أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - ماذا يعني كلام رئيس المكسيك للرئيس الأمريكي؟















المزيد.....

ماذا يعني كلام رئيس المكسيك للرئيس الأمريكي؟


عبد الحميد فجر سلوم
كاتب ووزير مفوض دبلوماسي سابق/ نُشِرَ لي سابقا ما يقرب من ألف مقال في صحف عديدة

(Abdul-hamid Fajr Salloum)


الحوار المتمدن-العدد: 7487 - 2023 / 1 / 10 - 16:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عَرِف العالم عنصرية الرجُل الأبيض خلال الاستعمار الغربي لشعوب الدول الأخرى، لاسيما في أفريقيا وآسيا، ونصف الكُرة الأرضية الغربي، والعالم العربي..
وتزامنَ الاستعمار القديم مع (عصر الاستكشاف) بقيادة البرتغاليين، ثمّ بالاكتشاف الإسباني للأمريكتين، وسواحل أفريقيا، في القرن الخامس عشر..
ثم على يد الأنكلوسكسون (البريطانيين) الذين احتلوا مستعمرات لا تغيب عنها الشمس..
وبدأ الاستعمار الجديد منذ أواسط القرن التاسع عشر..
كان الرجُل الأبيض يرى بنفسهِ النموذج الأسمى والأرقى بين الأعراق، وأن مُهمّته تطوير الشعوب الأخرى وتخليصها من براثن الجهل لتلحق بركب الحضارة، وذلك عن طريق غزو واستعمار هذه الشعوب، ونهب خيرات وثروات بلدانها..
فكانت نظرتُهُ دوما نظرة استعلائية على بقية أبناء الجنس البشري.. ويبدو أنها ما زالت لدى المتطرفين، أو أنها تنبعث بثوبٍ جديدٍ ونحن في القرن الحادي والعشرين، وبعد كل هذا التقدم الذي قطعتهُ شعوب وبُلدان العالم في مضمار القوانين والمعاهدات والاتفاقات الدولية، والمنظمات الأممية، والقانون الدولي الإنساني، وصكوك حقوق الإنسان، لاسيما:
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948، والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية عام 1966، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية عام 1966 ، وإعلان طهران الصادر عن المؤتمر الدولي لحقوق الإنسان في طهران عام 1968 .. وإعلان وبرنامج عمل فيينا الصادر عن المؤتمر الدولي لحقوق الإنسان في فيينا عام 1993)، وهذا شاركتُ في أعمالهِ التحضيرية سنتين في جنيف..
**
كل تلك الصكوك الدولية تؤكِّد أن الإنسان هو أعلى قيمة في الحياة، وهو الغاية والهدف، ولا تمييزا بين إنسان وآخر على أساس اللون أو البشَرة أو العِرق، أو غير ذلك..
ولكن كل هذا لم يردع بعض (وأقول بعض) أصحاب العقل العنصري المتطرف من ذوي العِرق الأبيض، من النظَر بازدراء لبقية الأعراق الأخرى.. فنسمع عن مجازر دوما من طرف بعض البِيض في أماكن متفرقة بالعالم، كما حصل في نيوزيلندا، وحتى في مدينة بوفالو في ولاية نيويورك الأمريكية..
**
وما كتبهُ الأمير هاري (ابن ملك بريطانيا) في مذكّراتهِ (وضمّنها أمور في منتهى الخصوصية، تنمُ عن منتهى الغباء) واعترافهِ بقتل 25 شخصا في أفغانستان حينما كان يخدم العسكرية على متنِ طائرة مروحية، والتعامُل معهم كأحجار شطرنج أزالهُم عن اللوحة، وليس كبشرٍ، إنما يعكسُ هذا العقل العنصري للرجُل الأبيض، بأبشعِ معانيهِ..
**
للأسف بِتنا نسمع في هذا الزمن عن نظرية جديدة تُدعى نظرية (الإحلال العظيم) يؤمن بها أقصى المتطرفون البِيض، وتنتشر بسرعة عبر شبكات الإنترنت، وفحواها أنّ الأوربيين يواجِهون ما يُسمّى (الإبادة الجماعية) ومُعرّضون لِخطَر إحلالهم (استبدالِهم) بأشخاص مُلوّنين.. وإلى هؤلاء كان ينتمي مُرتكِب مجزرة (كرايست تشرش) في نيوزيلاندا.. وطبعا ما ساهمَ بذلك هي زيادة الهجرة من دول الجنوب الفقيرة، إلى دول الشمال، مِما أدّى لصعود اليمين في أوروبا الذي يُطالبُ بالحد من الهجرة، وارتفعت أصوات تخشى من أن يُصبِح الأوروبيون أقلية في بُلدانهم، إن ما استمرّ تدفُّق المهاجرين، واللاجئين بهذه الأعداد الضخمة..
**
أذكرُ في صيف 1985، كنتُ نائبا للسفير في بودابست، وجاءتني برقية من الخارجية تطلبُ منّي تمثيل سورية في مؤتمر للأمم المتحدة استضافتهُ حكومة المجَر (هنغاريا) عن الآيديولوجيات العنصرية التي تُعرِّضُ السلام والأمن الدوليَين للخطر، وكان بإشراف (لجنة الـ 24).. وتمّ اختياري كوني كنتُ قبلها في البعثة الدبلوماسية في نيويورك ولدي إلمامٌ، نوعا ما..
وفعلا أعددتُ كلمة باللغة الإنكليزية (حيث لم تكُن العربية مُعتمَدة بذاك المؤتمر) وتحدثتُ خلالها عن:
نظرية الرجُل الأبيض، ونظرية الأبارتايد (الفصل العنصري في جنوب أفريقيا حينها)، والنظرية الحيوية لهتلر، ونظرية العِرق الآري، ونظرية شعب الله المُختار.. وحَيّيتُ بنهاية الكلمة المناضل الكبير المُعتقَل وقتها، نلسون مانديلا، وطالبتُ بالحرية له..
وقد سُرِرتُ كثيرا حينما طلبتْ سكرتارية المؤتمر مني نسخة عن الكلمة وتمّ توزيعها على كافة أعضاء المؤتمر، إضافة إلى خِطابَين أُخرَيين، إحداهما لمُمثل الهند، والآخر لممثل الإتحاد السوفييتي..
**
بعض تلك النظريات انتهت بنهاية أصحابها، وهزيمة مشاريعهم، كما نظرية العِرق الآري، ونظرية الأبارتايد في جنوب أفريقيا، وبعضها ما يزال، كما نظرية "شعب الله المختار" العنصرية التي تُمارَسُ بوحشية ضد شعبنا العربي الفلسطيني..
ولكن للأسف بِتنا نعيش نظريات أخطر في هذا الزمن وهي استعلاء الدول القوية على الدول الضعيفة، واستعلاء الدول الغنية على الدول الفقيرة.. لاسيما ونحنُ نرى كيف ملايين البشر من دول الجنوب الفقيرة يسعون بكافة السبُل للوصول إلى دول الشمال الغنية، إن عبْر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا، أو عبر المكسيك إلى الولايات المتحدة..
أو حتى يسعون للوصول إلى الدول الإقليمية الغنية في ذات المنطقة، كما هو سعي الآلاف للوصول إلى دول الخليج العربي..
**
وكان موضوع الهجرة، أحد البنود التي ناقشها الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس المكسيك قبل القمة الثلاثية التي جمعَت لاحقا رئيسَي الولايات المتحدة والمكسيك مع رئيس وزراء كندا، في 9 / 1 / 2023 .. وهي الدول الأعضاء في اتفاقية التجارة الحرّة لأمريكا الشمالية (نافتا)..
وكان لافتا جدا الكلام الذي توجّه بهِ رئيس المكسيك " لوبيز أبرادو" للرئيس الأمريكي أمام الصحفيين، حينما قال له:
(حان الوقت لإنهاء هذا النسيان، هذا التخلِّي، هذا الازدراء لأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والذي
يتعارض وسياسة حُسن الجِوار التي أطلقها عملاق الحرية فرانكلين روزفلت)..
وأضافَ الرئيس أبرادو قائلا: (أيها الرئيس بايدن، بيدِكم المفتاح لفتح العلاقات وتحسينها بشكل كبير بين كل دول القارّة الأمريكية)..
وردّ الرئيس بايدن بالقول:
(إنهُ فقط خلال السنوات الخمس عشرة الماضية أنفقنا مليارات الدولارات في نصف الكرة الأرضية الغربي، عشرات مليارات الدولارات، وأن الولايات المتحدة تقدّم مساعدات خارجية أكثر من كل الدول الأخرى مُجتمعة)..
وأضاف بايدن: (لسوء الحظ، فإن مسؤوليتنا لا تقفُ عند حدود نصف الكرة الأرضية الغربي، إذ أنها تشمل وسط أوربا وآسيا وأفريقيا وجنوب شرق آسيا.. )..
**
لم يكُن هو الانتقاد الأول لطريقة تعامُل الولايات المتحدة من طرف الدول الحليفة أو الشريكة لها، فقد سبق أن انتقدت فرنسا وألمانيا، والمفوضية الأوروبية، طريقة التعامُل الأمريكية ببيع الغاز لأوروبا بأسعار باهظة، مُستغلة الحاجة الأوروبية..
**
الولايات المتحدة، تتعاملُ بفوقية في هذا العالم.. وبمعايير مزدوجة، هذا ليس بجديد، فهي قوّة عالمية، وهذا من طبيعة أي قوة عالمية بالتاريخ.. ولكن هل من قوّة أخرى، حتى على مستوى إقليمي، لا تتعاملُ بفوقية وتعالٍ على الآخرين الأضعف في محيطها الإقليمي؟
ثمّ، لماذا حتى تضطرّ شعوب دول الجنوب للهجرة إلى دول الشمال، ومنها دولٌ غنيةٌ جدّا بمواردها الباطنية، والطبيعية؟
**
نحن في عالمٍ لا يعرف سوى لغة الأقوياء، عالميا وإقليميا، عالمٍ تشعر وكأنه فرَغَ من الحُكماء والعقلاء، تحكمهُ المصالح الأنانية للدول على حساب كل القيم والقوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية..
والويل للضعفاء، إنهم بدل ضائع..



#عبد_الحميد_فجر_سلوم (هاشتاغ)       Abdul-hamid_Fajr_Salloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيكون العام 2023 فعلا عام المقاومة الشعبية في سورية؟
- مع نهاية عام 2022 وإطلالة 2023 .. سورية إلى أين؟
- لماذا الرئيس بوتين مُتحمِّسٌ للتطبيع بين أنقرة ودمشق؟ وكيف ي ...
- المملكة المغربية.. عربية أم أفريقية.. أم أمازيغية؟.
- القِمم الصينية في الرياض
- مونديال قطر بين الرياضة والسياسة
- هل ستنجح دعوة شيخ الأزهر للحوار بين أهل السنّة والشيعة؟.
- القمة العربية الدورة 31 في الجزائر.. قمة لَم الشّمل
- المهاجرون إلى أوروبا: اليمين المتطرف من أمامكم وأسباب الهجرة ...
- تركيا وروسيا بين السلاطنة والقياصرة وبين الرئيسين بوتين وأرد ...
- ثلاث تطورات مؤخّرا.. واحد لصالح روسيا واثنان لا
- قرار خفض إنتاج النفط سياسي وليس تقني وفقراء العالم يدفعون ال ...
- أليسَتْ شريعة الغاب هي من حكمت العلاقات عبر التاريخ؟.
- وفاة القرضاوي أظهرت مُجدّدا عُمق الشرخ في ديار العرب والمسلم ...
- ماذا يعني حديثُ الرئيس الأمريكي عن إصلاح مجلس الأمن الدولي؟.
- اردوغان واليونان ولعبة القفزِ على الحِبال ولكن تحت القُبّعة ...
- لِماذا يا إعلامُنا؟ لِماذا يا مُحلِّلينا؟
- العراق بين التفجير السريع والتهدئة السريعة
- ما معنى هذه المناورات التركية الجديدة إزاء سورية؟.
- ماذا يعني هذا الاستفزاز الأمريكي للصين وكوريا الشمالية؟


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - ماذا يعني كلام رئيس المكسيك للرئيس الأمريكي؟