أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - لقد أيقظَ الزلزال عيوننا الغافِلة من عِز النوم فهل سيُوقِظ ضمائرنا النائمة؟















المزيد.....

لقد أيقظَ الزلزال عيوننا الغافِلة من عِز النوم فهل سيُوقِظ ضمائرنا النائمة؟


عبد الحميد فجر سلوم
كاتب ووزير مفوض دبلوماسي سابق/ نُشِرَ لي سابقا ما يقرب من ألف مقال في صحف عديدة

(Abdul-hamid Fajr Salloum)


الحوار المتمدن-العدد: 7518 - 2023 / 2 / 10 - 16:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الساعةُ الرابعةُ وسبعةُ عشَر دقيقة من صباح يوم الاثنين الباكر، السادس من شباط 2023، كانت اللحظات الأكثر رُعبا ومأساوية في تاريخ سورية..
كانت اللحظات التي وحّدت بين الحقيقة والخيال.. غارقون في عز النوم وفجأة نفتحُ عيوننا على حقيقةٍ كنا نعتقد أنها خيالا أو وَهْما لا يمكن أن يحصل.. ولكن الخيال والوهم صار حقيقة..
في لحظاتٍ كما طَرْفات العين، يقسو القدَر إلى درجةٍ لم نكُن نتصورها أو نفكِّر بها في يومٍ من أيام حياتنا.. تموتُ الأحلام بين رُكامِ الأبنية التي تهاوَت كما عُلَب الكبريت فوق رؤوس ساكنيها، الذين رأوا فيها أحلام حياتهم، بعد أن دفعوا أثمانها شقاءَ أعمارهم..
كم جلسوا في غُرفِها وبين جدرانها في أجواءٍ عائلية عاطفيةٍ وديعةٍ دافئةٍ، يتبادلون الأحاديث، والنِكات، بمحبّةٍ وغيرةٍ وكأنهم رُوحا واحدة في أجسادٍ متعدِّدة، ويتحدثون عن المستقبل وكيف سيحققون فيه أحلام الأبناء..
كلُّ شيءٍ انتهى.. كل شيءٍ ماتَ، في طُرفَة عين.. لقد اغتالهُ القَدَر..
**
في تاريخ سورية، حصلَت زلازل عديدة.. أبرزها:
زلزال دمشق، في 24 تشرين ثاني/نوفمبر عام 847 ميلادي، ولم يُعرَف عدد الضحايا... وكان جزءا من عدة زلازل ضربت المناطق من دمشق، وحتى أنطاكية والمُوصِل، وكانت الضحايا 20 ألف في أنطاكية، و 50 ألف في المُوصِل.. وكان من أقوى الزلازل التي ضربت صدْعَ البحر الأحمر..
زلزال حلب عام 1138 في 11 تشرين أول/أكتوبر، بالقرب من مدينة حلب في شمال سورية.. ونجمَ عنهَ 230 ألف ضحية، حسب روايات التاريخ.. وقُدِّرت شدّته بـ 8.5 على مقياس ريختر.. وكان رابع أخطر زلزال بالتاريخ..
زلزال حماه في شهر آب عام 1157 ، بالقرب من مدينة حماه، ، ونجم عنه عشرات آلاف الضحايا.. وتدمير العديد من الأبنية..
زلزال دمشق الكبير عام 1759، في آب/ أغسطس، وكان سلسلة من عدة زلازل ضربت بلاد الشام..
زلزال حلَب الثاني في 13 آب عام 1822 .. وكانت شدّتهُ 7.0 على مقياس ريختر، ونجمَ عنه 30 ألف ضحية.. وإصابة أكثر من مائة ألف.. وتدمّرت مدينتي منبج وعفرين..
وهناك العديد من الزلازل غيرها..
**
نحنُ اليوم أمام حقيقة مُرّة.. زلزالٌ جديد..
ما حصلَ فقد حصل.. إنهُ أقسى من أن يتصوّرهُ عقلُ إنسان من مآسٍ.. ولكنها الحقيقة.. والسؤال اليوم: وماذا بعد الزلزال؟.
هل ستصحو ضمائرنا بعد الزلزال، كما صحَت عيوننا لحظة الزلزال، ونُفكِّرُ بطريقةٍ مختلفةٍ؟.
هل سيكون ذلك درسَا لنا كي نضع خططا متكامِلة لمواجهة هكذا كوارث طبيعية؟.
هل سنعمل جاهدين لبناء دولة قانون ومؤسسات فاعِلة قادرة أن تمارس دورها الحقيقي الفاعِل في خدمة الشعب، وتُعبِّرُ عن إرادة وضمير الشعب، ودولةُ عدالَة وتكافؤ فُرَص، وفصلٍ للسلطات؟.
هل سنحرص أن يكون الشخص المُناسِب في المكان المناسب، حتى لو لم تربطهُ بنا علاقةُ قرابةٍ أو مُصاهرةٍ، أو مصلحةٍ؟.
هل سنضعُ خلفَ ظهرانينا العصبيات الطائفية والدينية والمذهبية والعشائرية والمناطقية، في علاقاتنا داخل مؤسسات الدولة وفي المجتمع، ونتعاملُ مع بعضٍ كأبناء وطن واحدٍ تربطنا هوية وطنية واحدة جامِعة، نتساوى من خلالها جميعا بكافة الحقوق والواجبات، بغضِّ النظر عن كافة العوامِل الأخرى؟.
هل سنُحاسِب الفاسدون والمُفسِدون، الذين أثرُوا كل هذا الزمن، على حسابِ تجويعِ وسرقةِ أبناء شعبهم، أم سيبقوا هُم يُحاسبوننا؟.
هل سيكون القانون فوق الجميع، ولا أحدا فوق القانون مهما كان؟.
هل سيقبل كلٍّ منا الآخر مهما اختلف معهُ في الرأي والعقيدة والتفكير؟.
هل سنُطبِّق الدستور وكل ما وردَ به من مواد وفقرات؟.
هل سنعترف أن لكل مواطن الحق أن يشغل منصبا، استنادا لأقدميتهِ وتراتبيتهِ، وخبرتهِ، ومؤهلاتهِ، ولا نقفز فوق كل ذلك، أو ندعس على كل ذلك، أمام المحسوبيات والمُحاباة، والدّعم والواسطات، والمصالح المادية؟.
هل سنؤمن أن كل من يختلف معنا ليس خائنا، وكل من يتّفق معنا ليس مِلاكا؟.
هل سنسمحُ بحرية الرأي والتعبير ووضع الإصبع على الجِراح دون خوفٍ من أيةِ جهةٍ بالدولة، أو أيِّ قانون يُحصي على الناس الأنفاس؟.
هل ستكون مصلحةُ الوطن فوق كافة المصالح الشخصية، ويكون الولاءُ صادقا للوطن، ونرى أنفسنا من خلال الوطن، ولا نرى الوطن من خلالِ أنفسنا ومصالحنا ومكاسبنا، ومن خلال من يُوصِلوننا للسُلطَة ؟.
هل سنعتمدُ مبدأ: من أين لك هذا، ونسأل كل أولئك الذين كانوا موظّفين مثلنا بالدولة، يتقاضون رواتب مُحدّدة ومعروفة، ثمّ أصبحوا بعد المناصِب، من أثرى الأثرياء، هل سنسألهم مِن أين لكُم هذا، ومِن أين تكدّست عندهم كل هذه الثروات، الظاهِر منها، أو المخفي، أو الموجود في المصارِف بالداخل والخارج، وتلك التي خبّئوها بأسماء زوجاتهم وأولادهم وبناتِهم؟.
هل سنتوقّفُ عن التعامُل بمعايير مُزدَوَجة، ونتخلّى عن عقلية: وعينُ الرِضا عن كلِّ عيبٍ كليلةٌ ــ ولكنَّ عينَ السُخطِ تُبدي المساويا؟.
هل سنتوقف عن ثقافة المزارِع في مؤسسات الدولة، وعن إدارتها بأمزجةٍ ومحسوبيات وارتجال وكأنها مُلكية خاصّة، وبعيدا عن كافة الشروط والمعايير الموضوعية والمنطقية والعقلانية والعدالة والمساواة؟.
هل سنحترم عقول الناس ونسمح لهم بانتخاب من يمثلونهم في البرلمان وفي النقابات والاتحادات والمجالس المحلية وغيرها، بكل حرية وبعيدا عن الأسماء المَفروضَة سلَفا، والناجحة سلفا، والمُنتقاة على أُسسٍ لا يجهلها أحدا؟.
هل سنتوقّفُ عن الجشعِ والطّمع والغش والكذب والاحتيال، ومص دماء بعض، دون أن نحسِب حسابا لِلحظةٍ شبيهةٍ بلحظة 6 شباط 2023 ، الباكِرة..
هلْ، وهلْ، وهلْ.. وهناك مائة هلْ وهلْ..
إن نحَونا في هذا الاتجاه، فنكونُ قد تعلّمنا من هذه المأساة الكارثية، وإلا فسوف نبقى نعيشُ كل يومٍ زلزالٌ جديد..وسوف نقطع حبْلَ السِرّة مع الوطن، ونحنُ نقتلهُ بأيادينا، كما انقطع حبلُ السِرّةَ بين تلك الرضيعة ووالدتها التي ولّدتها بين الرُكام ثمّ ماتت..
إن لم نتعلّم من كل ذلك.. فلن نتعلم أبدا.. وعلى المُستقبَل السلام.. وحينها سوف نُردِّدُ جميعا كلمات ذاك الشابْ المُؤثِّرة، بعد أن فقد كافة أفراد أسرتهِ، ولم ينجو غيرهُ، فقال: كلُّهم بخير إلا أنا ..



#عبد_الحميد_فجر_سلوم (هاشتاغ)       Abdul-hamid_Fajr_Salloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا جاء بلينكن إلى فلسطين المحتلة؟
- قضية فلسطين والنفاق الدولي
- ماذا يعني هذا التصعيد الغربي في أوكرانيا؟
- إلى متى ستبقى هذا النظرة للمرأة في بلاد العرب والمسلمين؟
- هل حسَمَتها دمشق: لا تطبيع مع أنقرة قبل الانسحاب؟
- ماذا يعني كلام رئيس المكسيك للرئيس الأمريكي؟
- هل سيكون العام 2023 فعلا عام المقاومة الشعبية في سورية؟
- مع نهاية عام 2022 وإطلالة 2023 .. سورية إلى أين؟
- لماذا الرئيس بوتين مُتحمِّسٌ للتطبيع بين أنقرة ودمشق؟ وكيف ي ...
- المملكة المغربية.. عربية أم أفريقية.. أم أمازيغية؟.
- القِمم الصينية في الرياض
- مونديال قطر بين الرياضة والسياسة
- هل ستنجح دعوة شيخ الأزهر للحوار بين أهل السنّة والشيعة؟.
- القمة العربية الدورة 31 في الجزائر.. قمة لَم الشّمل
- المهاجرون إلى أوروبا: اليمين المتطرف من أمامكم وأسباب الهجرة ...
- تركيا وروسيا بين السلاطنة والقياصرة وبين الرئيسين بوتين وأرد ...
- ثلاث تطورات مؤخّرا.. واحد لصالح روسيا واثنان لا
- قرار خفض إنتاج النفط سياسي وليس تقني وفقراء العالم يدفعون ال ...
- أليسَتْ شريعة الغاب هي من حكمت العلاقات عبر التاريخ؟.
- وفاة القرضاوي أظهرت مُجدّدا عُمق الشرخ في ديار العرب والمسلم ...


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - لقد أيقظَ الزلزال عيوننا الغافِلة من عِز النوم فهل سيُوقِظ ضمائرنا النائمة؟