أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - إلى متى ستبقى هذا النظرة للمرأة في بلاد العرب والمسلمين؟















المزيد.....

إلى متى ستبقى هذا النظرة للمرأة في بلاد العرب والمسلمين؟


عبد الحميد فجر سلوم
كاتب ووزير مفوض دبلوماسي سابق/ نُشِرَ لي سابقا ما يقرب من ألف مقال في صحف عديدة

(Abdul-hamid Fajr Salloum)


الحوار المتمدن-العدد: 7499 - 2023 / 1 / 22 - 20:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


محزنٌ أن تقرأ وتسمع أن المنظمات الدولية، ودول الغرب، هي من تتصدّى للتمييز والتهميش للمرأة في بعض( وأقول بعض) دول العالم الإسلامي، وتُدافع عن حقوقها، وذلك بدلا من أن تقوم حكومات هذه الدول من ذاتها بمنحِ المرأة المسلمة حقوقها كاملة وفْقَ صكوك حقوق الإنسان العالمية..
ما اتّخذتهُ حكومة الطالبان بأفغانستان، من قرارات تمنع المرأة من حق التعليم، أمرٌ لا يُقرِّهُ دينٌ ولا قانونٌ ولا عُرفٌ ولا عاداتٌ ولا تقاليد، ولا عقل ولا منطق، ولا أي سببٍ في الكون..
تعامُل الإسلام السياسي مع المرأة، على مستوى دول أو دويلات أو إمارات أو حركات وأحزاب، أمرٌ مرفوضٌ، ويتناقضُ مع كل المعاني الإنسانية، ويعكسُ طبيعة العقل الذي يتعاملُ مع المرأة بهذا التضييق والكبت..
مُطالبَةُ المرأة بمنحها حرية وضْعِ الحجاب، أو عدمهِ، ليس مَطلبا غير أخلاقي، كما يتحدّث بعض أصحاب العقل المحدود.. بل هو أدنى حق من حقوق المرأة التي تساوت مع الرجُل في كل العالم، باستثناء، بعض دول العالم الإسلامي..
حتى المملكة العربية السعودية، المعروفة تاريخيا بالتضييق جدا على المرأة ولباس المرأة، وضرورة مرافقة المُحرَم لها في حِلّها وترحالها، اتّخذت في الحُقبة الأخيرة قرارات جريئة وموضوعية ومُنفتِحة، سمحت للمرأة بالتمتُّع بحقوق كثيرة كانت محرومة منها، ومنحتها الكثير من الحُريات الخاصّة والعامّة، وحرية لِبس الحجاب أم لا..
**
لستُ في صدد فتح أي نقاش حول الحجاب، فقد كتبتُ عن ذلك في الماضي، ورأيي أن الحجاب عادةٌ وليس عبادةٌ.. وتفسير الآيات القرآنية المُتعلّقة بالحجاب مُختلفٌ عليها حتى بين مشايخ المسلمين.. ولا يمكن أن يكون الحجاب رمزا للعفة والحياء والحشمة والشرف، وعنوانا للأخلاق..
ويحضرني هنا مقطعٌ من موضوعٍ حول الحجاب كتبهُ بروفسور جامعي، وأستاذ فلسفة شهير، وقال فيه:
(سواء كان الحجاب زيَّا أم آيديولوجْيا ، فإنه يقع في حقل الخيارات الفردية، ولا يجوز لأية إرادة سلطوية مهما كان مصدر قوتها، أن تَحمِل النساء على خلعه أو ارتدائه، بل وليس الحجاب، أو غيره، سببا لاتخاذ موقف من المرأة. ويجب أن يكون وعي المرأة بذاتها صادرا عن إرادتها العقلية، وليس عن وعي الرجل بها. وإذا فكّرنا برغبة الرجُل في حجْبِ المرأة، أو كشفها، فإن كِلا الموفقين يصدران عن النظر إلى المرأة بوصفها فِتنة. المرأة في الأصل والفصل والواقع ليست فتنة وليست عورة، المرأة ذاتٌ حُرّة، ولها ما تشاء، وليس ما يُشَاء لها، وعندما نقول ذلك فإننا نخرُج من حقل النقاش العقيم حول المساواة بين المرأة والرجل، بل نكون في حقل الذات الحرة المُعبِّرة عن ذاتها قولا وفعلا )..
**
الأستاذة الجامعية الجزائرية الدكتورة "فوزية كراراز" ، ألّفتْ كتابا بعنوان: (نساء فاعلات في تاريخ الغرب الإسلامي من القرن الخامس الهجري إلى مُنتصف القرن السابع الهجري) ، أي من بداية القرن الحادي عشر الميلادي وحتى القرن الثالث عشر الميلادي.
وقد وثَّقت الدكتورة فوزية أن المرأة المُسلمة فيما عُرِف بـ "الغرب الإسلامي" (وليس الحديث هنا عن المرأة المسلمة في الشرق الإسلامي، ولا عنها في مكّة والمدينة، وإنما في تلك الجغرافيا الممتدة من ليبيا وحتى الأندلس)،
وبغضِّ النظر عن الخِلاف حول مُصطَلح "الغرب الإسلامي" بين الرفض والقبول (وهذا اخترعهُ المؤرّخون الغربيون، والمقصود بهِ المسلمين في تلك البلاد من ليبيا إلى المحيط الأندلسي بما فيها الضفة الشمالية الغربية من البحر الأبيض الموسط (أي الأندلُس)، فبِغضِّ النظر عن ذاك المُصطَلح، فإن الدكتورة فوزية، وثّقتْ كيف أن المرأة المسلمة في تلك الديار، وفي ذاك الزمن، اقتحمت المجال السياسي والعسكري والعلمي والثقافي والاقتصادي والديني، فضلا عن دورها الاجتماعي، وأسهمت في بناء أجهزة الدولة، برأيها أو بِمالِها، وتذكُر من النساء الفاعلات في ذاك الزمن في ميدان السياسة والتأثير على ذوي الشأن، السيدة "أم ملال بنت المنصور بن يوسف الصنهاجي"، أخت الأمير باديس بن منصور.
وكذلك "زينب النفزاوية" لِما عُرِف عنها من ذكاء وعقل راجح ومعرفة بالأمور، وتأثير واسع، حتى وُصِفت بـ "الساحِرة"، وقد كتبَ عنها وعن سيرتها الفيلسوف وعالِم الاجتماع والمؤرِّخ، "ابن خلدون" ..
وفي ميدان الثقافة، كانت الأميرة الشاعرة،" أم الكرام بنت المعتصم بن صمادع".. و الشاعرة الأندلسية
"اعتماد الرّميْكيَّة" وهي شاعرة أندلسية وتزوجت من "المُعتمد بن عباد" أمير إشبيلية..
وتأتي في المقدمة "ولّادة بنت المُستكفي" حبيبة الشاعر الأندلسي "ابن زيدون" ، والتي عاتبتهُ ذات مرّة حينما عَرِفت أنهُ يعشق جارية لها، فقالت:
لو كُنتَ تُنصِفُ في الهوى ما بيننا ــ لم تهو جاريتي ولم تتخيّرِ
وتركتَ غُصنا مُثمرا ـــ وجنحتَ للغصنِ الذي لم يُثمرِ
وفي ميدان العلوم الدينية برزت نساء كثيرات، كما:
العالِمة الفقيهة "خيرونة الأندلسية" ونشرَت علوم الدين في مدينة "فاس" المغربية بعد أن نزحت من الأندلس..
و "حفصة" بنت الفقيه أبي عمران بن حماد الصنهاجي، و "زينب" بنت عباد سرحان، و "عائشة" المنوبية، التي تميّزت بتصوفها وأعمالها الخيرية..
**
إذا هكذا كانت المرأة المُسلمة قبل ألف عام، فيما عُرِف بـ "الغرب الإسلامي"، ولا نتحدثُ هنا عن بقية بلاد المسلمين..
فكيف يمكن لأصحاب الإسلام السياسي أن يتعاملوا معها وكأنها قاصرا، وعورة وفِتنة، وتحتاج إلى وصاية عليها، ونحن في القرن الحادي والعشرين..
كيف تصلحُ المرأة في الغرب أن تكون رئيسة جمهورية، ورئيسة وزراء، ووزيرة دفاع، وخارجية، ورئيسة برلمان أوروبي، ورئيسة مفوضية أوروبية، ورئيسة أكبر بنوك عالمية.. الخ، بينما عند أصحاب الإسلام السياسي يجبُ أن تكون تحت وصاية الرجُل، لِيُحدِّد لها ماذا تلبس، وكيف تظهر، وأن تتعلّم أو لا تتعلم..
والحديث هنا عن الإسلام السياسي الذي يؤمن بأن الشريعة هي من يجب أن تحكُم، إذْ في بُلدان مُسلمة أخرى لا تنهج نهج الإسلام السياسي، شغلت المرأة المُسلِمة رئيسة وزراء، كما في الباكستان وبنغلادش..
**
باعتقادي أهل الإسلام السياسي، يسيئون للإسلام، وهذا التعامُل مع المرأة، يُشجِّع بعض المتطرفين في بعض دول الغرب، للاستهزاء من الإسلام، كما يفعل بعض المتطرفين العنصريين الحاقدين الذين يحرقون القرآن الكريم، في السويد وغيرها..
أعيدوا النظر بسياساتكم إزاء المرأة، فهي نصف المجتمع، بل قد تكون أكثر، وارفعوا وصايتكم عنها، وهي ليست ناقصة عقل ودِين، وليست عورة وفِتنة.. ولا تسيئوا لِبُلدانكم، وللإسلام، وللمرأة..
حركةُ التاريخ تسير للأمام، وليس للوراء..



#عبد_الحميد_فجر_سلوم (هاشتاغ)       Abdul-hamid_Fajr_Salloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حسَمَتها دمشق: لا تطبيع مع أنقرة قبل الانسحاب؟
- ماذا يعني كلام رئيس المكسيك للرئيس الأمريكي؟
- هل سيكون العام 2023 فعلا عام المقاومة الشعبية في سورية؟
- مع نهاية عام 2022 وإطلالة 2023 .. سورية إلى أين؟
- لماذا الرئيس بوتين مُتحمِّسٌ للتطبيع بين أنقرة ودمشق؟ وكيف ي ...
- المملكة المغربية.. عربية أم أفريقية.. أم أمازيغية؟.
- القِمم الصينية في الرياض
- مونديال قطر بين الرياضة والسياسة
- هل ستنجح دعوة شيخ الأزهر للحوار بين أهل السنّة والشيعة؟.
- القمة العربية الدورة 31 في الجزائر.. قمة لَم الشّمل
- المهاجرون إلى أوروبا: اليمين المتطرف من أمامكم وأسباب الهجرة ...
- تركيا وروسيا بين السلاطنة والقياصرة وبين الرئيسين بوتين وأرد ...
- ثلاث تطورات مؤخّرا.. واحد لصالح روسيا واثنان لا
- قرار خفض إنتاج النفط سياسي وليس تقني وفقراء العالم يدفعون ال ...
- أليسَتْ شريعة الغاب هي من حكمت العلاقات عبر التاريخ؟.
- وفاة القرضاوي أظهرت مُجدّدا عُمق الشرخ في ديار العرب والمسلم ...
- ماذا يعني حديثُ الرئيس الأمريكي عن إصلاح مجلس الأمن الدولي؟.
- اردوغان واليونان ولعبة القفزِ على الحِبال ولكن تحت القُبّعة ...
- لِماذا يا إعلامُنا؟ لِماذا يا مُحلِّلينا؟
- العراق بين التفجير السريع والتهدئة السريعة


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - إلى متى ستبقى هذا النظرة للمرأة في بلاد العرب والمسلمين؟