسية
- مقتل -36 عسكريا سوريا- بغارة جوية إسرائيلية في حلب
- لليوم الثاني على التوالي... الجيش الأميركي يدمر مسيرات حوثية ...
- أميركا تمنح ولاية ماريلاند 60 مليون دولار لإعادة بناء جسر با ...
- ?? مباشر: رئيس الأركان الأمريكي يؤكد أن إسرائيل لم تحصل على ...
- فيتو روسي يوقف مراقبة عقوبات كوريا الشمالية ويغضب جارتها الج ...
- بينهم عناصر من حزب الله.. المرصد: عشرات القتلى بـ -غارة إسرا ...
- الرئيس الفرنسي يطالب مجموعة العشرين بالتوافق قبل دعوة بوتين ...
- سوريا: مقتل مدنيين وعسكريين في غارات إسرائيلية على حلب


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - القمة العربية الدورة 31 في الجزائر.. قمة لَم الشّمل