أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - يا لها من مفارقة.. تثمين حركة الجسد وتهميش حركة الفكر














المزيد.....

يا لها من مفارقة.. تثمين حركة الجسد وتهميش حركة الفكر


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7605 - 2023 / 5 / 8 - 00:29
المحور: الادب والفن
    


خذوا مارادونا، ميسي، رونالدو، وكل ابطالكم ونجومكم، واتركوا لنا سقراط، تلميذه أفلاطون، نيتشه المشاغب، دريدا ودولوز.. يا لها من مفارقة! الطيور على أشكالها تقع.. نحن قلة وأنتم الأغلبية الساحقة.. اتركوا لنا معلمينا ليعلمونا ما معنى أن تكون إنسانا، ليعلمونا كيف ننتشل أنفسنا من طبيعة البشر لننغمس في ثقافة الإنسان..
بمحرد ما نشرت هذه الأسطر القليلة على المنصة الرقمية المعلومة حتى رد علي أحد الأصدقاء معلقا بما يلي:
“الحياة تتسع لكل المبدعين سواء في العلوم والتكنولوجيا والفلسفة والادب وكذلك في الرياضة والفن. من يحب الحياة يحب الابداع والنجاح بكل ألوانه وأشكاله.”
راغبا في تطوير النقاش، طرحت عليه هذا السؤال:
لماذا يعطى لحركة الجسد كل هذا الاهتمام ويصرف عليها بسخاء بينما أغلب البشر السادرين في اللعب والعبث لا يستيقظون من سباتهم؟ وكيف يصحون وهم عن حركة الفكر غافلون؟ إنها العولمة، يجيب محاوري الذي أضاف قائلا:
“لاحظ معي ان اغلبية الآباء بالعالم أصبحوا يوجهون أبناءهم للشعب العلمية والتقنية، لإعدادهم لسوق الشغل، بدل توجيههم لشعب تنتج الأفكار والأدب. لقد ولى زمن السبعينيات.”
ومن أجل دعم أطروحته، قال:
“لا أظن ان مصر ستنتج مستقبلا نجيب محفوظ أو المغرب سينتج عبد اللطيف اللعبي أو محمد عابظ الجابري.بل حتى الأحزاب كان يسيرها متقفون وحكماء،انظر الآن..”
بخصوص الشق الأول من رده الأخير، خطرت ببالي فكرة عبرت عنها بهذه الكلمات:
هذا اختيار فاسد من أوله. لماذا؟ لأن دراسة العلوم بمعزل عن الفلسفة والأدب تحكم على كل من سار على هذا السبيل بالعقم وضيق الأفق..هذا هو النهج الذي سارت عليه الدولة المغربية في تكوين أساتذة العلوم والتقنيات حيث يتم التركيز على إمهارهم في إيصال موارد علمية للتلاميذ والطلبة دون تضمين المنهاج التكويني أو الأكاديمي مجزوءات ومصوغات خاصة بتاريخ العلوم ومقاربات الفلاسفة للممارسة العلمية عبر التاريخ..
وعندما أشار الصديق المشارك في هذا الحوار إلى أن المشكل ليس مطروحا فقط على المجتمعات المغاربية وحدها، بل على كل دول العالم، قلت له إن هناك فرقا كبيرا على هذا المستوى بين الغرب ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا..عندهم الحرية الأكاديمية مكفولة بالقانون وآفاق البحث العلمي مفتوحة بينما عندنا تكثر العراقيل والصعوبات أمام طلبة العلوم في ظل بيئة اجتماعية متخلفة وشح مقصود تجاه البحث العلمي المسدود الآفاق..
لحسن حظ هذا النقاش، دخل على خطه كاتب مغربي اسمه كنار على علم ليساهم بجواب عن سؤالي المنطلق بتعليق مفعم بالفطنة والدلالة، حيث قال:
“سؤال مثير.. ولكن جون ستيوارت ميل أجاب بطريقة ما بأنه يفضل أن يكون سقراط تعيسا على أن يكون خنزيرا سعيدا.. على اعتبار أن ذوي القدرات العقلية الدنيا يكتفون بأقل مجهود فكري.. بينما ذوو القدرات العليا لا يكتفون ببساطة العيش. هذا يعني أن الجسد لا يطلب الفكر! بل يطلب نتائج الفكر التي تضمن راحته فحسب. وعليه إذا لم يكن هناك فكر فهو يكتفي بما لديه.”
وما أكد أن السؤال إياه مثير حقا هو إقدام صديقي الكاتب على إعطاء جواب إضافي اختار له شكل تدوينة مصورة هذا نصها:
“حركة الفكر هي حركة الإنسان بينما حركة الجسد هي حركة النوع! لذلك الإنسانية هي أفق دائم، وإلا ما كان الإنسان إشكالا معقدا.."



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم للقراءة المستدامة، لا للباشوتاج
- المملكة المتحدة تدخل عصرا جديدا من الملكية مع الملك تشارلز ا ...
- الإيديولوجيا والثورة في فكر كارل ماركس
- الحزب الاستراكي الموحد بتمارة الصخيرات يوجه رسالة مفتوحة إلى ...
- الكاتب الأرجنتيني خوليو كورتاثر أو شي غيفارا الأدب
- كيف يكتسي العقل والروح لونهما تحت تأثير الأفكار؟
- نقد راي نيتشه في الحب والمرأة
- مشروع الأنوار من وجهة نظر تزفتان تودوروف
- بنسليمان: المجلس الجهوي لحزب الشمعة يتضامن مع يوسف بنصباحية ...
- مقارنة فلسفية بين المعتقدات والمعارف
- فلسفةرتشارد رورتي وموقعها في الفكرالأمريكي
- فلسفة رتشارد رورتي وموقعها في الفكر الأمريكي (الجزء السادس و ...
- بيان جماهيري من المكتب السياسي للحزب الشيوعى السودانى
- أي مستقبل للحلم المغاربي؟
- فلسفة رتشارد رورتي وموقعها في الفكر الأمريكي (الجزء الخامس)
- انخراط المغرب في الرأسمالية المتوحشة ضرب التضامن الاجتماعي ف ...
- الاجواء والظروف الحالية التي يمر في ظلها الاحتفال بعيد الشغل ...
- فلسفة رتشارد رورتي وموقعها في الفكر الأمريكي (الجزء الرابع)
- إشكالية الأنا والأخر في -رواية السيد إبراهيم وأزهار القرآن- ...
- فلسفة رتشارد رورتي وموقعها في الفكر الأمريكي (الجزء الثالث)


المزيد.....




- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - يا لها من مفارقة.. تثمين حركة الجسد وتهميش حركة الفكر